> صَدَى الْصَّمْتُ بِصَوْت <
الْصَّمْت يَتَكَلَّم فِي الْوِجْدَان
كَم قَالُوْا عَن الْصَّمْت
وَانَا عَرَفْتُ نَفْسِي بِه فِي مُعَرَّفٍ
((الْصَّمْتُ لُغَةُ الْأَذْكِيَاء))
وَأُصِرُّ عَلَى هَذَا الْتَّعْرِيْف
مَع أَنَّه قَال لِي الْبَعْض أَنَّه قَوْلٌ لِشَاعِر
وَلَكِنَّنِي وَضَعْتَه مِن بَنَانَ أَفْكَارِي لِبَعْض الْأَغْبِيَاء
يَصْمُتُون لِيَجْعَلُوْا مِن أَنْفُسِهِم أَذْكِيَاء وَّأَرْتَاح أَنَا
الْصَّمْت يَاصَدَى الصًّوت فِي الْوِجْدَان
الْكَثِيْر عَبْر عَنْه وَقَال
أَنَّه فِي حُرْمَة الْجَّمَال جَمَال
أَجْل كَان هُنَا صَدَى نَظْرِتَه إِحْتَرَام وَتَقْدِيْر
فَاق الْخَيَّال
الْصَّمْت
لَه أَنْوَاع مِنْه مَحْمُوْد وَمِنْه نَتَنَكَر لتَوَاجِدِه فِي الْآَخِرِين
أَوْقَات يَكُوْن الصَمْتٌ عَن الْحَق
هُو هُنَا صَدَى صَوْت الْجَّبَان
وَأَيْضَا صَوْت الْشَّيْطَان الْأَخْرَس
إِعْتَنَق الْصَّمْت لِيُزْهِق الْحَقَّ بِالْبَاطِل
وَيَسُوْد الْظُّلْم وَالْحَقِيْقَة يَقْطَع لِسَانِهَا
وَتَصْمُت حَتَّى تَتَفَجَّر بذَاك الْصَّمْت
طَبْعَاً لَالَيْلاً إِلَا وَبَعْدَه فَجر
يَشُق ظُلْمَتِهِ بنُوْرِ شَمْس الْحَقَّيْقَة وَيَتَجَلَّى لِلْأَنَام
الْصَّمْت ذَكَاء
نَعَم فِي بَعْض الْحَالَات هُو قِمِّة في الْذَّكَاء
وَقْت تَصْمُتَ وَيَتَلحَفَ لِسَانُك الْسُّكُوْن
عَن أَحْمَقٍ يُجَادِلُك
تُصْمِت فَتُحَيُرُه. وَذَالِك مِن الْذَكَاء
لَايَعْرِف مَابِدَاخِلُك وَلَيْس لَدَيْه سِوَى جَدَل وَغَبَاء
حَتَّى لَاتَسْتَوِي مَعَه فِي الحَمَاقَة
أُصْمُتْ وَذَاك أَكْرَم لِفِكْرْك
وَقَلْب سَيَجْهَدُ نَبْضَه بِكُلِ الْعَنَاء
الْصَّمْتَ يّاصَوّتَ الْحُب
كَم جَمِيْل وَقْت يُكَلِّلُ دَقَائِق الْمُحِبِّيْنَ عِنْد الْلِّقَاء
وَتَكُوْن لُغَتِهِم أَبْلَغ وَأَشَد حَرَارَةً وَعَطَاء
وَعُيُوْن تَتَكَلَّم وَلَهَا مَنْطوقَ الْكَلَام
تُعَبِّر عَن الْشَّوْق وَالْهَيام
أُحِبُّكَ هُنَا يَاصَمّتِي لَو وَصَلَت يَوْماً له
الْصَّمْت تَقْدِيْر وَإِجْلَال
نَعَم دَقَائِق نْقِفَهَا بِكُل إحْتِرَام نُطَأْطِئُ الْرَّأْس بِهَا
بِكُل الْتَّقْدِيْر والْحُزنَ
آَمِلِيْنَ أَنْ يَجْعَلَ الْلَّه لَهُم الْجَنَّات مقاماً ونَعيمْ
هِي دَقَائِق عَلَى رُوْح الْشُّهَدَاء
نَحْتَرِم بِذُلِّهِم لَهَا رَخِيْصَة فداءً لِثَرَى الْوَطَن
هُنَا أَنْت يَاصَمّت لَهُم وَفَاء وَعَهْد
أَن مِسّْكَ دِمَائِهِم لَن يَذْهَب هَبَاء
وَصَمْتِي هُنا يُكَسِرُ صَدَى صَوّْتَ وِجْدَانِي
دَكَ حُصُوْنَ مَشَاعِرِي فيه
وَأَخْرَج مابِكَيَّانِي
تَعَدَّيتُ بَعْض مَن الْخُطُوط الْحَمْرَاء
وَلَو تَخَطَيَّتِهَا لَنَزَفْتُ أَكْثَرَ عَجَباً وَعَطَاء
تَقْدِيْرِي وَاحتَرَامِي وَاعْتِنَاقِي لَكَ يَاصَمّت
لِأَنَّك فِيْنِي صَبْرٌ وَاحْتِمَال
نَعَم هُو الْصَّمْت صَبّْر وَاحْتِمَال
و انَتِظَاراً لَفَرَّجٍ قَرِيْب مِن مَوْلَى عَظِيْماً بِرَحْمَتِهِ جَبَّار
لَايُحِب الْظُّلْمَ وَالْظُّلمُ ظُلُمَات يَوْم الْقِيَامَة
أَلَسْتُم مَعِي أَن الْصَّمْت لُغَة مَابَعْدَهَا لُغَة
أَبْلَغُ مِنَ الْكَلَام فِي وَقْتِهَا
وَهِي لُغَةً لِلْأَذْكِيَاء
بقلم نجــوى الحمصي