|
صمَّت الآذان لا سمع ٌيثيب |
أم صدود قبله بيع الحبيب |
لا تنادي يا سليمى لا جوابٌ |
صُكَّت الأقفال والساعي قريب |
لن تَرَي معتصماً في خافقاتٍ |
قد علمناه دفيناً لا يؤوب |
وسيوفٌ من بقايا إرثه في |
متحف أو حازها هاوٍ غريب |
لا تعيدي عن عتاق الخيل سؤلاً |
قد عقرناها فمرعانا جديب |
يا ثكالى الحيِّ لاتحفرن قبراً |
ربما هذي الضحايا قد تجيب |
كم عجوزٍ أوهنتها نائباتٌ |
فرقة الأحباب هاجت والخطوب |
في جموح الأفق يسهو طرفها وال |
جفن شمسٌ حين آساها المغيب |
خط ّ محراث الردى في وجهها أخـ |
ـدوده والقهر زرع ٌوالسَّغوب |
رابِضُ الأحزان أحنى ظهرها من |
ذكرياتٍ جرحها دامٍ عطيب |
أخمد الدهر قناديل الأماني |
ورياح الموت أرسالا هبوب |
لم تغادر في قفار العمر عوداً |
غير فرع ٍ غذ َّ معناه الحليب |
في حميل السيل تنمو غرسةٌ با |
نت رواءاً طلعها زاهٍ رطيب |
شمعةٌ في عتمة الداجي وذخرٌ |
علّه قوداً من الماضي يصيب |
من رأى بحرا من الأحلام يمشي |
والصحارى في خفاء تستغيب |
يغمر الأصحاب ظلاً في شموخ |
يُثبِت الأرض بعزم لا يخيب |
يصطفي من أسود البارود عطراً |
جاءه من أخضر الزيتون طيب |
ابن من يرضع عزاً ثديها شا |
بت جفوناً والسجايا لا تشيب |
إنها الأشجار إن غيلت أصولٌ |
أفرعت والفأس مسعاها يخيب |
خاض في سوق المنايا بائعاً لا |
يشتري روحاً تناستها الحروب |
من رأى دبابة ًفرّت لواذاً |
من صدورٍ عزَّل فيها اللهيب |
صرّة الجنزير لم توجف حفاظاً |
دونه صمُّ الرواسي قد تذوب |
في سعير القصف والنيران شبَّت |
وحمام السلم أدماه النَّعيب |
دارت الأبراج والناظور يقفو |
أضلعاً ما غمّها يوما حريب |
غادرٌ في دارع ٍ يرمي رصاصاً |
وشبابٌ أعزلٌ ما قد يجيب |
ويح قوم ٍ نام راعيهم فناموا |
وابنهم أعيى تراقيه الصليب |
ماد يهوي باسماً من ثم يجثو |
ذاكراً حيناً وحيناً قد يثوب |
لامست يسراه أرضاً قد فداها |
ويمين ٌ في أعاليها تجوب |
لحظة ً ثم شهيدا قد تسامى |
إن عيش النسر في الوادي عصيب |
ضمت الغبراء طوداً قد أتاها |
زائراً ملهوفة ً قامت تهيب |
بلِّغوا الثكلى عزائي إنني يا |
أختُ عن وافي حنان ٍ قد أنوب |
أيُّ أم ٍّترتضي لابنٍ معاشاً |
في قُرى الخالات حتما ً لايطيب |
أنَّت الثكلى وصاحت في رسومٍ |
أَخلَقَت عن مستجيرٍ لا تحوب |
نوِّحي يا دار يا أشجار زيدي |
والسما قالت كفى جاء الحبيب |