أحدث المشاركات
صفحة 4 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 40 من 54

الموضوع: ريحٌ وأنواء !! (مشاركتي في سوق عكاظ 1431 هـ )

  1. #31
    الصورة الرمزية ماجد الغامدي شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2003
    الدولة : بين الصدر والعجز !
    العمر : 51
    المشاركات : 3,774
    المواضيع : 182
    الردود : 3774
    المعدل اليومي : 0.51

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد البياسي مشاهدة المشاركة

    الله يا أخي ماجد
    الله الله الله

    لله درك و در هذه العصماء

    و الله كأني قرأت الان لأبي نواس
    دعْ عنكَ لومي فإن اللوم إغراءُ
    وداوِني بالتي كانت هي الداءُ
    صفراءُ لا تنزل الاحزانُ ساحتَها
    لو مسّها حجرٌ مسّتْه سرّاءُ


    و الله إنها لدرة من درر الشعر العربي

    الموسيقى "سيمفونية "
    و التراكيب فرزدقية
    و الصور نزارية

    و أكثر ما يليق بك قولك :
    أسيرُ تحت ضيـاءِ الشعـرِ ممتطيـاً
    مُهرَ البلاغـةِ والأذواقُ عرجـاءُ !
    وقد تساميتُ فـي قـولٍ أموسقُـهُ
    لحناً وإن نَشزَت باللحنِ غوغـاءُ !


    فقد امتطيب مهر البلاغة بحق وعرج الاخرون
    وتسامى شعرك لحنا , و نشز الاخرون
    لله درك
    بوجود مثلك
    ما يزال الشعر بألف خير

    شكراً لك أخي الكريم الشاعر القدير محمد البياسي واشكر لك إعجابك وإشادتك وتماهيك مع القصيدة وذكرك لأبي نواس رحمه الله الذي يؤكد أن للشعر العربي شفرة وراثية تتكرر على مدى الأجيال وليس على سبيل استنساخ كنعجة الغرب بل المحافظة على ثوابت الشعر وقيم الجمال ولكن لجنة عكاظ انصاعت للحملة الغربية التي تريد أن تسلخ الأمة من كل شيء حتى من لغتها الأصيلة التي نزل بها القرءان
    تكاثرتِ الوفودُ إلى عكاظِ
    و أُبدلتِ الخمـيلةُ بالمقاظِ
    و رُحبَ بالدخيلِ و رُدَّ قومٌ
    كرامُ الأصلِ من أهلِ الحفاظِ
    فتلك القسمةُ الضيزى اقترافاً
    و آراءُ المريبــين الغـلاظِ
    سلاماً يا عكـاظُ فمَن تجنّى
    على اللغةِ الأصيلةِ بالشواظِ!؟
    هي الأيام تسفر عن خديج
    وتولد فوق كف الاتعاظ!



    الالتزام بالشعر الفصيح هو سر الأصالة والرجوع إلى الأصالة يجب أن يراعي جميع جوانب التأصل فلا يُقبل أن يُزج بشعرٍ دخيل ممسوخ لطلاب الغرب ، والتحديث يُقبل إن كان على مستوى الفكرة والمفردة والسياق لا على مستوى الوزن والإيقاع وقد يُقبل العبث بقوام القصيدة في غير سوق عكاظ وإلاّ ما معنى أن نبحث عن الأصالة في ثوبٍ مستعار فُرض علينا ضمن ما فرضته العولمة وما حتّمه علينا الاستعمار الذي فرض علينا التعبير عن همومنا بأسلوب غربي ممجوج .
    كلما أبصـرَ حُسنـاً ساكنـاً=هزَّهُ الوجدُ فألقى حَجَـرَه !

  2. #32
    الصورة الرمزية ماجد الغامدي شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2003
    الدولة : بين الصدر والعجز !
    العمر : 51
    المشاركات : 3,774
    المواضيع : 182
    الردود : 3774
    المعدل اليومي : 0.51

    افتراضي

    تكاثرتِ الوفودُ إلى عكاظِ
    و أُبدلتِ الخمـيلةُ بالمقاظِ
    و رُحبَ بالدخيلِ و رُدَّ قومٌ
    كرامُ الأصلِ من أهلِ الحفاظِ
    فتلك القسمةُ الضيزى اقترافاً
    و آراءُ المريبــين الغـلاظِ
    سلاماً يا عكـاظُ فمَن تجنّى
    على اللغةِ الأصيلةِ بالشواظِ!؟
    هي الأيام تسفر عن خديج
    وتولد فوق كف الاتعاظ!


