النخلة أنت ..!
للنخلة أنتِ
كأني أراكِ،
في وجه الريح ،
سبحان الخالق
من سواكِ ..
*
كالنخلة أنت ِ ،
تعطين ثمارك ،
وشموخك
وتظلين
فوق الظل
وتحت نهاركْ ..
*
للنخلة أنت ِ ،
تُـبدين جمالكْ
واقفة
والأخضر من حولكِ
يأبى النوم
إلا
بين
سُهادك
ووصالكْ ..
*
كالنخلة أنت
تعطين ثماركْ
بثلاثة ألوان
تحكي
عنوان دلالكْ ،
يا سيدة الشجر الواقف
ثابتة أنت
فارتاحي
بين خيالي
وخيالكْ ..
*
النخلة أنت
كعمتنا ،
خالتنا
وكل إناث قبيلتنا
تمشين كما انت
على حد الوقت
وقوس نبالكْ
تختالين
وتحمين مكانكْ ..
*
للنخلة أنت ،
تهشين علينا
بالسعف اللدنِ ِ
وتنادين على أطيارٍ ٍ
تسرقُ من قنوانكْ ،
تسرفُ في حبك
تتفيأ عند القيظ
ظلالكْ ،
وتغردُ لحن وداع
عند غروب الشمس ..
ونبقى نحن ،
نجهل عنوانكْ ..!
يا ..
( نيالك ..! )
*
للنخلة ِ أنت ،
لجنيّ الرطبِ
كُنتِ ،
وكان
يعلو الماء،
سرياً حتى
امتلأ الوجدان
نمتِ ،
فتمخض إعجازٌ
بين اللحظات الحبلى
تحت النخلة ..
النخلة أنت
أنت النخلة ..
*
النخلة إنسانة
تحتاج إلى الماء
وتحتاج إلى الدفء ..
وتحتاج
..
تحتاج كما نحتاج ،
النخلة تهوى البحر
تحبُ الرمل
وتنام على مهل ،
واقفة في عسعسة الليل
تناجي نجم سهيل ..
*
النخلة أنت
امرأة ،
بلغت سن الوعدْ
فتدلي أثداء التمر
يانعة ،
فتنز الشهد ..
*
النخلة تحتاج
كما نحتاج ،
للماء
لمواسم عشق ..
تحتاج
إلى البرق
وللرعد ..!
*
النخلة ، تحزن
وتموت ،
ونسير نشيعها
بالسعف الأخضر
أو نتركها واقفة
في تلك البيداء ،
وحين تموت
يغضب ظبي عربي
وذئب عربي
والخيل
ونحن ،
لأن النخلة
والظبي
والذيب
ونحن
جئنا من وطن واحد ..
النخلة يا سادة،
نحن ..
..
.