ولستُ أودُّ ذرَّ الملحِ في جرحٍ، ولستُ أودُّ إجبارَ السّكوتِ على الكلام،،
فقط سأمرُّ مثلَ كرامِ قريتِنا،، على صمتٍ ودون علامةِ استِفهام..
.......
على قلبي من الصمتِ قَبائل،،
سأحمِلُهُا على قلبي،
وَشَعرُ اللّيلِ مَنثورٌ على حِجري
أُضفِّرُهُ جدائلْ،،
لعلَّ اللّيلَ يأنَسُ بي
بوَحدَتِهِ
وكانَ اللّيلُ مَشغولاً بِتَدوينِ الرَّسائلْ
...
زَنابِقُ ملءَ دربِ العُمرِ
راحِلَةٌ إلى المَنفى..
وَوَحدَكَ أنتَ يا قَلبِي
تُرابِطُ في ثُغورِ الوَعدِ
وَحدَكَ والوَفاءُ هُنا تُقاتِلْ
...
غَداةَ غَدَوْ وراءَ البحرْ
هًناكَ غَدَوتَ تَأخُذُني،،
وصارَ البحرُ يحجِزُني وراءَ البحرْ،،
على لَيلِي أُساهرُ نَجمِيَ الآفِلْ
...
مُصَادفةً
بَل الأَقدارُ تَجمَعُنا
تُقَرِّبُنا، تُعَربِشُنا على حَرفَينِ لا أكثَرْ
فإن شاءتْ: تُبَعثِرُنا مُصَادَفةً
بل الأقدارُ،،
والأقدارُ حاصِلْ!
...
هُناكَ أتَيتُني حُلماً
هُناكَ وُلِدتُ كابوساً يُؤَرِّقُني،
وكنتُ هناكَ أقضِمُ أظفَرَ النَّدمِ،
وكانَ الخوفُ يقتُلُنِي
وكانَ دمِي بلا شِريانَ
يَجرِي فوقَ أرصِفَتِي،
وقدْ ترَكَ السِّلاحَ لِمَن يُقاتِلْ
...
هُنا وهُناكَ يجتَمِعانِ في قَتلي
هُنا قد عُدتُ لكنْ لَم أَعُدْ وَحدِي،
هُنا والموتُ يَصحَبُنِي
وأَرجُلُ خَيبَةٍ قامَت تُرَافِقُنِي،،
وَضاعَ الحُلمُ في ظُلَمِ المَجاهِلْ
...
صَدَقتَ أبي..
وكُنْتُ الطِّفلَةَ الـ ضاعَتْ أمانِيها!
بَكيَتُ وأنتَ تَحكِيها:
"يَضيعُ العُمرُ منكِ سُدىً"
أراني بَعدَ هذا العُمرِ ذاتَ الطِّفلةِ الـ ضاعَتْ أمانِيها،،
وضاعَ العُمرُ يا أبَتِ،
وماتَ الفرحُ ، في غَورِ الجَداوِلْ
...
لقَد طَالَت سُطورُ اللّيلِ يَكتُبُها
لِمَن يمتَدُّ طولَ اللّيلِ خاطِرُهُ؛
يُقَلِّبُ في مَواجِعِهِ،
يُشاطرُ نَجمَةً تنهيدَ صَبوَتِهِ
وقبلَ الفجرِ أرسَلَها على جُنحِ الزَّواجِلْ
...
يَخُطُّ اللّيلُ أسطُرَهُ على قلبي
ويُسهِبُ في الجوى فيها
ويكتُبُ أسطُراً للشّوقْ
وأُخرَى مِن دُموعِ الفَقدِ يَروِيهَا،،
طويلٌ جرحُ قلبِ اللّيلِ
أطوَلُ مِن ضَفائِرِه الّتي جَعلَتْ غَدِي راحِلْ
...
بَقيتُ أُلَملِمُ الشَّعرَ الـ تَهُبُّ الرّيحُ تَنثُرُهُ
أُضفِّرُهُ جَدائِلْ
وظلَّ اللّيلُ – كُلَّ اللّيلِ-
مَشغولا بِتَدوينِ الرَّسائلْ!
.