|
مضتِ السنونُ وكرّت الأعوامُ |
|
|
والـنـاس أيقـاظ هـنـا ونـيــامُ |
أيقاظُهم سكرى بمَهْمَهِ خلـّبٍ |
|
|
صنعـَته في أفكارهم أوهـامُ |
فتناهبوا فيه انتهـابَ سـوائمٍ |
|
|
وتسـابقوا ، وقـِيـادُهم أحـلامُ |
شـغـَلتـْهـمُ دوّارة ً تذروهـُمُ |
|
|
فعـْلَ الهباء ذرَتْ بها الأنسامُ |
وهمُ يُرَجّـُون الهـنـاءَ كآمل |
|
|
بين الأفاعي أن يكون سلامُ |
وترى النيامَ على شفير رقادِهم |
|
|
قتـْلى اسـتفاقـَت فيهمُ الآلامُ |
حسبوا الخنوع سلامة فتذللوا |
|
|
والذل أمراض ربَتْ وسـَقامُ |
وتطامنوا وتقاصرت قاماتُهم |
|
|
وضَوَوْا فشاعَتْ فيهمُ الأورامُ |
.............. |
|
|
............ |
ومضى الزمانُ وأمتي لمّا تزل |
|
|
في رقدة الغـَفـَلات لا تعتـامُ |
حنت الحوادثُ ظهرها فتكسّرَتْ |
|
|
فـَقـَراتـُه ، واعْوَجّـتِ الأقـدامُ |
وبدا لهم نورُ المكـارم خافـِتـاً |
|
|
وعلى النواظر أطبقَ الإظلامُ |
وتعوّدوا الظلم الغشومَ فأسلسوا |
|
|
وثـَنـاهـُمُ بَعـدَ الـرّويّ أُوامُ |
ورَضُوا بجلادَيْن يشوي جلدَهمْ |
|
|
ذاك الغريبُ، وقبلـَه القـَوّامُ |
ولئـن رأينـا من عدوٍّ غـِلظة |
|
|
إن العداوة شـأنـُها الإيـلامُ |
لكنّ ما يُدمي الحُشاشة َ أنّ منْ |
|
|
سامَ الشعوبَ بلاءَها الحكامُ |
فهمُ سيوفُ البغيِ حَمّ وطيسُها |
|
|
فكوى العبادَ وساقـَهم إجرامُ |
فـالنـاس بين مهجّـر ومُقـَتــّل |
|
|
أو خائف قـدْ هـَدّه الإرغـامُ |
ومُسالم ٍ عاف المطالب عُنوة ً |
|
|
من دونها السكّينُ واللحـامُ!! |
............. |
|
|
.............. |
هذا الذي صوّرتُ أمرٌ واقعٌ |
|
|
ما فيه شؤم أو غوىً وغيامٌ |
هو ما نعيش بشرقنا وبغربنا |
|
|
أنـْبـَتْ بـه الأحوالُ والأيـامُ |
فـإذا رأيتَ تجـَوّزاً وتغـَوّلاً |
|
|
فلك الخيارُ وفي يديك حسامٌ |
فاقطعْ وبدّلْ في القصيدة إنما |
|
|
صِدقُ المقالِ على الدوام مَرامٌ |
واعلمْ بأن الظلمْ يمضي خاسراً |
|
|
ولو اسـتطال سبيلـُه الإعدامُ |
والحقُّ أبلجُ والضياءُ دليلـُه |
|
|
وله البقـاءُ على المدى ودوامٌ |
فانهَدْ، أُخَيّ، إلى الجهاد فإنه |
|
|
رمزُ الرجولة والسنا، ووسامٌ |