    المقاظ : أسم المكان من قيظ و هو الحر الشديد

  3. #33
    الصورة الرمزية رفعت زيتون شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2008
    الدولة : القدس
    المشاركات : 2,334
    المواضيع : 136
    الردود : 2334
    المعدل اليومي : 0.41

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماجد الغامدي مشاهدة المشاركة
    تنفّسَ الشعرُ صُبحَ الأقحوانِ شذىً
    و أنّتي في كهوفِ الأمسِ روحـاءُ
    أسيرُ تحت ضــياءِ الشعرِ ممتطياً
    مُهرَ البلاغةِ والأذواقُ عرجاءُ !
    وقد تساميتُ فـي قـولٍ أموسقُـهُ
    لحناً وإن نَشزَت باللحنِ غوغـاءُ !
    خصمان لم ينسفـا أرضيـةً لهمـا
    أذ حالَ بينهمـا كـأسٌ وصهبـاءُ
    ماذا لديكِ ومفعولُ البكـاءِ نمـى
    لأعيـنٍ نازعتهـا الدمـعَ حـواءُ
    وقد تعمّدَ تلميعَ الجفـانِ ضحـىً
    حسّانُ فاتشحت باللـومِ أخطـاءُ
    في الجاهليةِ خضبتِ الحروفَ فمـاً
    حتى اشتهت طينةَ التأبيـنِ حنـاءُ
    بما تيّسَرَ من حـزنٍ أفضـتِ بـه
    يوم انحنت لجبيـنِ الصبـرِ آبـاءُ
    لا تضربي بقيودِ الصمتِ فوقَ يـدٍ
    تصحو على همسِها الريفيِّ أضـواءُ
    فقد تكسَّـرتِ الأوزانُ وانتثـرت
    و رحلةُ الصمتِ يا خنساءُ زوراءُ
    ترجَّلَت عن يديكِ الدارُ وابتعـدت
    عن مركبِ السَفرِ الموعودِ أحيـاءُ
    وأنزلت رحلَهـا الشعـريَّ قافلـةٌ
    في غيمةٍ لم يواطـئ صمتَهـا المـاءُ


    أيّ شعر هذا

    بل أيّ سحر

    أيها الغامدي الكبير حرفا ولغة وبلاغة

    أظنك هنا قد تربعت عرش الشعر

    وأظنها من انفس ما قرأتُ في حياتي

    فخر أنتَ للشعر وللخنساء وللخليل

    أظنني سأعود كثيرا فتحت ظلّها يطيب المقام
    .

  4. #34
    الصورة الرمزية ناصر أبو الحارث شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2010
    الدولة : حيث راية الإسلام
    المشاركات : 336
    المواضيع : 5
    الردود : 336
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي

    الله الله الله
    أيها الشاعر الساحر

    قصيدة ولا أحلى

    تحياتي

  5. #35
    الصورة الرمزية ماجد الغامدي شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2003
    الدولة : بين الصدر والعجز !
    العمر : 51
    المشاركات : 3,774
    المواضيع : 182
    الردود : 3774
    المعدل اليومي : 0.51

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم العلوي مشاهدة المشاركة
    أدورُ فـي فلـكِ الآلامِ مركبتـي
    جــرحٌ تسـيَّـرُه لــلآهِ آلاءُ
    و أبعثُ الأملَ الموءودَ من حَلَكـي
    و مهجتي بِنُثـارِ اليـأسِ فيحـاءُ
    هويتي الأرضُ ..ذاك النخلُ يعرفُني
    فكيـف تجهلُنـي ريـحٌ وأنـواءُ؟
    أسيرُ تحت ضيـاءِ الشعـرِ ممتطيـاً
    مُهرَ البلاغـةِ والأذواقُ عرجـاءُ !
    وقد تساميتُ فـي قـولٍ أموسقُـهُ
    لحناً وإن نَشزَت باللحنِ غوغـاءُ


    إن لم تكن أنت فمن ؟
    هنيئا للشعر بك ، وهنيئا للشمس أنك أبوها
    دمت أيها الحبيب بخير وعافية.

