أحدث المشاركات

مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» @ تَعَاويــذ فراشَــةٍ عَاشِقـَـة @» بقلم دوريس سمعان » آخر مشاركة: دوريس سمعان »»»»»

صفحة 3 من 7 الأولىالأولى 1234567 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 61

الموضوع: تمزق...رواية جديدة .

  1. #21
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.74

    افتراضي

    أكره أن أقاطع انسياب الحلقات بدخولي غير الضروري هنا
    ولكني أحببت أن أقول ..
    نتابعك بشغف أستاذنا

    دمت متألقا
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  2. #22
    أديب
    تاريخ التسجيل : May 2010
    المشاركات : 1,149
    المواضيع : 174
    الردود : 1149
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله الإبنةالغالية ربيحة ..هذه ليست مقاطعة ولكنها فرصة لي لألتقاط الأنفاس ومن ثمّ مواصلة المسير ..هذا مع تحياتي ووفائي .

  3. #23
    أديب
    تاريخ التسجيل : May 2010
    المشاركات : 1,149
    المواضيع : 174
    الردود : 1149
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    الحلقة الثانية عشرة
    اخذنا تاكسى انا والحاجة الى موقف البص السريع بسوق نمرة 3 تلبية لرغبة الوالده فى زيارة الأهل بالجزيرة ولما كان اليوم هو الخميس , فقد كان الموقف مكتظاً بمئات الاشخاص كلُ يحاول ان يحجز موقعه قبل وقت كاف .. انا نفسى اشتقت للأهل هناك .. قطعت تذكرتين على ارقام مختلفة .. لأرى بجوار من ستلقى بى الاحداث وكانت مفاجاه حقيقية .. فتاة رائعة الجمال اختبأت وراء نظارة سوداء انيقة .. وكان احدهم يوصيها بوصايا الى الاهل بمدينة (ود مدنى) من خارج البص عبر نافذته .. انتابتنى لحظات التمزق القديمة من جديد .. وحكايات الحب المدهشة التى عشتها فى القطارات وفى الباصات والتى غالباً ما تنتهى كأى مقدمة موسيقية لأغنية حزينه .. ولكنها كانت مفعمه بحرارة الود وحميمية اللقاءات غير المرتبة .. وضعت (( الهاندباق )) على الرف وانا اتمثل (( الروقه )) والتهذيب الإ ان الحاجه الوالده سامحها الله وكزتنى وكزة شديدة وهى تطلب منى مبادلة رجل آخر بمقعدى حتى نتبادل الحديث فى الطريق إلى الحلة , وافق ذلك الأخ بسرعة مدهشة وكاد ان( ينبرش) على ارضية البص قبل الجلوس الى جوار تلك الرائعة , وشق البص طريقه بصعوبة فى الطريق الترابى المثقل الغبار , وعند وصولنا كان التعب قد اخذ منا كل مأخذ , ولكن مع مقابلتنا لأول شخص من اهل القرية انزاح التعب والإجهاد ليحل محله احساس متجدد بالحيوية .. اهلاً حاجة آمنه كيف حالك , الله يسلمك , من فى الحله لا يعرف الوالده ؟! اما انا فقد أخذتنى الخالات والعمات فى الأحضان , وكانت الواحدة منهن تضمك إليها فى محبة وإلفة لا يجود الزمان بمثلها , بل وتقبلك على الوجه .. تشمك وتأخذك إليها وهى تتمتم إزيك يا ود آمنة كيف حالك ( يا ود مصارينى ) وربما تسقط أكثر من دمعة على الخد .. حب حقيقى نفتقده فى هذا الزمن الردئ ونحن نعيش فى المدينة .. الإنسان فى القرية فهم وعلم وذوق .. الكل ينام بعد أن تصمت كل إذاعات العالم فتجده وقد إستوعب كل شئ حوله من أزمة خليج الخنازير وحتى بيافرا .. لهم قيم و سلوكيات لا يحيدون عنها قيد انمله .. من قال ان ما يبطل الوضوء فى الريف لا يجرَح الصيام فى المدينة ؟!! لكم هو منصف ذلك الرجل ..
    وأعطيت الوالده قائمه بالوفيات .. الحاجة رابحه .. يا الله من تلك الرائعه عمتى رابحه .. كيف لا اذكرها .. إذ كنا ونحن صبية نتدافع نحو منزلها بعد التمارين اليومية لكرة القدم .. هذا يشكو من ( فصل ) بيده .. وآخر من ( فكك) فى معصمه .. وهى تعالج هذا وذاك وما بينهما طفل وقع من على حماره أو من سطح منزلهم .. (( ولدى مفهوق ياخالتى رابحه )) تهمس الأم وهى منزعجة لما ألّم بصغيرها وببراعه النطاس المتخصص تخرج كل أم وهى راضية تماماً عن الحاجة رابحه وبعد ان تدفع ( البياض )حسب الاستطاعة طبعاً .. اما الصبية فبعد الصراخ الذى تجفل منه الطيور فى وكناتها يتحول البكاء الى انين ثم الى نهنهة متقطعة إذن ماتت الحاجة رابحه ( بصيرة) الحلة .. اما الثانى فهو عم جبريل زعيم نادى العواجيز .. جماعه من المتقدمين فى السن يستقلون علي ظهورهم فى رمال الخور للسمر فى كل امسية .. وقد ارتدوا ملابس قليلة بعد ان فارق كل منهم خليلته .. وتمتد بهم تلك الأوقات الى منتصف الليل او بعده .. كل يحكى ذكرياته وبطولاته ومواقف شهدها المرحوم فلان والمرحوم فلان حتى لا يكون هنالك مجال للتمحيص ويتبادلون اخبار اهل القرية .. المواليد الجدد .. العرسان الجدد وكل صغيرة وكبيرة تحدث فى القرية .. قوم هم الصفاء والطهر .. الوضاءة والأصالة وقبيل الفجر يتوادعون بكل الحب فقد يموت أحدهم فى أى لحظة ..

