نُحر الهوى...وارتابت الصحـراءُ
وبَكَتْ .....على إفلاسنا الجوزاءُ
وارتد في شعري الحنين مزمجرا
فكأننـي مـن قبـلـه صـفـواءُ
فُجِعَ المكـان وأطْبقـت أركانـه
وتنفسـت بمحيـطـه الظلـمـاءُ


يبدأ شاعرنا قصيدته بفعل قد بني للمجهول وهو نحر والذي نحر هو الهوى وهنا استعارة مكنية حيث شبه الهوى بالأبل التي تنحر وحذف المشبه به وجاء بالفعل دالا عليه، وهاهي الصحراء قد ارتابت وكأنها عاقل يرتاب إلا إذا أراد بكلمته أهل الصحراء وفي القرآن الكريم :"وأسال القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها " ما قصد ذات القرية ببيوتها وأنما أهلها وما قصد سؤال البعير وإنما رجال القافلة، وبكت الجوزاء استعارة مكنية حيث شبه الجوزاء بالمرأة التي تبكي وحذف المشبه به وجاء بفعل يدل عليه ، وإنما بكاء الجوزاء من إفلاس العرب عن الرد على جريمة النحر البشعة التي سيأتي بيانها إن شاء الله تعالى.
وهاهو الحنين يرتد مزمجرا في شعر صاحبنا وكأن الحنين أسد له زمجرة الغضب وهنا استعارة مكنية أخرى، وكأن الشعر شيء له خاصية الإحتواء ، فما أحس صاحبنا بهذه الزمجرة حتى أحس أنه من قبل ذلك فارغ _هكذا فهمتها