    الصديق العزيز سالم العلوي

    أهلاً ومرحبا بك أيها الكريم وشكراً لحضورك المبهج وثنائك الجميل ورايك الذي أعتز به

    واستأذنك في إيضاح مزاعم الحداثيين الذي تنصلوا من أصالة الشعر ورونق اللغة العريقة إلى مزالق الحداثة وسراديب النثرية بإيراد دراسة وافية للأستاذ الدكتور عبد الجبار يوسف المطلبي في دراسته " مصطلحات قديمة وقيمتها في النقد الأدبي "
    ))أكثر مايتصل بالنقد الأدبي ومصطلحاته ، أو ، في الاقل ،في أمثلة منتخبة من مصطلحاته التي نصطنعها في النقد من غير أن نلتفت الى مالها من الشأن فيما تعني في ذلك الميدان، ميدان النقد ومعاييره التي تقاس بها النصوص الأدبية.
    ومن هذه المصطلحات ما انحدرت الينا من قديم تاريخنا الادبي فألفناها فيما ألفنا من "مسلمات" . ويهمنا هنا ان نقف على أمثلة منها، أمثلة قليلة، نرفع عنها النسيج الذي لفه بها تكرار استعمالها حتى كاد يستر مغزاها النقدي عنا، في حين أطلعنا النقد الغربي على " مفهومات" في النقد صرنا نرددها ونحاول ان " نتبناها" وكأنها معايير جديدة تحمل معها ألقَ الغرب الذي يكسو ، في العادة كل ما نستورد من الغرب من مصطلحات ومفهومات، وفاتنا ان مصطلحات عربية، في هذا الميدان ، غارقة في القدم قد سبقت ما استوردنا من الغرب، ولم تكن أقلّ شأناً ، وان كان القدمُ قد لفّها بستار كثيف من " الاعتياد " فأطفأ ألقها، ولم تعد موضع دراسة بوصفها معايير نقدية في الأدب .خذ على سبيل المثال مصطلح " البيت " أي بيت الشعر الذي يتألف من "العروض" و " الضرب" أي من شطرين ينتظمهما ايقاع يكاد يكون متماثلاً في كليهما، وقد يقتصر على شطر " الرجز " . اشتق لفظ " البيت " من الشعر من بيت الخباء لأنه " يضم الكلام كما يضم البيت أهله ، ولذلك سموا مقطعاته اسباباً وأوتاداً ، على التشبيه لها بأسباب البيوت وأوتادها، والجمع أبيات" ، وقد يجمع على بيوت . ويقول ابن منظور : " والبيت من أبيات الشعر سُمي بيتاً لأنه كلام جمع منظوماً فصار كبيتٍ جمع من شقق وكفاءٍ ورواقٍ وعمد". والذي يفهم من اشتقاق بيت الشعر من بيت الخباء أنه بناء، ومن هنا تأتي أهميته في النقد.
    وانّ أشعر بيت أنت قائله
    بيت يقال اذا انشدته ، صدقا
    يشير الى " تبلور " هذا المصطلح في أيامه ، فقد أطلق في البيت من غير ان يربطه رابط يبينه مما يفيد استغناءه عن التبيين والتوضيح، والى شهرته في كونه يدل على وحدة " البناء" الشعري
    ومما يدل على فكرة البناء التي سوغت اشتقاقه من بيت الخباء قول الشاعر:
    وبيتٍ على ظهر المطيّ بنيته
    بأسمر مشقوق الخياشيم يرعف
    أي بنى بيت شعر بالقلم
    فراجَ في السوق الأدبية وقبله الجميع مصطلحاً تجري به القرون ويجري معها من غير ان يحل مصطلح يغني عنه، او يطغى عليه فيمحوه، اللهم الا في بعض المحاولات الجهيضة لاحلال السطر محله .
    فقد فهم ذلك الناقد القديم أن الشعر بناء، مثلما الخباء بناء، فبيت الخباء مبني من شقق من الشَعَر المنسوج ، وسُتُر وأسبابٍ (حبال) ، وأوتاد وعُمد . وهذه كلها اذا طرحت على الارض في غير نظام لاتؤلف بيتاً، أما اذا بُنيت منتظمة من شقق تربطها أسباب بأوتادها وترتفع على عُمُد، فانها، حينئذ تؤلف بيتاً، فمواد البيت ليست هي البيت، وقد تستعمل لغايات أخرى، فتستعمل الحبال والأوتاد، مثلاً، لتقييد الحيوان من خيل وحمير وغيرهما وكذلك تجد للستر وشقق النسيج والعمد وظائف أخرى ، فتلك المواد ليست مقصورة على بناء البيوت