  4. #24
    أديب
    تاريخ التسجيل : May 2010
    المشاركات : 1,149
    المواضيع : 174
    الردود : 1149
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    الحلقة الرابعة عشرة
    وبالطبع حرصت الوالده على الذهاب فوراً للعزاء حتى قبل ان تشرب الشربات وتسلم على أهل البيت وفق العاده المتبعه .. فانت تذهب من الباص مباشرة الى بيت ( العزاء ) والا فإن الحساب سيكون عسيراً ..وأحسن تكون فى الرجل من ان تكون فى الوجه كما نقول .. اما السيدات فتجد الواحده منهن تبكى وتولول ولكن العين تلقط يمنه ويسرة .. لاتفوتها أى شاردة أو وارده , والمتغيبات معروفات .. إما إن الواحده قد وضعت مولوداً جديداً وهذه تمنح مهلة يوم واحد بعد الاربعين يوماً وما إنها خارج الحله تزور ابنا لها او بنتاً فى بلاد الله الواسعة .. وهذه تمنح بضع ساعات بعد عودتها , وأما انها مريضة وتلك توضع تحت الرقابة المشددة لا سيما ان شوهدت فى مأتم جديد .
    حرصت ان أبدأ برنامجى ليوم الجمعه منذ الصباح الباكر.. فتوجهت صوب النهر للسباحه وتلك هواية حبيبة الى نفسى لا أجد لها الوقت ولا المكان المناسب بالعاصمه .. إننى أحفظ هذا النهر عن ظهر قلب .. كل مكامن الخطورة فيه والاماكن الضحلة أو فلنقل غير العميقة .. فانا لا احب ان توصف المياه بالضحالة والتى هى التسطيح , وكم كنت اطلق ذلك البيت من الشعر على الاشخاص الذين لا أحبهم والذى يقول فى جزء منه ( مسطح كحدوة الحصان ) .. هذا الشعر لنزار قبانى .. كمال يتدخل فى الحوار .. يا ود يا مثقف .. ووجدت أن أكثر شخص ينطبق عليه هذا الوصف هو زوج غاده .. سطحية وغباء وسخف .. ولكن لماذا تذكرته فجأه فى هذا الصباح المشرق , لعلّها الغيرّه يا وهبه .. غيره ؟ هه ... والله عندنا فى القرية الف غاده وغاده ولكننا لا نتوقف عندهن ..(( قال بنات العاصمة قال )) وايه يعنى بنات العاصمه ؟ يا بوى سيبك ...
    المهم مارست فن العوم وتلوت سورة الفاتحه رافعاً كلتا يدى وأنا أطفو على وجه الماء التى أحببتها واحبتنى , وتسابقنا ومن معى حتى الشاطئ الآخر وقطعنا عدداً لا بأس به من بطيخ الجروف العجيب ( بطيخه ( حلاوة وحمار ) وتبادلنا (( الصبلوج )) من جميع الزوايا , يغطس الواحد منا الى أعماق سحيقه من النهر حتى نخشى عليه من الغرق ولكنه (( يقلعً )) من مكانٍ لا يمكنك توقعه ..ومن ثمّ يضرب الماء برجله بقوة وكأن لديه ثأر قديم معها .
