لم يمسسني قرحٌ ..
لم يشطرني بين الخيمة والخيمة إعصار ..
ذاك الغيم المُتْعَبُ فوق مرايا الروح ..
يتثاءب حلماً أزرق ..
تنتبه السفن القادمةُ لحمق الريح .. ويُطْفاُ قدام الصحراء منار ..
من خلف الضوء ينوء السعف المنسيُ .. فتختلج الذكرى ويمازحنا ضعف الزورق ..
طيف القمر الأخضر عانق كل ليالي العمر ..
قيثارة حزني تعزف آخر لحنٍ في التخت .. تهاجر في كل شرايين العتم بحار ..
ينمو فوق جبيني ورق اللوز .. وتجتاح الشمس بقايا أيامي البلورية ..
ليت الزرع يعانق غيمةَ عشقٍ عابرةً لبنفسجة النفس المسكونة بالغار ..
وليت حبيبة عمري كانت تقف على شُرفة غضبي ,, تنشر رائحة الجسد المغسول بماء النار ..
وأنى للعمر وقوفٌ والزمن الأغبر ..
يتكومُ داخل مزمارٍ .. في بطن الراقصة الثكلى ..
وعلى بوابة كل مساءات الوجع المأفون ينوح المزمار ..
قولوا يا جمهور العشاق مراثي العرس المتقوس داخل أنثى النخل ..
وضجوا بالصبح ..
فالصبح على مرمى نهدٍ عشوائي الحركات .. بريء .. مثل كنار ..
يا عمر الليل المتبقي في كأس الخمر احترقي ..
كوني قدراً موروثاً يا غابة دمع ..
كوني أكثر من زاويةٍ للعشق .. وأكثر من نغمٍ شبقي الأوتار ..
وامشي فوق ضجيج المدن الحمراء .. وعند المرح المدفون الأنهار ..
هذا ليلي الأبدي .. ينامُ
مفتوح العينين يجادل أنات القيثار ..
هذا زمني المسكوب على آنية الذكرى المحمومة ..
هذا عمري الوردي ..
أمسى رسماً في كل سماوات الأعمار ..!