    ، ولكنها في بناء معين ذي نظام خاص تنتج بيتاً أو بيوتا. فالبناء في نسق خاص هو الاصل في تكوين البيوت، وان تكن مواد البناء من الامور اللازمة لتكوينها، ولكنها، كما قلنا، تدخل في بنائها، وفي امور اخرى غير البيوت، فمما يجعل البيوت بيوتاً هو بناؤها ، وكذلك الشعر، كما فهمه الناقد القديم، بناء كبناء الخباء،وقد أشار الأحوص الانصاري الى مثل هذا في قوله:
    وَمَا الشِّعْرُ إِلاَّ خُطْبَة ٌ مِنْ مُؤَلِّـفٍ
    بمنطـقِ حـقٍّ أوْ بمنطـقِ باطـلِ
    فلا تقبلنْ إلاَّ الَّذي وافـقَ الرِّضـا
    ولا ترجعنّـا كالنِّسـاءِ الأرامــلِ
    وَلَوْلاَ الَّذِي قَـدْ عَوَّدَتْنَـا خَلاَئِـفٌ
    غَطَارِيفُ كَانَتْ كَالُّليُوثِ البَوَاسِـلِ
    لَمَا وَخَدَتْ شهْراً بِرَحْلِيَ جَسْـرَة ٌ
    تَفُلُّ مُتُـونَ البِيـدِ بَيْـنَ الرَّواحِـلِ
    وَلَكِنْ رَجَوْنَا مِنْكَ مِثْلَ الَّـذِي بِـهِ
    صُرِفْنَا قَدِيماً مِنْ ذَوِيـكَ الأَفَاضِـلِ
    فإنْ لمْ يكنْ للشَّعرِ عندكَ موضـعٌ
    وَإِنْ كَانَ مِثْلَ الدُّرِّ مِنْ قَوْلِ قَائِـلِ
    وكـانَ مصيبـاً صادقـاً لا يعيبـهُ
    سِوَى أَنَّـهُ يُبْنَـى بِنَـاءَ المَنَـازِلِ