    وفى صلاة الجمعه استمتعت بخطبة ذلك الشيخ الورع الوقور .. استلم عصاه وحدثنا حديثاً رائعاً بدون ورقه وبدون مايكرفون عن الكثير من القيم والسلوكيات التى تضمنها القران الكريم بين دفتيه وخرجنا من الصلاه والكل يتبادل التحايا .. الارتياح يبدو على الوجوه الصميمة .. تلك الوجوه الوضيئة وجوه أهل القرية وتأخرت بعض الوقت مع بعض اصدقائى قبل أن ألحق بأعمامى وأخوالى فى منزل العم هاشم .. وما أن وطئت قدماى باب الحوش المفتوح على مصراعيه حتى تناهت الى مسامعى ضحكاتهم الصافية تخرج من القلب كما تتفتح أكمام الورده .. ولكن يبدو أن الموضوع فيه طرافة حقيقية .. فكل واحد يضحك ويجفف دموعه بكم جلبابه ثم يعود للضحك , وعمنا الطيب يردد عباره وبعدين , وبعدين .. ليستعيد انتباه الحضور لمجريات القصة مع وقفه قصيرة ليرد السلام على كل قادم يحمل غدائه ويدخل به اليهم .. الحكاية شنو يا حاج الطيب ؟ تساءل خالى (عباس ) .. وران صمت مؤقت سرعان ما تتخلله الضحكات الحبيسة .. الحكاية شنو يا الطيب ؟! .. لا ابداً يا عباس , عمك عبد الله حصل ليهو مقلب شديد خلاص ع .. كيف يعنى ؟ اصلو يا سيدى مشى ليجني شيئاً من ثمار شجرة الحراز العملاقة جنوب الغابة .. واثناء اللقيط انكسر الفرع الذى كان يقف عليه فهوى نحو الارض .. وكان من الممكن أن يدق عنقه لولا لطف الله به .. أمسك بفرع آخر ولكن ذاك الفرع كان بعيداً جداً عن الارض ..صاح بأعلي صوته .. يا ناس الغابة يا ناس الغابة الحقونى , يا ابو مروة .. حضر بعض الإخوان ليحولوا دون وقوعه على الارض .. لكنهم لم يهتدو الى اى شيئ يساعدونه به .. واخيراً فكر أحدهم فى إحضار أي شيء من القرية ليقفز عليه عمك عبد الله .. وارسلوا أحد الصبية الى منزل زوجته الحاجة (العازه ) وأخبروه بل وأعادوا عليه ما يجب فعله .. ( اسمع يا شافع تقول للعازه عمك مطوطح بين السما والواطه فى الغابه تديك أي شيء تجينا به بسرعة ) ..
    وعمك عبد الله يصيح .. يا اخوانا ما تشوفوا لى طريقة إدياتى انكسرن .. اصبر يا حاج عبد الله (( هسع )) الولد (( بيجى )) .. وبعد حوالى نصف ساعه ظهر خيال الولد من بعيد .. فحمد القوم الله على السلامة ولكنه عاد بخفى حنين .. واخبرهم انه بحث عن العازه فى كل مكان ولم يجدها .. طيب ما تتصرف ما كان تجيب أى حاجه معاك .. وعمك عبد الله يكورك يا ناس خلونى أقع أقص رقبتى وأموت .. والله أحسن لى .. اصبر اصبر يا حاج عبد الله .. اسمع يا ولد .. اجرى لعمك الطاهر الترزى قول ليهو عمك عبد الله معلق فى الحرازاية الفى الغابة وقالو ليك اقطع عشرة ذراع قماش وخيطه واطبق الخياطه .. عشان عمك يقفز فوقها .. وعاد الولد أدراجه وهو يسابق الريح .. وبعد ساعه من الزمن رجع بالثوب وامسك كل واحد من الحاضرين بطرف و .. وآها .. إقفز يا عم عبد الله ...
    * * * *

