لا عيدَ لطفلٍ في الصّحراء
لا عيدَ لطفلٍ
يسكنُ قلبَ الخوفِ
ويسكنـُـهُ الخوفُ
نفتــْـهُ الجنـّـةُ
للصّحراءْ.
وحيداً كانَ
بدونِ نبيّ يدعو
أفئدةَ النـّـاسِ
لتمنعَ عنهُ اللـّفحَ الخارجَ ملتهباً
منْ ثغرِ الرّيحِ ....
عجيبٌ هذا الموقفُ
أنّ غريباً ينتظرُ الرّحمةَ
منْ غرباءْ.
ويطولُ الوقتُ
ولا غرباءَ وقافلةً
تخرجهُ منْ جبِّ الخوفِ ...
ولا قبساً يؤنسُ وحشةَ منْ فقدَ النـّورَ وعينيهِ ...
لا موجاً يأتي يحملهُ
منْ بطنِ العتم ِ
ليقذفهُ للشاطئ عندَ بزوغِ الفجرِ...
وينتبهُ الطـّـفلُ
يرى في الأفقِ الغصنَ الأخضرَ مصلوباً
والورقُ تناثرَ في الأجواءْ...
يمتدُّ العتمُ
لينخرَ فيهِ العظمَ يفتـّـتهُ
ويمدُّ الليلُ جناحيه
فيطولُ كثيراً منْ جنبيهِ
بدونِ الأملِ بأنْ تـُقرضهُ الشمسُ صباحاً فيهِ الدّفءُ
وتأكلُ أضراسُ البردِ سطوحَ الجلدِ تمزّقهُ
فيفيضُ الدّمعُ
يبلـّـلُ وجهَ الحلمِ
فيوقنُ هذا الطـِّـفلُ
بأنَّ الحلمَ يسيرُ
إلى هاويةِ الموتِ
بوادٍ لمْ يعرفهُ الماءْ.
تشتدُّ الريحُ------
تثيرُ جبالَ الرّملِ الغاشمِ
يصبحُ شيئاً مثلَ الماردِ
يعلو الأرضَ يدوّي
يحملُ حمماً يرسلُ جمراً
ينتبهُ الطفلُ إلى الجّـهةِ الأخرى
يسمعُ صوتَ الغصنِ الأخضرِ يصرخُ
" يا ولدي .......
لا عيدَ لطفلٍ منسيٍّ منفيًّ
خلفَ حدودِ الشّـمسِ
بدونِ أبيهِ
ويا ولدي ........
لا عيدَ لطفلٍ عاري الظهرِ
على كتفيه ينامُ الهمُّ بكلِّ مساءٍ
والحزنُ اتـّخذ منَ الأجفانِ مكاناً لإقامتهِ
يا ولدي ........
لا عيدَ لطفلٍ تاهَ غريباً
في الصّحراءْ !!! "
بقلم: رفعت زيتون
عيد الأضحى 2009
..