|
قالُوا عَجِزْتَ فقُلـتُ عَـنْ تَـرْكِ الهَـوى |
قالوا سَئِمْتَ فقلتُ مِن طُـولِ النَّـوى |
يــــا لــَوعَــةَ الـعُـشّــاقِ فـِــــي سَـكـراتِـهِــم |
كَمْ جُرِّعَتْ أحشاؤُهُم كأسَ الجَوى |
فــتَــراهُــمُ و الـــدمـــعُ فــــــي خـَلــواتِــهِــم |
صـِنـوانَ طـَبـعٍ لَــو ســَرى فـِيــهِ الـهَــوى |
إِنِّــــي عَــلـــى جَــمْـــرِ الـلَّــظَـى مُـتَـقَـلِّــبٌ |
والقَلـبُ مِـنْ نــارِ البِـعـادِ قـَـدِ اكـتَـوَى |
مُــتـَــخَـــلِّـــجٌ مُـــتَــــحَــــرِّقٌ مُـــتَـــعَـــطِّـــشٌ |
لا نَــالَـــهُ فَــيْـــضُ الــمَـــآقِ ولا ارْتَــــــوَى |
مُــذْ غـَـابَ عَــنْ عَـيـنِ الـفُــؤادِ طَبـيـبُـهُ |
طـافَتَ بـِـهِ وتَوَثَّـقَـتْ حُـبـُكُ الــدَّوَى |
وخَــيـــالُـــهُ أبَــــــــدًا يُــخـــامِـــرُ أَذْرُعِـــــــــي |
فـــإذَا ضَمَمْـتُـهُـمـا لِأَحْـضُـنُــهُ انْــتَــوَى |
فبَلا بِلا ضُرٍّ وجادَ بِلا جَدًا |
وعَلا عَلى عَرْشِ المحَاسِنِ واستَوَى |
مـَــنْ لِـــي بِـــهِ فـتَـعـودَ أَحـــلامُ الـنَّدَى |
ويــــَعــــودَ لـــِـلإزْهــــارِ فِـــــــرْدَوسٌ ذَوَى |
أنا ما نَوَيْتُ الكَفَّ عَنْ وَجْدِي بِهِ |
مَنْ مُبْلِغِي في أمْرِ وَجْدِي مـا نَـوَى |
أَدْنُو إلى شَفَقِ اصْطِبارِي حَائِرًا |
عَصَفَتْ بِحَقْلِ تَرَقُّبي رِيحُ الصَّوَى |
ماذا أقُولُ قَدِ اسْتُبيحَتْ حِيلَتي |
بِبراثِنٍ قَدْ أنْشَبَتْ خَوْرَ القِّوَى |
ما لي سِوَى الأشْعَارِ تَنْسِجُ لَهفَتي |
تَبْقَى إذَا ما عُمْرُنا الفَاني انْطَوَى |
تُلْقِي بِمُفْتَرَقِ الدُّرُوبِ قَصيدةً |
أدْمَتْ وَحَرُّ البَوْحِ أكْبادًا شَوَى |
وتَلومُ قَلبيَ أَنْ كَفَاكَ قَتَلتَنَا |
لَكِنَّهُ سَاغَ العَذابَ فَمَا ارْعَوَى |