1- "أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك" لابن هشام، تحقيق الشيخ محمد يوسف البقاعي
[وجوب تقدم الخبر في أربع مسائل]:
الحالة الثانية: التقدم، ويجب في أربع مسائل:
إحداها: أن يوقع تأخيره في لبس ظاهر: نحو "في الدار رجل" و"عندك مال" و"قصدك غلامه رجل" و"عندي أنك فاضل"، فإن تأخير الخبر في هذا المثال يوقع في إلباس "أن" المفتوحة بالمكسورة، و"أن" المؤكدة بالتي بمعنى لعل، ولهذا يجوز تأخيره بعد "أما"، كقوله: [البسيط]:
74- ....... وأمَّا أنني جزع يوم النوى فلوجدٍ كاد يبريني
تخريج الشاهد: البيت بتمامه هكذا:
عندي اصطبار وأما أنني جزع ** يوم النوى فلوجدٍ كاد يبريني
وهو من شواهد التصريح: 1/ 175، والأشموني: "157/ 1/ 101"، وهمع الهوامع 1/ 103 والدرر اللوامع: 1/ 77، والعيني: 1/ 536، وحاشية يس على التصريح: 2/ 259.
موطن الشاهد: "أما أنني جزع فلوجد".
وجه الاستشهاد: وقوع المصدر المؤول من "أن وما بعدها" مبتدأ متقدما على خبره الواقع جار ومجرورا "لوجد"، والذي جوز تقدم المبتدأ، وهو مصدر مؤول، أمن اللبس بين "أن المفتوحة الهمزة، وإن المكسورة الهمزة لفظا، ولأمن اللبس بين "أن المفتوحة" الهمزة المؤكدة والتي بمعنى "لعل" معنى.
فائدة: لا يقع بعد "أما" التي للشرط والتفصيل "إن" المكسورة، ولا "أن" المفتوحة، التي بمعنى "لعل"، وإنما يقع بعدها "أن" المؤكدة المفتوحة الهمزة وحسب؛ لأنها تؤول مع ما تدخل عليها بمفرد، ولا يفصل بين "أما" وبين الفاء الواقعة في جوابها إلا بمفرد. وانظر في هذه المسألة: شرح التصريح: 1/ 174-175.

2- حاشية الصبان على شرح الأشمونى لألفية ابن مالك
قوله: (على حد "وآية لهم أنا حملنا"[يس:41]) أي على طريقته في تقديم الخبر على المبتدأ الذي هو أنَّ وصلتها.
3- مغني اللبيب عن كتب الأعاريب لابن هشام
كرهوا الابتداء بأن المفتوحة لئلا يلتبس بأن التي بمعنى لعل، وإذا كان المبتدأ الذي أصله التقديم يجب تأخره إذا كان أنَّ وصلتها نحو ( وآية لهم أنا حملنا ذريتهم[يس:41]).