|
يمشي أمامي مائداً يتخبّطُ |
متضاحكاً بوقاحةٍ لا تُغبَطُ |
حَدّقتُ فيه مدبراً فحسبتُه |
أنثى تمرُّ من الطريقِ "وتقلطُ" |
فإذا به ذكرٌ كما يبدو وما |
أدري فأمرُ فتاي ذاك "مخربطُ" |
متنافرٌ تقسيمُه ولباسُه |
فكأنه في الشكلِ شرقٌ أوسطُ |
وضفيرةٌ في الخلفِ أرسلها كما |
ذيل الحصانِ ولا حصانٌ يُربَطُ |
وحواجبٌ منتوفة فكأنها |
قوسٌ دقيقٌ بالمدادِ مُخطّطُ |
وشفاهُه محمرّةٌ كصبيةٍ |
لكنما ما من حياءٍ ينْقطُ |
ضاق اللباسُ عليه حتى رابني |
فلعلّه رسمٌ عليه مُسقَطُ |
محشورةٌ أردافُه كهواجسٍ |
في صدرِ مهمومٍ تشِبُّ وتهبطُ |
لُحِمتْ عليه قطعةً مفصولةً |
هيهات يُرتَق مثلُها ويخيَّطُ |
كم حارني في أمرِ حاجتِه فهل |
تُقضى بيسرٍ إنْ عَنَاهُ تغوُّطُ |
والخدُّ محفوفٌ بخيطٍ مُرهَفٍ |
يجتثُّ شعراً لم يصلْه المِلقَطُ |
لمعتْ كحَمّامِ الثريِّ خدودُه |
بل دونَها خزفٌ عليه مُبلَّطُ |
يغدو وهاتفُه كتوأمِ أُذْنِه |
ويروح والمحمولُ معْه يلغَطُ |
للهِ كم هو صامدٌ محمولُه |
سقطتْ عواصمُ وهو أنى يسقطُ |
وسمعتُ منه لهجةًً ورطانةً |
ليست على أيِّ المعاجمِ تُضبَطُ |
عربيةٌ شكلاً ولكنْ حشوُها |
مستعجَمٌ بمشقةٍ يُستنبَطُ |
"دادي" وما "دادي" ألا يا ليتَه |
معَ إبنِه بين الشوارعِ يُشحَطُ |
غنجٌ كزوجٍ خاصمت وتمنّعتْ |
في فينةٍ ترضى وأخرى تسخطُ |
والصوتُ رقّقه الفتى متعمِّداً |
فكأنه عبدٌ خصيٌّ أشمطُ |
ماذا تركتَ لكاعبٍ أو زوجةٍ |
والعطرُ والمسحوقُ عندكَ يُبسَطُ |
قد صرتَ للفتياتِ حقاً قدوةً |
في شكلِ لبسٍ أو ضفائرَ تُمشَطُ |
لو كنتَ عند سَدُومَ قبل عذابِهم |
لتحاججوا بك إذْ عصَوا وتلوَّطوا |
وأدُ البناتِ محرَّمٌ لكنما |
ولدٌ كهذا بالترابِ يُحنَّطُ |
وسبقتُهُ في مشيتي متحفزاً |
وأنا أحضِّرُ بصقةً تتمخّطُ |
ما ردّني إلا خسارةُ بصقتي |
فيه وهل أناْ مسرفٌ أو مُفرِطُ |
حاشا السوائلَ لمسهُ أمّا إذا |
غازٌ ففي وجهِ المخنّثِ....؟! |