    فقوله : انه يبنى بناء المنازل أي انه من ابتداع الشاعر ولم يكن موجوداً من قبل، و فيه فكرة المقابلة بين بيت السكنى وبيت الشعر واذا كان الناقد القديم يفهم ان الشعر بناء فمادة بناء الشعر هي الالفاظ ومن بنائها في نحو خاص، أي في نظام خاص ينتج بيت الشعر، وفي المقابلة بين بيت الخباء وبيت الشعر (أو قل بيت الشَعر وبيت الشِعَر) استخرج الفراهيدي، وربما نقاد قبله، اسباب الشعر وأوتاده وما يتصل بعيوب الشعر من الاكفاء والسناد وغير ذلك كقول عدي بن الرقاع :
    وقصيدةٍ قد بتُ أجمعُ بيتها
    حتى أقوّم ميلها وسنادها
    والبناء ، كما يفهم من لفظه، عمل فيه نظام وترتيب، وهذا يعني انه توازن بين اجزائه وقيود، كما يدل على ذلك عمود الخيمة واسبابها المتصلة بأوتادها فالشعر نظام وقيود فاذا فقدهما لم يعد شعراً ، ومن الطريف في هذا الفهم، تذكر قول احد النقاد الانكليز في التعليق على الشعر الحر وترجمته:
    إن كان شعراً فليس حراً
    أو كان حراً فليس شعرا
    فالشعر بناء،أي انه قواعد وقيود،ومن هنا نجد تهافت قصيدة النثر،وهي،كما يفهم من معناها، تخلو من القيود التي تقيد الشعر كموسيقى الوزن والقافية،أي الايقاع،وكذلك تهافت القائلين بالشعر الحر،ومنهم السيدة نازك الملائكة في تحويلها الانشاد الى قراءة والبيت الى سطر.ويبدو ان السيدة نازك واتباعها قد ربطوا بين الشعر وكتابته وانتج هذا الربط غير السديد سلسلة من النتائج المضلة. ومن المعلوم ان الشعر لايرتبط بالكتابة الا كما ترتبط الرموز بما يتفق طرفان على ما ترمز اليه، فان فقد طرف منها انتهت أهمية تلك الرموز ولم تعد تقوم بشيء مما أريد لها ان تشير اليه فالقصيدة التي يحفظها الكفيف لاينقص منها فنياً كونها غير مكتوبة فالخلط بين الشعر وكتابته انتج سوء الفهم هذا، وأوحى الى القراء بما يسمونه بالشكل والمضمون، فالشعر ، في حقيقته، كلام ، والكلام أصوات لاترى ، كالرسم ، ولاتلمس ، كالنحت ، مثلاً ، وانما تسمع ، وماهو مسموع كالشعر والموسيقى، قد توضع له رموز تذكر الناظر اليها به لا أنها شكل له او جزء منه، وليس مايفهمه الناقد القديم من المقابلة بين بيت الشعر وبيت الشعر مشاكله بينهما وانما لتوضيح ان الشعر بناء ، والبناء مفهوم تجريدي يشير الى الفكرة لا الى شكل ما ، لأن المشاكلة بين بيت الشعر وبيت الشعر بصرياً غير موجودة، ومن هنا لم يفهم الناقد القديم من ذلك الا مفهوم البناء لا المشاكلة الصورية بخلاف الناقدة الحديثة التي ربطت بين بيت الشعر وكتابته فحولته الى سطر يطول او يقصر حسبما تقتضيه الافكار ، ووجود الافكار، هنا ، يجر الى سوء فهم آخر، لأن الشعر لايعبر عن الافكار بمقدار ما يعبر عن تجارب الشعور ومايعتلج في خبايا النفس، ولانتحدث بتحويلها الانشاد الى القراءة ، يبقى ترتيب الألفاظ في البناء الشعري يجري بما يناسب تحقيق وظيفته، كما يحقق ترتيب " بيت الشعر" وظيفته، ولو فقد ترتيبه لفقد وظيفته.
    وقد نتج عن القصور في فهم مصطلح " البيت " ، وربطه بكتابته ان ترك البيت الى السطر وترك الشِعرِ مفهوماً آلته السمع الى كتابته التي ترتبط برؤية السطر الشعري في شكله المكتوب ، وقد أدى هذا التوجه غير السديد الى التوهم في خلق ازدواجية موهومة هي ازدواجية الشكل والمضمون، وأنتج هذا الوهم وهماً آخر هو إمكان فصل الشكل عن المضمون ، ولو نظرياً ، وأدى هذا الى العبث بالشكل لينتج او يولد أشكالاً لاحصر لها ، وكأنها معزولة عن المضمون أو كأن ما يسمى مضموناً لايتأثر بهذا التنويع في الشكل . وكما أنتج مفهوم الفصل بين الشكل والمضمون في قرون الجمود، في العصر المظلم ، اسرافاً في البديع ليستر فيه شعراء تلك الحقبة جدبهم في التجربة الحية، وليكون تعويضاً عن ذلك الجدب في تجارب الحياة الانسانية، كذلك انتج الفصل بينهما، في العصر الحديث، عبثاً سائباً فيما يرون انه الشكل فحرروه من الاوزان والقوافي ، واعتمد كثير منهم ما أطلقوا عليه شعر التفعيلة ، والموسيقى الداخلية وكان استعمالهم التفعيلة ناتجاً عن سوء فهم آخر يتصل ببناء الشعر، فزادت المساحات النثرية في أشعارهم وراحوا يتلمسون تعويضاً عن فقدان الايقاع الشعري الاصيل بقولهم ان ثمة موسيقى داخلية تنطلق من التموجات الفكرية وحدتها وخفوتها، وذلك تعليله على الورق لا وجود له في الشعر وقد اقر كثير منهم كالشاعر المحدث محمود درويش والشاعر حميد سعيد وغيرهما، في السنين الاخيرة ان الموسيقى الداخلية وهم لاوجود له فيما نسميه بقصيدة النثر او بعض انواع الشعر الى الاخرى (وإقراراهم ارهاص بانحسار موجة هذا النوع مما يسمونه شعرا) .
    فبيت الشعر الذي يوجز فكرة البناء فيه ، يعني فيما يعني ترتيباً معيناً في الالفاظ ، في تعبيرها عن تجربة، أي ماتدعو اليه ضرورة البناء من التقديم والتأخير والحذف والذكر ، ومايجري هذا المجرى، مما يؤلف نوعاً من التحريف الخاص الذي يختلف قليلاً او كثيراً عن التعبير بالكلام المنثور، هذا الاختلاف ، فيما ذكرنا من امور، قد دعا اليه البناء، وجعل منه نمطاً خاصاً ، كما يقول البنيويون ، داخل اللغة العامة . ومن هنا نستطيع ان نربط مفهوم البناء، عند الناقد العربي القديم ، في مصطلح" بيت الشعر " وبين مايظن انه من متبدعات النقد الحديث . ونبقى نفهم من هذا المصطلح القديم أموراً نقدية لها خطرها في ميدان النقد.