  5. #25
    أديب
    تاريخ التسجيل : May 2010
    المشاركات : 1,149
    المواضيع : 174
    الردود : 1149
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    الحلقة الخامسة عشرة
    دخلت مكتبى واذا بمولانا منى وقد امسكت سماعة التلفون وانهمكت فى حديث جاد مع انسان على الجانب الآخر .. خرجت الى (الفرنده ) وكلى آذان صاغيه لما تقول وتعثرت الكلمات على شفاهها تحكى عن التعاسة والندم .. يا دكتور صلاح المسألة مسألة مبدأ والتزام كل افراد الاسرة بدأوا يتململون ثلاث سنوات ونحن فى الانتظار لنتيح لك الفرصة لتدبر أمرك وهاهو العام الرابع يوشك على الانتهاء .. نعم ... نعم .. انا من جانبى بعفيك من اى ارتباط اذا كانت هذه رغبتك اما الانتظار اكثر من ذلك فهذا امر لا احدده أنا وقد خرج من يدى تماماً ..
    وتطاول الحديث واستطال .. عدت ادراجى للمكتب فاذا برموش عينيها قد غرقت فى بحر من الدموع وهى تغالب بجلد وفجأة وضعت السماعة فى مكانها وانكفأت على الدرج وبعد بضع دقائق انتبهت لوجودى داخل المكتب .. رفعت رأسها ونظرت نحوى بخجل وهى تمسح دموعها بمنديل اخرجته على عجل من حقيبتها .. قلت لها آسف جدا يا مولانا .. لو كنت اعلم انك فى موقف كهذا لما دخلت المكتب .. اجابتنى فى تسامح وحياء .. ابداً يا وهبه انت فى مكتبك لكن الظروف التى امر بها اقوى من احتملها لوحدى والحمد لله انك سمعت جزءاً من المحادثة ولابد انك استنتجت الموضوع .. لعلى اشعر ببعض الراحة اذا بثثتك آلامى .. وانا لا أخفى عليك احساسى نحوك يا وهبه .. انت انسان بمثابة شقيقى .. تملكنى احساس طاغ بالحزن والرفض لما يحدث .. من يكون الدكتور صلاح هذا ؟ وماذا يساوى حتى يعطى لنفسه الحق فى التهرب من انسانة كالاستاذة منى .. ماذا يطمع المرء فى هذه الحياه اكثر من ( منى ) .. إن بعض هؤلاء الاكاديمين ينبهرون بشهاداتهم واطروحاتهم العلمية وعندما يكون الواحد منهم محظوظاً وينال اعجاب ملاك رائع كالاستاذة منى .. تجده لا يقدر الكنز الذى بين يديه .. معقول اماطل فى الزواج بمنى ولو لثلاثة ساعات ناهيك عن ثلاثة سنوات .

