ذنبُ الرحيل
( إلى أخي المغترب في البلاد الأجنبية ../ أسامة )
غابَ البُكاءْ
لا دمع يحبو فوق وجْناتِ المساءْ
قالوا بِأنّ الشوق للإنسانِ داء
لكنَّهُمْ باكونَ حتى ينقضي الدمعُ فناء
لا ضَيْر من بعض الغناء
والرقصِ شوقاً تحت زخّاتِ المطرْ
فامسح جراحَكَ واخنُق الآلام في وجه الضياء
سافرتَ لم تترك لقلبي مِن أثرْ
سافرتَ كالنّسرِ المحلِّقِ للفضاء
والشوقُ يُطْعِمُني مذاقَ الحزنِ مع بعض البُكاءْ
الشوقُ يقتُلُني ولا أجِدُ العزاء
والأرضُ تبحثُ في الثنايا عن رُؤاك
عن صورةٍ لِضياء وجهِكَ قد غَدتْ تغفو هُناكْ
بين الكواكبِ .. بين أحضان القمرْ ..
عن صوتِك الحاني ..
عن بعض حُلْمٍ قد ترعرع تحت شمسِ الكبرياءْ
هذي سماؤكَ يا أسامَةْ
تغفو على نَغَمات بَوْحٍ للحمامَةْ
لا بُدَّ من شوقٍ
لا بدّ من أمَلٍ يُعيدُكَ بالسلامةْ
هذي سماؤكَ يا أُسامةْ
تغفو .. و تُلْبِسُكَ السناءْ
كي لا يطولَ غيابُ طيفِك النائي
كي لا تُهشَّمَ أضلُعُ الأمِّ الحنونْ
شوقاً لبعضٍ منكَ .. شوقاً للعيونْ ..
كي لا يصيرَ القلبُ في جسد الأبِ العربيِّ منفىً للأسى
كي لا يطولَ البحثُ عن معنىً حقيقٍ .. لابتسامةْ
هذي سماؤك يا أسامةْ
ما قيمةُ الكلماتِ؟ ما جدوى الأنينْ ؟
رُحمى بقلبي يا سنينْ
طال المدى .. زال الصدى
والقلبُ أضناهُ التعب
القلبُ أضناهُ الحنينْ
فارجعْ لأرضِكَ أُغنِيةْ
و الْعَنْ بصوتٍ قاهرٍ معنى الفراق
قُمْ عانق الأشجار والأزهار والآفاق
قم يا أخي . قُم للعناق ..
واغفر ذنوب التائهينْ ..
واغفر رحيل الراحلين ..
..,||