أيها المترفون ..إنتبهوا ..
بسم الله الرحمن الرخيم أيها المترفون..انتبهوا .عبدالغني خلف اللهبزغ فجر الفقراء من جديد عبر محمد يونس صاحب ومؤسس بنك ( غرامين ) في بنقلاديش بجائزة نوبل للسلام متفوقاً علي مائة وتسعين من مشاهير العالم الخواء .. رؤساء حكومات وقادة كبار وعسكريين من بينهم كولن باول مهندس حرب الخليج الثانية ومنظّر حرب الخليج الثالثة .. الشخصية البارعة في نسج الأكاذيب وعلي الهواء مباشرة من داخل قاعة مجلس الأمن المدعومة بالرسومات التخطيطية وعبر كاميرات الأقمار الصناعية التي تنقل لنا في ذات اللحظة تعابير وجه( إيتو ) برشلونة وهو يتألم جراء إصابته في ميادين كرة القدم ..فلماذا لا نصدق باول وقد رأي بأم عينه أسلحة الدمار الشامل في شاشات (ناسا) وهي تتنقل من مكان إلي آخر في فيافي العراق الشقيق ..ولكن نزاهة وحنكة لجنة نوبل للسلام لم تخدعها البطولات الزائفة والأسماء اللامعة فالتقطت عيونها مواطن أغبش من بنقلاديش اسمه محمد يونس كل حيلته مصرف صغير مكّرس بالكامل لخدمة الفقراء في الريف يمنح المرابحات والسلفيات للفقراء والمعدمين بدون أية ضمانات ولا( أمشي وتعال) ..لا لشيء إلا لأنه فهم الإسلام جيداً وطبقه جيداً ومنح الأموال للمحتاجين بدون تردد وأجره علي الله ..صرف مليون ونصف دولار من حر ماله للكادحين العائدين من المصانع والحقول دون أن يرفّ له جفن ..إذن فاز نصير الفقراء البنقالي محمد يونس بجائزة نوبل للسلام وكان من الممكن أن يفوز به أيٍ من أثرياء العرب ومن بينهم بالطبع أثرياء السودان وأصحاب المصارف .. لو أنهم منحوا فقراء السودان قروضاً ميسرة بدون فوائد كما فعل محمد يونس ومصرفه مصرف (غرامين) وكما فعلت اليابان فماذا فعلت مصارف السودان بل ماذا فعلت مصارف العرب المتخمة بالدولارات وهي تتنقل من هذا الحقل لذاك الحقل تطور حقول الغاز ومصانع البتروكيمائيات ولا تطور الحياة في بلدانهم لتتفاحر نهاية كل عام بأنها حققت المليارات من الدولارات كأرباح ومن ثمّ توظيف تلك الأرباح في الفضائيات والممثلات ونجوم الغناء الهابط والعري واالتفسخ الأخلاقي وعلي أحسن الفروض دعم جامعات لندن ووواشطن وليس جامعات الفاشر ومقديشو ..وقد تذهب الأموال لشراء نادٍ ليلي في لاس فيجاس تمارس فيه كل أنواع القمار ..إذن لا تشتموا الغرب والرأسمالية بعد اليوم فهاهو بلد غربي رأسمالي أنتج لنا قدراً من النزاهة يواري سوءات كل المتحذلقين والثرثارين في عالمنا العربي ..لم تمارس لجنة جائزة نوبل للسلام العنصرية والجهوية البغيضة كما نفعل ولم تقل لنفسها ..إنه مسلم ومن بلد وزنها لا يساوي وزن ذبابة من حيث الاقتصاد والنفوذ ولكنها غنية بإيمانها وغنية بإسلامها ..هذا الصدق وتلك النزاهة نهديهما من لجنة نوبل للسلام المعروفة بالنزاهة وقد منحت جائزة نوبل للسلام العام الماضي لوزيرة للبيئة في إحدي دول الجنوب الأفريقي لم يسمع بها أحد لأنها عاشت في الأحراش والمستنقعات تعلم المزارعين كيف يحافظوا علي بيئتهم وقتها قلنا إنها هفوة ولن تتكرر ..هذه اللجنة العبقرية التي تعلمنا في كل مرة كيف تعمل اللجان بكل النزاهة والتجرد لو كنا حقاً نريد أن نتعلم فلا نحابي ولا نتحيز عندما يتعلق الأمر بالأختيار القائم علي المنافسة الحرة والشريفة .. فلا قوائم من تحت الطاولة ولا تعيينات في جنح الظلام ..نهدي تجربتها لكم يا هؤلاء ..فيا عزيزي محمد يونس من بنقلاديش هنيئاً لك الفوز ولمصرفك المتواضع مصرف (غرامين) ولعلك تلتمس لنا العذر إن كنا لم نسمع بك وكيف نسمع بك والتزوير والتدليس يسد أمامنا كل النوافذ والأبواب ..كيف نسمع بك وسط كل هذا الضجيج والغبار لتطلع علينا بكل أريحيتك وحبك للفقراء في هذا الشهر المبارك كالبدر ليلة تمامه ويا أيها المترفون من الخليج إلي المغرب الكبير والشام ووسط وشرق افريقيا ..تعلموا من هذا الرجل المسكين البسيط محمد يونس وانتبهوا لما هو آت ولات حين مناص .
رد مع اقتباس
