|
عامٌ تقضّى كومضِ البرقِ أو أسرعْ |
ولا أزالُ بأحـلامِ المُــنى أُخــدعْ |
يانفسُ هلْ تُدركينَ السِّرّ في زمني |
أمْ أنتِ مثلُ الذيْ في جهلِهِ يرتَعْ |
يانفسُ هذا أنا بالوهمِ مُحترِقٌ |
وكلُّ عـــامٍ بآمالِ الهوى أطمعْ |
أرى السماءَ وأرجو أنْ أُلامِسَها |
جهلاً فأعجزُ عنها ثُمّ لا أجزَعْ |
أرى وأسمعُ ما أحيا بهِ وجِلاً |
كأنّنيْ لا أرى شيئاً ولا أسمعْ |
أكلُّ نفــسٍ كما نفسيْ تُتابِعُها |
أحلامُها أمْ أنا وحديْ الذي أُتْـبَعْ |
هذا الخيالُ الذيْ كالضّرعِ اُبصِرُهُ |
أكلُّ هذا الورى من درِّهِ يرضَعْ |
العمرُ مائدةُ الآمالِ مُشرَعةٌ |
وكلُّ ألامِـــنا مِنها ولا نشــبعْ |
العمرُ رحلةُ أوهــامٍ كقاطِرةٍ |
أجراسُــها كلُّ آنٍ للورى تُقرَعْ |
العمرُ أنتِ فيانفسيْ اسمعيْ فأنا |
ماليْ سواكِ ومافيْ غيرِكِ المطمعْ |
نجمُ الحقيقةِ رغمَ السُّحبِ داكنةً |
من حولِهِ إنْ أردتِ فإنّهُ يسطعْ |
وكلُّنا راكِعٌ يانفسُ فانتبهيْ |
أنا وأنتِ لغيرِ الحقِّ لا نركَعْ |
وليسَ إلاّ الذي سواكِ مِنْ عدمٍ |
لأمرِهِ جلّ في عليائهِ نخضعْ |
كمْ سائرٍ في طريقِ الغيِّ فيْ دعَةٍ |
عيناهُ مُبصِرةٌ تعمى عنِ المصرَعْ |
لا زِلتُ أحمِلُ في ارجاءِ ذاكرتيْ |
عجائباً عنْ بني الإنسانِ تُستَرْجَعْ |
هـــذا غنيٌّ فقـــيرٌ لا أرى أثــراً |
لِما حـــواهُ فأرداهُ الـــذيْ يجمعْ |
وغيرُهُ في بحارِ الفقرِ يُظهِرُ للنـْ |
ـنَـاسِ الغِنى وهوَ مخدوعٌ ولا يَخدَعْ |
وجـــاهِلٌ مُــدّعٍ أفــتى لأُمــتِهِ |
زوراً فضــلّ وضــلّتْ أُمّــةٌ تتبَعْ |
وعالِــمٌ ســاكِتٌ هيّــابةٌ نـــهِمٌ |
يرجو الخلودَ فبئسَ العِلمُ مايصنعْ |
وفاضِلٌ جــــهِلَتْ أوطانُنا وأبَتْ |
تُعطيهِ قدْراً فلا يُــدرى ولا يُسْمَعْ |
وعابِثٌ عائثٌ لا زالَ في سفهٍ |
يُدعى إليهِ على أعناقِنا يُرفَعْ |
هذا الزّمانُ عجيبٌ كلُّهُ عِبَرٌ |
العُرفُ نُكرٌ ونُكرٌ بالهوى يُشرَعْ |
الرأسُ رجلٌ ورِجلٌ فكّرتْ فأتَتْ |
بِما يُسَنُّ وما يؤتى وما يُمنَعْ |
فيازمانُ طويتَ العامَ في عجَلٍ |
اصبِرْ تأنَّ فهذا حرفيَ المُبدَعْ |
فغنِّـــهِ مُطـــرِباً بلِّغْهُ ذا رشدٍ |
لعلّهُ ينتشــــيْ مِــــمّا بهِ أوجَعْ |