    النثر وليس الشعر وحده يخضع لتقسيمه الى تفاعيل فالقول بشعر التفعيلة يتجاوز الحقيقة التي تقول ان التفعيلة على اختلاف انواعها ليست من خصائص الشعر وحده بل يشترك فيها كلا نوعي الكلام ؛ المنثور والمنظوم، فهي تشترك في الشعر كما توجد في النثر، وليس كل تفعيلة تصلح للشعر مالم يكن لها مكانها الخاص في بناء الوزن الشعري. ومن هنا نجد نقطة الضعف القاتلة في شعر التفعيلة الجديد الذي اعتمده شعراء من يسمون شعرهم بشعر التفعيلة. ومن اعتمادهم هذا على التفعيلة مستقلةً في البناء الشعري تسربت الى نصوصهم تفاعيل زادت في مساحات النثر في تلك النصوص فاضعفت من تلك الموسيقى التي هي الجوهر الاساس في الشعر، وراحت تلك النصوص تعبر المنطقة الحرام داخلة في المناطق النثرية التي تنتمي اليها. ومهما نعتوها بالشعر فانها خارج مجراه العربي الاصيل ، داخل منطقة النثر، رغم الضجيج الذي امتد سنين طوالاً، لحجب الحقيقة عن الجمهور. فالخلط في التفاعيل التي تصلح للنثر وتلك التي تشترك في بناء الشعر هو سبب المساحات النثرية في الشعر الجديد، او مايسمى بالشعر الجديد. ان خطأهم هذا جاء من النظر الى الشعر في سطوره المكتوبه ، فاذا كان الشعر مؤلفاً من تفعيلات معينة فالتجديد ، اذن ، ان نزيد في طول السطر او ان ننقص منه، ان نضيف اليه مايلزمه لاتمام الفكرة من تفعيلات ، فاذا تمت بتفعيلة واحدة فيحسن ان يقف السطر عندها، وهكذا اختلفت السطور [ والسطر ترجمة امينة للفظة الانجليزية Line] بين واحد يتألف من تفعيلات متعددة الى اخر يليه من تفعيلة واحدة ، من غير تمييز بين التفعيلات التي تصلح لبناء الشعر وتلك التي تهبط به الى النثرية، فاضطرب البناء الشعري، لهذا السبب ، ونضب " نسغ الشعر " كما يصطلحون عليه، تبعاً لاضطراب البناء، لأنهم نسوا المبدأ الحيوي في الفنون في انها بناء وتنسيق في هذا البناء مما يتسم بالتوازن والمتناسب والانسجام والربط ، ومجموعة من القيود التي لايمكن للبناء ان يقوم بدونها . فمفهوم " البيت " ، لكي يحقق وظيفته يعني البناء الشعري ولايتم هذا الا بأن يكون وحدة تتناسب أجزاؤها، كل جزء في موضعه ، لينتج من ذلك كلٌ متناسب ومتوازن ومنسجم ومرتبط بعضه ببعض بحيث يحقق وظيفته الفنية في التعبير، كما يؤدي " بيت الشعر " في بنائه وترابطه وظيفته التي بُني من أجلها، وكل اخلال في " بيت الشعر كقطع اسبابه [ حباله ] او كسر عمده، أو وهن في أوتاده، يخل بالقيام بوظيفته على وجهها "المطلوب " .
    مصطلح " البيت " الذي نمر به فلا يثير فينا ماكان يثيره في المتلقين القدماء من أجدادنا ، بل ربما أثار نفور طلاب الحداثة بسبب قِدَمِهِ الذي يقولون انه استنفد كل مافيه من حيوية شعرية، وقد صدقوا ، بقدر مايتصل الامر بهم، لأنهم أسرى سوء فهم مضاعف لمصطلحات سحرها، عندهم، انها مستوردة من الغرب، وان مصطلحاتنا قديمة نبتت في الصحراء التي لم يعد فيها من سحر عبقر مايشدهم اليها .
    وفي اللغة يعني " النظام " القلادة ، او العقد من الجوهر والخرز ونحوهما ويعني ايضاً خيط القلادة . يقول لبيد في وصف بقرة الوحش :
    وتضيء في وجه الظلام منيرةً
    كجمانة البحري سُلّ نظامها
    واذا كان معنى النظم في الاصل " مانظمته من لؤلؤ وخرز وغيرهما، واحدته نظمة … والنظام مانظمت فيه الشيء وغيره والجمع انظمة واناظيم… والانتظام الاتساق … والنظام العقد من الجوهر والخرز ونحوهما وسلكه خيطه"(19)، فهو ، اذن ، يعني ، فيما يعني في " العقد " الترتيب او التنظيم في صنعه متسق الحبات في خيط او سلك بشدّ هذا الترتيب المتسق في طراز معين تعده للقيام بوظيفته على أتم وجه ممكن، وفي مشابهة القصيدة للعقد في نظمها يراد انتقاء الالفاظ ووضعها في ترتيب خاص يتسق ليؤدي وظيفته ، ثم انها تعني ان الشعر لايكون شعرا أي لاينتظم في صورته التي يؤدي بها وظيفته الا اذا انتظمت الفاظه بما يربط بينها في تناسق وتوازن وهو " الايقاع" فاذا كان العقد ينتظم في سلك فالقصيدة ،مثله ، تنتظم، في ايقاع . فانتقاء الالفاظ وتنظيمها في اتساق خاص وانتظامها في ايقاع معين هما عنصرا " الشعرية " التي تمنح النص قيمته الفنية في اداء وظيفته الجمالية. فان فقد النص الشعري ايقاعه كالعقد ان سُلّ نظامه ، فقدت الالفاظ ترتيبها الذي يمنحها خصوصيتها الشعرية ولذلك لابد من ان يراعى ايقاع البيت، مما يقترب من التنغيم الموسيقي الذي لايكتفي بتأكيد المعنى بل بمحاولة تصوير الحالات الشعورية التي يحملها الشعر ، فالانشاد في الشعر، اذن ، الالقاء ذو الايقاع، ولذلك لاتقول العرب قرأ فلان قصيدته ، كما يقولون اليوم جرياً على " كتب قصيدته" ، بعد ان صيّروا البيت سطراً يكتب والانشاد قراءة . واختصاص الانشاد بالقاء الشعر ادراك المنشد القديم لموسيقى الشعر وأنها في لب تكوينه، ومن هنا نفهم ان الناقد القديم قد وعى ان الشعر، في تعبيره عن التجربة الشخصية في الفاظ ، بناء، كما سبق ان اوضحنا في مصطلح البيت، وانه ترتيب ينظمه خيط ويربط بعضه ببعض فأي إخلال في البناء او في التنظيم والاتساق الذي يصنعه الايقاع (خيط القلادة الشعرية) إخلال بالنص الشعري وقضاء على عناصره المكونة له، ومن هنا يتضح عقم المحاولات التي تخل بذلك، وهي تتلمس الابداع والتجديد. فالتجديد الذي يخل بعناصر الشعر خروج بالشعر الى غير أوديته. والابداع والتجديد في البناء والاتساق والايقاع، أي بتنويعها على اسس تؤكدها في صنع طرز جديدة منوعة لابهدم البناء والاخلال بالنظام والايقاع تطلبا لكل ماهو جدي )).

