اخترقت مسامعه أصوات ضخمة وعنيفة ، فداهمته فلول الآلام ، وانفجرت صراخا تبعثرت أشلاؤه كلمات التصقت حروفها بجدران غرفة المشفى ، فقرعت نواقيس الخطر ، وهرع الأطبّاء للاطمئنان على المريض ... سأله طبيبه عمّا يؤلمه ، فصاح به : كيف لا تعرف وأنا القابع هنا منذ شهر ،وآلام رجلي لا تبارحني ؟! وها هي تزداد وتكاد تفقدني صوابي ! بهت الطّبيب ، وحملق الآخرون ، فيما كان يربّت على كتفه مهدّئا إيّاه : لقد بترت رجلك وآلامها منذ شهر وبموافقتك ! ...