    * * * *
    باعتنى غاده للشيطان .. للمجهول , وبالرغم من ذلك تظل عشقى الاوحد , باءت كل محاولاتى فى نسيانها بالفشل , المنطق يقول انها ليست لى , الواقع يعضد ذلك , الحقيقة الماثلة امامى كل يوم وهذا المغرور يقوم بتوصيلها بعربته ( الهنتر ) الفاخرة تشير الى اننى واهم واننى متبلد الذهن , ولكن تبقى غاده ياعالم هى عذابى وهى حبى الكبير , انا كده .. يمكنكم ان تقولوا عنى اى شيئ .. يمكنكم ان تقولوا عنى باننى معتوه , واننى ... واننى , فقط ما يحيرنى هذا التقارب المفاجئ بينها وبين فوزية , إذ كلما ذهبت للمكتب السرى وجدتهما يتناولان طعام الافطار معاً ثم ينهمكان فى وشوشات لا تنتهى واغتنمت احدى السوانح النادرة التى وجدت فيها فوزية وحدها , قذفت فى وجهها بعضاً من التعليقات الرقيقة حول أناقتها الزائدة عن الحد هذه الايام , وانها استعادت نضرتها , قلت لها مداعباً الاطباء لا ينصحون بكثرة استعمال (( امبى اكسترا لنضارة البشرة )) ضحكت من اعماقها واقسمت لى انها لا تستعمل أية مساحيق وأردفت قائلة .. إنه السلام مع الذات يا وهبة .. لقد تصالحت مع نفسى , وبدأت اعمل جاهدة لاسعادها بعد خمس سنوات من العذاب والذكريات المره توقفت خلالها عند محطه اسمها الحزن .. وكان لابد لى من مغادرتها ... وفجأة اكتسى وجهها بغلالة رقيقة من الاسى , وتمتمت فى ألم :