  6. #36
    الصورة الرمزية ماجد الغامدي شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2003
    الدولة : بين الصدر والعجز !
    العمر : 51
    المشاركات : 3,774
    المواضيع : 182
    الردود : 3774
    المعدل اليومي : 0.51

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد عباس مشاهدة المشاركة
    الشاعر ماجد الغامدي


    أسطر إعجابي الشديد بهذه السامقة

    التي تحمل عبير حرفك ورونق عبارتك

    تحيتي وموتدتي

    ودمت مبدعا
    أخي الكريم خالد عباس

    مرحباً يا عزيزي فلقدومك الترحاب ولإعجابك الامتنان ولثنائك الشكر

    أحييك أيها العزيز ولك الود والتقدير

  7. #37
    الصورة الرمزية ماجد الغامدي شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2003
    الدولة : بين الصدر والعجز !
    العمر : 51
    المشاركات : 3,774
    المواضيع : 182
    الردود : 3774
    المعدل اليومي : 0.51

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود فرحان حمادي مشاهدة المشاركة
    لمثل هذا الألق والجمال
    تُشد رحال الذائقة
    حياك الله أبا شمس
    ودام بهاء حرفك الندي
    تحياتي
    حُييت ايها العزيز الشاعر المفوّه محمود حمادي فلحضورك بهجة القدوم وعطر الذائقة وعبق القول

    شكراً لنورك الذي ألفناه ولرأيك الذي يسبقه الود من بين يديه ومن خلفه

    لا عدمتك صحباً وأخاً ولك الود والتقدير

  8. #38
    الصورة الرمزية ماجد الغامدي شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2003
    الدولة : بين الصدر والعجز !
    العمر : 51
    المشاركات : 3,774
    المواضيع : 182
    الردود : 3774
    المعدل اليومي : 0.51

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصطفى بطحيش مشاهدة المشاركة
    ماجد ايها الشاعر الماجد

