أنا وصاحبي
تطير وإياي
-يا صاحبي -
كلما طِرْتَ
في شارعٍ من ضبابٍ ..
سلامٌ عليك
سأستغفر الله
من كل خوضٍ لنا
في جنون الكلام
سأستغفر الله
من كل نظمٍ
ومن كل بيتٍ
ومن كل سطرٍ
ومن كل لفظٍ
ومن كل همسٍ
تفيء إليه الشياطين
في غفلةٍ
إن ربي عفوٌ غفور
*****
لعلك تمتاز يا صاحبي بالغرابة
لا ترتجف
حين تُلقَى إليك حبالٌ وتُلقَى عِصِيٌّ
يريدون كيداً
لأنك أعلى
وأنك أغلى
وأنك أسمى
وأنك أنمى
وأنك أنقى
وأنك أتقى
وأنك أرقى
وأنك أبقى...
فألقِ عصاك
لتلقف كل الذي حشروه لدحضك
- يا صاحبي -
عن صراط الكمال..
ابتدأتَ مناجاة ربك منفرداً
في طُوى
لم يَدُرْ في غياهبهم حينها
أي نجمٍ
سواك
وإن زار أفلاكهم كوكبٌ
لم يروه
لأن العمى طاعنٌ في أساليبهم
طاعنٌ في أساطيرهم
طاعنٌ في تقاليدهم
إنهم فتيةٌ آمنوا بالعمى سيداً
يا صديقي
فلم يعرفوا هيئة الضوء قط
وما كان أدراك
ما شأنهم
حين تعمى القلوب التي في الصدور..
وما غادروا حيلةً
كي يقيلوك
عن ما ابتدأتَ ..
وكانوا يُحيّون مرآك زيفاً
بأفواههم
غير أن الخفايا
حقولٌ مُلغَّمةٌ بالخيانة
****