  6. #26
    أديب
    تاريخ التسجيل : May 2010
    المشاركات : 1,149
    المواضيع : 174
    الردود : 1149
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    الحلقة السادسة عشرة
    وفجأة اكتسى وجهها بغلالة رقيقة من الاسى , وتمتمت فى ألم : تزوجت من خالد .. بعد قصة حب نبيلة , شهد لها كل من عرفونى بانها كانت اروع رباط استمر حتى بعد زواجى من خالد .. كنت لا احتمل ان يفارقنى لحظة واحدة وتوجنا حبنا بابنتنا عفراء التى احببناها بجنون .. وفى ذات مساء اقتحم دارنا ( مبارك ) زميل زوجى فى العمل وهو يجهش بالبكاء وظل يردد خالد يا فوزية .. اظلمت الدنيا امام ناظرى ونقلونى للمستشفى وانا فاقدة الوعى وفى حالة انهيار عصبى مريع , وعندما أفقت كانت كل العيون التى من حولى تقول أن خالد قد مات , ولكن كيف ولماذا ومتى ؟ أستغفرى الله يا بنتى فالموت حق وهو سبيل الأولين والآخرين , قالتها أمى , أستغفر الله العظيم , قولى إنا لله وإنا إليه راجعون , قال لى وهو يودعنى قرب باب ( الحوش ) إحساسى يا فوزية يحدثنى بأن شئ ما سيحدث وأننى يجب أن آخذ هذا اليوم راحة , قلت له : لا تكن متشائماً ثم خرج وعاد مرة أخرى وهو ينظر إلى نظرات غريبة وأستمر هذا الموقف حتى وصول عربة المصلحة , ومن داخل العربة , إستدار نحوى وهو يلوح لى بكلتا يديه , حتى غابت العربة عن الأنظار ..
    كانت تحكى لى قصتها وحبات من اللؤلؤ تتناثر على خديها وتركتها تبكى وتبكى دون أن أبدى نحوها أى إحساس بالأشفاق حتى لا أضيف لها آلاماً أخرى فوق طاقتها , وعلمت منها أنه راح ضحية حادث حركة مروع هو وآخرون , وحدثتنى كيف أنها تحدت التقاليد وذهبت للمقابر قبل فترة (( الحبس )) , وهناك جلست طويلاً أمام قبره وهى ذاهلة عن كل ما حولها , وقبل أن تغادر المكان . أخرجت من حقيبتها مقصاً وقصت خصلة من شعرها بإسم عفراء , وأخرى بأسمها ودفنتهما عند رأسه , وكانت لحظات قاسية بالنسبة لى وأنا أتابع فوزيه وهى تفتح قلبها لى لأول مرة , ألا أننى تماسكت وتمالكت مشاعرى .. وعندما تأكد لى أنها إستعادت رباطة جأشها وسيطرت على مشاعرها , قلت لها : هل أطمع يا فوزيه بأن أكون بالنسبة لك فى مكانة خالد ؟ أعلم أننى لّن أملأ الفراغ الذى خلفه فى حياتك ولكننى أعدك بأن أبذل قصارى جهدى نحو إسعادك وستكون عفراء فى حدقات عيونى , أضاء وجهها بنور ساطع وهمست فى تواضع جم : لا تنفعل أكثر من اللازم بما سمعت , فقد كنت أحدثك لأنك زميلى وأخى ولأننى أحترمك ولم أكن أرمى إلى هذا أبداً , أرجو أن لا تسئ فهمى يا وهبه , قلت لها كنت أنتظر اللحظة المناسبة التى أعبر لك فيها عن إحساسى نحوك , وأعلم أيضاً أنك رفضت الذين تقدموا إليك من أجل عفراء ولكن من أجلى ومن أجلك ومن أجل عفراء فكرى جيداً بالموضوع , ولا تقولى الآن أى شئ فأمامك مساحة من الوقت تحددينها بنفسك .

