من "شرح ألفية ابن مالك" للأستاذ حسين بن أحمد بن عبد الله آل علي
إضافة اسم المفعول إلى مرفوعه
وَقَدْ يُضَافُ ذَا إِلَى اسْمٍ مُرْتَفِعْ * مَعْنىً كَـ مَحْمُودُ الْمَقَاصِدِ الْوَرِعْ
س4- هل يجوز إضافة اسم المفعول إلى مرفوعه؟ وهل يجوز ذلك في اسم الفاعل؟
ج4- يجوز في اسم المفعول أن يضاف إلى مرفوعه الظاهر (نائب الفاعل) فتقول: زيدٌ مضروبُ العبدِ. فالعبد: مضاف إليه، وهو نائب فاعل في الأصل؛ إذ أصله: زيدٌ مضروبٌ عبدُه. ومن ذلك قول الناظم: الورعُ محمودُ المقاصدِ. فالمقاصد: مضاف إليه ، وأصله نائب فاعل: الورعُ محمودٌ مقاصدُه.
ولا يجوز إضافة اسم الفاعل إلى مرفوعه؛ فلا تقول: مررتُ برجلٍ ضاربِ الأبِ زيدًا. والأصل: مررت برجلٍ ضاربٍ أبوه زيدًا. فالأب في المثال الأول: مضاف إليه ، وهذا غير جائز؛ لأن اسم الفاعل لايُضاف إلى مرفوعه (الفاعل) وفي المثال الثاني (أبوه) فاعل ، وهذا هو الأصل.
س5- هل ثبت الإجماع على عدم جواز إضافة اسم الفاعل إلى مرفوعه؟ وضَّح ذلك.
ج5- إذا كان اسم الفاعل من فعل لازم كَـ (ضَامِر، وطَاهِر، وحَامٍ) جازت إضافته إلى مرفوعه إجماعًا إنْ أُريد به الثُّبُوت والدَّوام؛ لأنه يصير حينئذ صِفَة مُشَبَّهة، نحو: ضامر البَطْنِ، وطاهر النّفسِ، وحامي الدَّيارِ.
وإذا كان اسم الفاعل من فعل متعدٍ إلى مفعولين امتنعت إضافته إلى مرفوعه إجماعًا.
وإذا كان من فعل متعدٍ لمفعول واحد، فللنحاة فيه ثلاثة أقوال:
1- لا يجوز أن يضاف إلى مرفوعه مُطلقا. وهذا رأي جمهور النّحاة.
2- تجوز إضافته إلى مرفوعه إنْ لم يَلْتَبِس فاعله بمفعوله، نحو: مررت برجلٍ ضاربِ الأبِ زيدًا.
3- تجوز إضافته إنْ حُذِف مفعوله - وهذا رأي ابن عصفور - ويَشْهَد له قول الشاعر:
ما الرَّاحِمُ القَلْبِ ظَلاََّمًا وإِنْ ظُلِمَا ولا الكَرِيمُ بِمَنَّاعٍ وإنْ حُرِمَا
فالرَّاحم: اسم فاعل أضيف إلى فاعله (القلبِ) وقد حُذِف المفعول؛ لأنّه غير مقصود فليس الغرضُ بيانُ مَنْ وقعت عليه الرَّحمة.