قصيدة منْ بينِ قطراتِ المطرْ

منْ بينِ قطراتِ المطر

.
منْ بينِ قطراتِ المطرْ
عبرتْ صورْ

حملتْ أنينًا
منْ منافي الذّكرياتِ
وصدرِ نيسانَ الحزينِ
وقدْ تملّكهُ الضّجرْ

وكمثلِ طوفانٍ شديدٍ
هزَّ جدرانَ السّكونِ
أتى ليبكي فوقَ أطلالِ الودادِ
ويذكرَ الماضي البعيدَ
وقدْ بدا متوسّلًا
مستأنفًا حكمَ القدرْ

منْ بينِ قطراتِ المطرْ
تمتدُّ أيدٍ بالدّعاءِ وأعينٌ بالدّمعِ
فاضتْ والرّجاءِ , تدقُّ أبوابَ النّدى
والرأسُ عجّتْ بالحكايا
والفِكــــــرْ

يا أيّها الطـّـلُّ استمعْ
لحكايةِ الأسرابِ في عرضِ السّماءِ
تهجّرتْ عنْ عـُـشـِّها واقرأ عليها
كلَّ آياتِ التّصبُرِ في كتابِ الله
واذكرْ ما عـــــرفتَ
منَ العبرْ

يا أيّها الطـّـلُّ الذي
قدْ ضلَّ عنْ دربِ الحنينْ
نحنُ انتظارُ الجـّائعينَ
لكسرةٍ منْ
خبزِ تربٍ قدْ تفتَّتَ قلبهُ قبلَ النّدى
نحنُ اصفرارُ الياسمينْ
نحنُ الغصونُ الذابلاتُ وموتُها
نحنُ الذين يحبّنا تعبُ الطـّريقِ وصخرهُ
ونحبُّ وعثاءَ السّفرْ

إنزلْ علينا
في السّكينةِ والأمانِ تودّدا
واغسلْ بكفــّـكِ ما مضى
دعنا نعودُ إلى ابتساماتِ الغروبِ
إلى المساءِ وأهلهِ
تــُـقنا لليلٍ فيهِ
يحملنا القمرْ

ما أجملَ الغيثَ الرّقيقَ
على الوجوهِ اليابساتِ
يفتِّحُ الرّيحانَ فيها بعدَ طولِ تقشّفٍ
تغدو كأحلى ضحكةٍ
تبدو كتاجٍ قدْ
ترصّعَ بالدَررْ

كنّا وكانوا
والحياةُ تبدّلتْ أيّامها
كمْ كانتْ الدّنيا نقيٌّ قلبُها
والنـّاسُ أشبهُ بالعصافيرِ الجّميلةِ
ويلنا ماذا جرى
كيفَ انتهى عصرُ البشرْ

بلْ كيفَ أصبحنا
صقورًا جارحينَ بلا هدى
في الجـّوعِ نأكلُ بعضنا
أينَ المحبّة بيننا
أينَ البصيرةُ والنّظرْ

أينَ المساحاتُ الفسيحةُ
والقلوبُ وأيننا
أينَ التّغني للحبيبةِ
عندَ ساعاتِ الأصيلِ
وفي الليالي العاشقاتِ وأينها
تلكَ النّجومُ وأينَ
ساعاتُ السّحرْ

كيفَ القلوبُ تحجّرتْ
خلفَ الضّلوعِ وأقفرتْ
كيفَ القساوةُ قدْ تمكنَ صخرها منّا
فلمْ تــُـبقِ ابتسامًا في الوجوهِ
ولمْ تــَـذَرْ

واللهِ تــُـقنا للرّبيعِ
وصوتِ بلبلهِ الـّذي
إنْ ما تغنـّى في الصـّباحِ
تمايلتْ كلُّ النّسائمِ
دونَ لحنٍ أوْ وترْ

هيّا بخيركَ
أيُّها الغيثُ الكريمُ لأرضنا
واملأ كؤوس النـّاسِ منْ حبِّ الغيومِ
وهاتها كأسًا بماءٍ كوثرٍ
وأعدْ إلينا ما فقدنا في السّرابِ
أعدْ وُريقاتِ النّضارةِ للغصونِ بروضنا
واطبعْ منَ القبلاتِ حولَ شفاهها
يا أيّها الغيثُ الودودُ
إذا مررتَ بليلةٍ
أعدِ المسرّةَ للشّجرْ
..
بقلم: مهندس رفعت زيتون
16 \ 12 \ 2010
القدس

هيّا بخيركَ
أيُّها الغيثُ الكريمُ لأرضنا
واملأ كؤوس النـّاسِ منْ حبِّ الغيومِ
وهاتها كأسًا بماءٍ كوثرٍ
وأعدْ إلينا ما فقدنا في السّرابِ
أعدْ وُريقاتِ النّضارةِ للغصونِ بروضنا
واطبعْ منَ القبلاتِ حولَ شفاهها
يا أيّها الغيثُ الودودُ
إذا مررتَ بليلةٍ
أعدِ المسرّةَ للشّجر