  7. #27
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.74

    افتراضي

    شخصية الرجل في رواياتك تحمل ملامح أظنها الأصدق رغم إصرار البعض على إنكارها
    وهي توحي لي بنص ما ...
    سأسعد أن تنسكب حروفي من وحي إبداعك

    دمت متألقا

  8. #28
    أديب
    تاريخ التسجيل : May 2010
    المشاركات : 1,149
    المواضيع : 174
    الردود : 1149
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    إنه لشرف لي أن أكون في يوم من الأيام قد شكلت شيئاًما في رواياتي عزيزتي الفاضلة ..لينطلق منه جيل الشباب من الكتاب وبذلك يتحقق حلم التواصل بين الأجيال .. سأنتظر بشغف ما يجود به يراعك المميز وأتمني لك التوفيق .

  9. #29
    أديب
    تاريخ التسجيل : May 2010
    المشاركات : 1,149
    المواضيع : 174
    الردود : 1149
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    الحلقة السابعة عشرة
    كل حركة من حركات فوزيه , وكل سكنة من سكناتها ترحب بى كلما عرجت على مكتبها , وبالمقابل لم تتوقف زيارات غاده لها بل تضاعفت , ولكن حين ألقاهما معاً أنظر إلى هذه فأجد أوجاعى وإلى تلك فأجد شفائى , وأخرج منها بلا إحساس , وكأننى حجر , وفى ذات مرة قالت لى فوزيه أن أكثر ما تكره فى هذه الحياه إفشاء أسرار الآخرين , ولكن يا وهبه بما أن الآخرين هم غادة صديقتى .. و.. قاطعتها قبل أن تكمل هذه الجمله .. أدخلى فى الموضوع يا فوزيه وأعدك بأننى سأكون أكثر حرصاً منك على أسرار غاده .. إن غاده تتعذب يا وهبه .. إنها تذبل وتتلاشى كل يوم , فالزوج مغرور ومستهتر ويأتى لها فى الساعات الأولى من كل صباح وهو مخمور , وأمه متعجرفة و حاقدة .. أحالت حياتها إلى جحيم , وهى الآن حبلى بطفلها الثانى , وعاجزة تماماً عن إتخاذ أى موقف , فالفقر والعوز والفاقة بإنتظارها إن هى طلبت الطلاق أو ذهبت إلى منزل ذويها , والألم والمأساة هما عنوان أيامها الكئيبة , قلت لها فى حزم : هل يمكن أن نترك الحديث عن هذا الموضوع تماماً .. على الأقل أنا أتحدث عن نفسى ..
    * * * *
    قالت لى الحاجة بتول وهى تناولنى مظروفاً كبيراً معنون بالأنجليزية للسيد مصطفى المدير الأسبق للمصلحة , وإستنتجت من العطر الأنثوى الذى يفوح منه بأنه من ماريا التى تدرس بالمانيا , أمرت الحاجة بتول بالأنصراف وأمسكت بالمظروف الأنيق الذى توجد فى أطرافه أزرار وأسلاك وطوابع كثيرة , والحقيقة كان مظروفاً لا يشبه المظاريف التى تكتظ بها مكتباتنا وتخلو حتى من الصمغ .. الصمغ الذى ننتجه نحن .. ولكنها السمة المميزة لحوائجنا المعيشية بالرغم من أننا لا نشكو من قلة المال .. تناول أى شئ وحاول فتحه .. أى شئ .. قطعة صابون فرشاّه أسنان .. علبة صلصة فأنت لن تقوى على فتحها إلا بأستعمال أسنانك بينما فى السلع الأخرى .. المستوردة بصفة خاصة يشيرون لك بالسهم إلى أين يمكنك أن تفتح بسهوله .. كمال يقول أننا نتنازل عن حقوقنا طواعية فى الجودة والنوعية .. الرغيف مثلاً .. أى رغيف يؤدى الغرض لا يهم الشكل أو الوزن أو الطعم نتناول ( الساندوتش ) من أى كافتيريا ونقضمه دون حتى أن نتأكد مما يتكون .. لحمة مفرومة أو مبرومة لا يهم .. الأستاذة منى شاركت فى النقاش وقالت هذا هو ال (Sense of Quality) الحكاية شنو ؟ قبل يومين قال المدير عن سائقه أنه ليس لديه أى ( Sense of Traffic) وأضاف بأنجليزيته العجيبة :
    ( lack of every thing) والآن الأستاذة منى تردد نفس الكلمة .

