البيت العتيق.. والمفتاح الذي يأبى أن يصدا والحكاية التي لا تستعجل النهاية .
ستة وخمسون عاما، والحكاية ذات الحكاية، والاطفال تكبر عليها، ناموا ذات شتاء ... كانوا صغارا ... وكانوا كبارا عاشوها حكاية صيف ... حملوها لاطفالهم من جديد حكاية ما قبل النوم.. ولدوا على ذات الرحيق،، على ذات الصوت..رحل منهم من رحل وبقي من يعيد نسيجها وما زل الشيب يحمل اسرارها .. سر المفتاح الذي لا يصدأ .
سره الذي يكبر تحت ظل صنوبرة تخيط من اوراقها غطاء للّيل ... وما بين صورة البيت وساحة ببابه الكبير هناك شجرة الجميز وشقاوة الطفولة التي ما زالت رائحتها عالقة على اغصانها ...بداية للجميز ونهاية لشجرة الليمون،، تستريح على عتبة بئر الحارة تستنشق عذبه،، وتبيح اريجه للمارة في كل صباح كخبز الطابون في الرملة ... هل تذكرون ؟
هنا ..كنا وهناك مازالت الروح تحمل معانيها والمفتاح يتوسط جدار سقيفة (زينكو) في مخيم مشرد ...يتوسط جدار (روف) في دولة ما في بلد ما يتوسد قلبا اينما يكون .
النكبة حكاية المسافرين.. حكاية قدر اسمه لاجيء حكاية شتات وغربة قصرية شاءت ان تكون حين كانت خيمة تنتظر العودة قرب حد الصمت وحد الجوع وحد الوعد الكاذب .
النكبة واشياء اخرى حكايات وحكايات تملأ حقائب الذكريات المضنية والدموع الساخنة وتملأ حدقات العيون التي ما زالت قبلتها برتقالة في يافا وحبة برقوق في صفد ،،، حكايات عن شاطيء نهاية الاسبوع في عكا وحيفا عن (صبرة) في اللد ...عن اغاني الاعراس عن ليلة حناء عروس لم يكتمل فرحها بعد ... تمضي السنوات ومازالت النكبة تبحث عن اشياءها الاخرى والعودة الموعودة الى ظل الصنوبر والى حبة الليمون ورشفة ماء من بئر الحارة العتيق
.