يا أيها الشاعر الجميل
وأي مناجاة أجمل من هذه
وقد أخذ الجفاف من الشجر والبشر
وهل ما هو أجمل من المطر , والمطر ليس سوى قصيدة عشق
تسكبها السماء بأُذُن الأرض فتنتشي وتهتز طربا
" فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت " صدق الله العظيم
وأنبتت من كل زوج كريم"
كان الشتاء منذ القديم ولا يزال متعة وأقلها اجتماع العائلة مساء
حول الكانون ويطيب وقتها السمر
كل الحب والتحايا لك ولموضوعك

مورق هذا الغصن الرطيب
وجميلة خمائل هذا الدوح الشاعري الفينان
رفعت زيتون معلم يُشار له بالبنان شاعرية وأصالة
بوركت المشاعر الفيّاضة والمفردة الحرة النبيلة
تحياتي

ما أجملَ الغيثَ الرّقيقَ
على الوجوهِ اليابساتِ
يفتِّحُ الرّيحانَ فيها بعدَ طولِ تقشّفٍ
تغدو كأحلى ضحكةٍ
تبدو كتاجٍ قدْ
ترصّعَ بالدَررْ

أخي الحبيب رفعت زيتون
هي مناجاة للمحبة لايدعوها إلا من محب
يحب الخير لمن حوله
نسأل الله القبول فمثلك يستحق كل الخير

محبتي وتقديري

أخي الحبيب رفعت زيتون

أنت شاعر مُجيد وذو حرف وليد وصاحب فكر سديد

أعجبني نصك أيما إعجاب وحرفك إيما دهشة دهشنى

الترابط والتسلسل والبساطة في الطرح كان لهن الدور الأكبر والماتع هنا

دمت بخير

تحيتي لك

ديباجة مترفة بسبكها الرائع
وصور مميزة تجتمع في لوحة شتائية انسانية ولا أروع
وتركيب مترابط شائق في جرس متناغم عذب

ما أجملها شعرا وما أرقها شعورا

دمت مبدعا

كنّا وكانوا
والحياةُ تبدّلتْ أيّامها
كمْ كانتْ الدّنيا نقيٌّ قلبُها
والنـّاسُ أشبهُ بالعصافيرِ الجّميلةِ
ويلنا ماذا جرى
كيفَ انتهى عصرُ البشرْ

بلْ كيفَ أصبحنا
صقورًا جارحينَ بلا هدى
في الجـّوعِ نأكلُ بعضنا
أينَ المحبّة بيننا
أينَ البصيرةُ والنّظرْ

أينَ المساحاتُ الفسيحةُ
والقلوبُ وأيننا
أينَ التّغني للحبيبةِ
عندَ ساعاتِ الأصيلِ
وفي الليالي العاشقاتِ وأينها
تلكَ النّجومُ وأينَ
ساعاتُ السّحرْ

كيفَ القلوبُ تحجّرتْ
خلفَ الضّلوعِ وأقفرتْ
كيفَ القساوةُ قدْ تمكنَ صخرها منّا
فلمْ تــُـبقِ ابتسامًا في الوجوهِ
ولمْ تــَـذَرْ



السلام عليكم
قصيدة رائعة بكل كلماتها وألحانها وتعابيرها وصورها
تذكرني بقصائد الرائع الجميل نزار قباني رحمه الله /ولك أخي رفعت طول البقاء
لا أجاملك القصيدة فعلا بغاية الجمال
وقد وصفت فيها أحاسيسك الخاصة التي كانت يوما يانعة,, وكل ما تراه وتحسه كان الربيع
اما اليوم فقد اختلف الوضع
أشكرك على هذة الروعة أيها الصديق الفاضل
ماسة

أخي الكريم الشاعر المهندس رفعت زيتون ..
قد عبثت أبياتك بشغاف القلووب وكانت كذلك الطل الذي نزل ليرووي الوجوه الجافة ليزهر فيها الربيع ..
الحس الصادق في الحرف يجعل له رونقا مختلفا ويحيطه بهالة من جمال ..

لم تكن قصيدة بل كانت تصوير حسي عميق بأسلوب أدبي امتزج فيه الحرف بالمداد بالشعور ..

تقبل مروري ..

لله درك أخي رفعت من شاعر مرهف مبدع ،
ترى عيناه الجمال في كل شيء فيستحيل بيراعه إبداعا ومتعة للناظرين
تحية لهذا الحرف الراقي المتألق ، ولك مع وافر التقدير

ياه أيّها المبدع الحرف من عمقِ خميلة
يا راسماً من أجمل المعنى الجميلِ بساطَهُ
تُهدي الجمالَ لكلّ قلبٍ أبصرَت فيه المعاني قلبها،،

نصٌّ عانق قطرات المطر يا رفعت زيتون
وعانقَ الرّحمات والبسماتِ، والقلب الضّريع
والأمسياتِ، ونكهةَ السّهر المحمّلِ بالشّجون
يا أنتَ واصِل كي تغنّينا البلابلُ لحنَها
وتعلّمَ الأزهارَ ألوانَ الفنون!

دمتَ بألقٍ كَـ أنت
تحياتي