  10. #30
    أديب
    تاريخ التسجيل : May 2010
    المشاركات : 1,149
    المواضيع : 174
    الردود : 1149
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    الحلقة الثامنة عشرة

    ومضت سنين الجامعة رائعة و حلوة وكنت أحس بالزهو والفخر عندما أخبر أى شخص يتعرف على بأننى طالب فى السنة الثانية حقوق , حتى أننى من فرط إعجابى بهذه الحقيقة أخرج بطاقتى وأنا بداخل الباص وأتفرج عليها وأتعمد أن يقرأها من هو بجوارى ليعرف من أكون , وكثيرون يلتقطون الأمر ويسألوننى فى إعجاب .. الإبن فى الجامعة .. نعم يا عم ثانية حقوق .. ناوى إنشاء الله تطلع لينا زى مبارك زروق و محمد أحمد محجوب وزراء كبار.. لا والله يا عم أنا رغبتى أكون قاضى زى (أبو رنات ) ..
    وفى الجامعة تعرفت على التوأمين سهى ونهى .. سامية ونجم الدين وأمير , وكنا شلة متماسكة لا نفترق إلا بانتهاء الأمسية الدراسية , وأطلق الزملاء علينا لقب ( المتمزقون ) , إذ كنا نتفرد بالعزلة والتمزق وكنت أوجه إنتباهى لسهى دون نهى بالرغم من الشبه الشديد بينهما ولا أدرى لذلك سبباً .. المهم وجدت نفسى أنقاد إليها بمجرد دخولى حرم الجامعة ... أما نهى فبالرغم من جمالها الأخاذ إلا أن (( قلبها ميت )) كما يقول أمير , الذى يهتم بها ويوليها عنايته الخاصة , ويهاجمها بضراوة بمناسبة وبدن مناسبة وهى لا تنفك تضحك وتضحك .. وتعجبنى سامية بتواضعها بالرغم من أنها تأتى الجامعة ب( مارسيدس جيش ) فهى إبنة أحد كبار القادة بالجيش وينصب إهتمامها على نجم الدين صديقى اللدود , نجم الدين عثمان ..نجم هذا كارثة حقيقية .. فهو يدعى الثقافة وحفظ الأقوال المأثورة , فإذا ما أطلنا الجلوس فى الكافتيريا يقول لنا بطريقته الأكاديمية (( هيا نقوم أيها الأصدقاء فقد طال جلوسنا على التوافه )) ويقول مثل روسى , أو يقول لك (( إن طمأنينة النفس تنبثق من التسليم باسوأ الفروض )) مثل صينى , وكان ذلك عندما كنا نترقب نتيجة إمتحان النقل للعام الثانى , وأحياناً يتحفنا بأقوال لبابلو نيرودا وإليوت وغسان كنفانى , شعرت بأن نجم الدين هذا يجب أن يوقف عند حده , وأن خير وسيلة لذلك هو تلفيق أقوال مأثورة ما أنزل الله بها من سلطان , واهو , كيف يتثنى له معرفة الخطأ من الصواب وفى إحدى الأمسيات قلت لهم , قال سقراط (( يشرب الافق تعاسة الظهيرة وتشرب العذراء نخب الأحلام )) سامية صدقت أن هذا الكلام جاد وأصرت علىّ أن أملى عليها هذه الحكمة وبصعوبة بالغة إستعدت الكلمات وقبل أن أغادر قلت لهم ماذا أقول فى الوداع يا صحبتى أنا الذى أخاف حين يُقبل المساء من لفظة تصبحون على خير .. ورويدا رويداً سحبت البساط الثقافى من تحت أقدام نجم الدين ولكننى أدخلت نفسى فى مأزق حقيقى , إذ كان يتعين علىَ التفكير فى كلام معقول من هذا القبيل , وبسبب التسرع قلت لهم ذات مرة , قال لقمان الحكيم ((الألم بترول والجحيم هو الناس )) فانبرى لى نجم الدين لى بشراسة مصححاً هذه المقولة .. أولاً الجحيم هو الناس هذا كلام سارتر والألم بترول .. بترول يا وهبة ؟! طبعاً لا يمكن أن يكون لقمان الحكيم قال هذا الكلام يا وهبه لأن البترول لم يكتشف فى ذلك الوقت .. دافعت عن نفسى بأن الترجمة لكلمة شحنة أو طاقة هى الجديدة وأن لقمان لم يتكلم اللغة العربية ولابد أن الترجمة حصلت فى هذا العصر .. إلا أنه لا أحد فيما يبدو قد إستجاب لمنطقى حتى أن سامية أعادت قفل القلم وكانت تتأهب لتدوين تلك الحكمة , أما أمير فهو إمبراطور السياسة دون منازع , والمرشح لتولى منصب متقدم بالإتحاد , وهو شديد العداء للإستعمار , وفى مرة إقترح على أفريقيا أن تعود كما كانت لممارسة العرى التام حتى تقاطع الأقمشة الأوربية وأن تلغى بيوت الطوب والأسمنت وتعود لتبنى بالحطب والحشائش حتى لا تستورد الأسمنت وكان ينسب آراه تلك لنكروما ونيلسون مانديلا , لكن نهى شنت عليه حملة شعواء على أفكاره هذه وعنفته على فكرة إلغاء الملابس قائلة : يعنى كيف يا أمير ما نشترى أقمشة ؟ ... عاوزنا نمشى عرايا ؟! وحاول المسكين شرح الجانب الأقتصادى من الفكرة وبأن الأقتصاد هو أنسب سلاح لمحاربة الأستعمار ألا أنه لم يفلح فى إقناعها وخاصمته جراء هذه الهلوسة (( تيرماً )) كاملاً .

صفحة 3 من 7 الأولىالأولى 1234567 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. قد تمزق قَميص الشوق
    بواسطة نجوى الحمصي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 09-04-2017, 10:39 PM
  2. يارا..رواية جديدة للمُبدع محمود خفاجي
    بواسطة محمود سلامة الهايشة في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 29-07-2010, 01:57 PM
  3. البوصلة .. رواية جديدة .
    بواسطة عبدالغني خلف الله في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 35
    آخر مشاركة: 08-07-2010, 05:41 PM
  4. عضوة جديدة ... بداية جديدة... فهل ستكمل الطريق ؟
    بواسطة زينب وليد في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 30-11-2007, 06:43 PM