|
مُـنــذُ اسـتـقـلَ غَـيَـابـةَ الـفَــزَعِ |
مـا عـادَ يَقـرَأ وَمْضَـةً و يَـعِـي |
لَــــمْ يـنـتَـصِـرْ لـبـكـائِـهِ قــلَـــمٌ |
مُتـمَـرِّسٌ فـــي مِـهْـنَـةِ الـوَجَــعِ |
فالحُـزنُ أوْغَــلَ فــي جَوَانِـحِـهِ |
حـتّــى تَـغَــوَّل مِـثـلـمَـا سَــبُــعِ |
و الأغنيـاتُ تَـفِـرُّ لــو سَمِـعَـتْ |
لـحـن الحـشـا ينـسـاب بالـهـلـع |
مـا كـان أبـدع مــن يهـيـم بـهـا |
لــولاهُ ، لــولا مِحْـنـة الـجَـزَع |
كــان انبِـجـاسُ شجـونِـهِ مُـدُنـاً |
، مِثلَ الهُدى ، لا تنبغي لِدَعِـي |
كيف استحالَ صَدَىً ، وفاجأنا |
بَـعْـدَ الـبَـراءِ بمَـطْـلَـعٍ بَـشِــع ؟ |
و هـو الـذي ، كَشَفَـتْ مفـارقـةٌ |
فـي وهْجِـهِ ،عـن شــأو مُطَّـلِـعِ |
هـل سَوَّلَـتْ سُنَـنُ الشُّـرودِ لــهُ |
بَثَّ الدُّجَى في فَجْـرِهِ الـوَرِع ؟ |
مـن بـعـد مــا شُطْـآنُـهُ نَـزَحَـتْ |
يَبُـسَ الثـرى بينـي و منتجـعـي |
و الآن يــا أقـصـودةُ اغتسـلـي |
بالـوهْـجِ ، حَــدَّ تَمَـايُـزِ الـوَلَــعِ |
قِـــرِّي لَـــدَى صـبـواتِـهِ لَـهَـفـاً |
وعَلَى صِبا شُرُفاتهِ اضطجِعِي |
هـــذا أنـــا ، صــيــغ مُـرَكَّـبــةٌ |
و الشِّعـرُ يقتسِـمُ الـبَـلاءَ مَـعِـي |
والله مـــا وَمَـضَــتْ مخـيـلـتـي |
إلا و كـــان مـدارُهــا وجـعــي |
يـا كـلَّ جارحـةٍ ، و مـا وَقَعَـتْ |
لـلـحُـزْنِ سـاجــدةً ، ألا فَـقَـعِـي |