|
وأحنُ يا ليلى إليكِ، ولم يزل |
قلبي المعللُ باللظى يتلوعُ |
وتزورني الذكرى فأفترشُ النوى |
ويشُّفني الوجد البليغ المولعُ |
وتقضني الأوجاع يحرقني الجوى |
فأنا المتيمُ بالهوى أتوجعُ |
ومحارُ ذاكرتي يئن تفجعاً |
والآه تزدردُ المنى وتقطِّعُ |
لهفي على ليل أطلتُ وصالَهُ |
في حب ليلى ثم كان المفجِعُ |
رحَلَتْ مع الأنَّات آهاتٌ لنا |
في طيفها الأزلي ليستْ ترجعُ |
يا ليلُ ما كانَ الهوى سفهاً بنا |
لكن ليلي يا مليكةُُ مترعُ |
فدعي فؤادي حيثُ صرتِ محلقاً |
فوق السحاب وفي الجنان يمتع |
سيلومني العشاق بعد تيممي |
يا ليلُ صوبَكُمُ ، فكيفَ المرجعُ؟ |
أثقلت نفسي َ بالهمومِ وأنتمُ |
في واحةٍ غناء طاب المرتعُ |
ها قدْ سلوتُ النومَ ، ثمَّ ذكرتكمْ |
ذكراكمُ كوت الفؤاد تقطِّعُ |
ولئن بدا في بعضِ ذكركِ زلةٌ |
فالذنبُ في ذكر الكرامِ سيُشْفعُ |
لا تنكروا شغفي بوصلٍ ، فالذي |
سمك السماء لوصل ليلة يرفعُ |
سأذوبُ في ليلي لتشمخً هامتي |
ويذوبُ شعري في الرموزِ ويسطعُ |
ليلى التي أهوى تحن ُّ إلى العلا |
ونحنُّ للموت الشريفِ ونطمعُ |
وتقودُ قافلةَ الخلاصِ الى الهدى |
وهي المصونةُ ، طاب فيها المنبعُ |
وهيَ الأساسُ إذا الروافدُ هُجِنَتْ |
بشوائبِ التغريب ، شطَّ المرجعُ |
ليلى القداسة ، منهجٌ متكاملٌ |
محرابها الإيمانُ ، وهي الجامعُ |
ليلى إذا حلكَ الظلامُ تضوعتْ |
مسكاً وضاءَ بها الفضاءُ الواسعُ |
يا سادتي الشعراءُ لا تتلوموا |
فالعذل ُ في مدح الكرامِ تنطعُ |
أنا ما مدحتُ سوى الحماسِ لأنها |
أسدُ الشرى، في الحق ، نعم الموقعُ |
أسدُ الحماسِ مفاخر تجلو السرى |
وتهزُ أركان اليهودُ وتقلعُ |
وتجود بالمهجِ السخيةِ بالذي |
ضنَّتْ جيوش العرب، لم يتورعوا |
أعلامُها قُللُ الجبال منابرٌ |
قسامها شررُ العقيدة مدفعُ |
هذا مديحي في الفراقد ما سلا |
قلبٌ بحب الفرقدين (1)ملوَعُ |
ولكم علمتم أن طيشي في الهوى |
خدع الكلامِ وليس فيه توسعُ |
وتجارتي في الله خير تجارةٍ |
وقصائدي حصرت لدينٍ ينفعُ |
علمَ الإله بأن غاية مقصدي |
من ذكر ليلى آن ارقَ ، فتسمعوا |
ولقد وقفت على الطلول مودعاً |
أنحو كما نحت العصور الأربعُ |
وسلكت في فنِّ المدائحِ مسلكا |
حسّان رائده وكعب يتبع |
بانت سعاد ، وقد عدمنا خيلنا |
تلك المطالع دق فيها المقطع |
ولأن سما شعر برقة نبرة |
فبرقة الاثنين كنت سأولع |
ما شط شعري في الهجاء لمسلم |
ليس القبيحَ من الهجاء المُقذع |
إلا هجاء بني القرودِ ونسلهم |
فلقد سلحتُ(2) على اليهود وابشع |
وجذمتُ أنفهمُ بكلِ قبيحةٍ |
وصبغتهم بالقار ، فهو الأنجع |
يا سادة الشعراء ذلك منهجي |
في الشعر فاسترقوا الخطى وتجمعوا |
لا أشرئبُ إذا المفاتنُ هللت |
في باحةِ السلطان، ذل المنفعُ |
وإذا التفتُ الى العروبةِ أرعوي |
عن مشرق ما كان فيه الورَّعُ |
فعروبة البلهاء دون جضار |
ة الإسلام وهمٌ بلقعُ |
والمنهجُ الفكري منهجُ أحمدٍ |
فوقَ المناهجِ كلِّها يتربعُ |
فزنوا الأمورَ كما وزنتُ فإنه |
من زان مثلي في الأمور سيرفعُ |
وثقوا بمنهجنا القويم إذا انبرى |
لمناهج الطغيان جيلُ ميُّعُ |
هذي مداركنا سنعبر للمني |
بعقيدة المختار فهي الأروع |
ونفوز بالجنات بعد تصُّبر |
أكرم بشمل في الجنان يجمَّعُ |