    اذهلتني هذه الدرة واذهلني هذا التلاقح بين الاصالة في جلال هيبتها ووقار خطوتها
    وهذه العبارة القشيبة المضمخة بعبق الماضي
    هوهكذا الشعر الاصيل النبيل سلوة وفتنة للناظرين

    حييت من شاعر اصيل
    ولك مني تحية ود
    صديقي العزيز مصطفى بطحيش

    أهلاً بك يا صحبي وأشكر لك كرم حضورك وفضل ثنائك الذي أنت له أهل

    واصالة الشعر كما يعلم العقلاء هي سمة الجودة تعبيراً وأسلوباً ومنهجاً مع ما يمكن أن تبثه من خلالها من ومضات تواكب ركب الزمن ولكن في ثوب الجلال أيضاً وليس في تكشف العصرنة ، إلغاء ضابطي تحديد موضوع القصيدة وعدد أبياتها لا يعني أن تُطمس معالم القصيدة العربية الأصيلة فمن أهم ملامح التقييم الأصيلة شرفُ المعنى الذي لا نكاد نراهُ في مرثية الغبار ولا في زوبعة الحداثة.
    أنا أُقدّر للشاعر نتاجه الشعري ولكن إذا كان لابد من تكريمه فمن الأجدر بمن يرضيه هذا النوع من الشعر أن يكرمه بعيداً عن سوق عكاظ فعكاظ لا يكرم الأشخاص بقدر ما يحتفي بالشعر الأصيل وبالمناسبة فقد قرأت مضمون لقاء للشاعر يقول فيه أنه شارك بقصيدة قديمة "منشورة منذ عقدين انتقاها من ديوانه مرثية الغبار " لأن اللجنة أو أحدهم قد اتصل به قبل يومين فقط من نهاية المسابقة فلم يكن لديه الوقت الكافي لينشر قصيدة منثورة جديدة واستعاض فقط بنثر قصيدة منشورة وأرى أنه قد خيّب ظنهم بقصيدته القديمة فهي تخلط بين الشعر الحر والتفعيلة فتراها تسير على تفعيلة تفقدها في بعض السطور وانزلقت إلى النثر المحض كقوله الذي يوحد مراياي وقوله : يا ولدا كنته قبل ثلاثين عاما أغثني وغير ذلك

    شكراً لك يا صاحبي ولك الود والتحية

  9. #39
    الصورة الرمزية ماجد الغامدي شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2003
    الدولة : بين الصدر والعجز !
    العمر : 51
    المشاركات : 3,774
    المواضيع : 182
    الردود : 3774
    المعدل اليومي : 0.51

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حازم محمد البحيصي مشاهدة المشاركة
    أخي الحبيب

    يا لجمال ما قرأت ويا لمكانة حرفك وأنت في نفسي

    هذا شعر ماتع حقا ً

    أجدت و أبدعت

    تحيتي
    شكراً لحضورك أخي الحبيب حازم البحيصي

    رأيت جمال القصيدة بجمال ذائقتك يا صاحبي فدمت جميلاً نبيلا

    كل الشكر والتقدير

  10. #40
    الصورة الرمزية خالد الجريوي قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Sep 2010
    المشاركات : 1,330
    المواضيع : 83
    الردود : 1330
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    أتيت الآن .. لأقرأ عدة نصوص

    حيث أنني في إحتياج لقراءة الشعر

    وإذ بي هنا .. لأشبع حتي الثماله

    من أول حرف لآخره

    أبداع وتألق

    ما شاء الله

    سأخرج الآن مكتفيا

    حفظ الله قلب هذا الأمير

    تقديري

صفحة 4 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. منبر البلغاء مشاركتي في سوق عكاظ 1430هـ
    بواسطة ماجد الغامدي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 34
    آخر مشاركة: 05-04-2012, 11:29 AM
  2. إعلان مسابقة سوق عكاظ 1430هـ
    بواسطة فيصل الخديدي في المنتدى أَنْشِطَةُ وَإِصْدَارَاتُ الأَعْضَاءِ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 07-05-2009, 02:04 PM
  3. إعلان عن جوائز فعاليات سوق عكاظ للعام 1429هـ /2008م
    بواسطة فيصل الخديدي في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-06-2008, 11:23 PM
  4. بمناسبة عودة سوق عكاظ
    بواسطة فيصل الخديدي في المنتدى فُنُونٌ وَتَّصَامِيمُ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 08-08-2007, 12:46 AM
  5. سوق عكاظ
    بواسطة الشربينى خطاب في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 14-04-2007, 09:56 AM