أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: ماذا عن حذاء الباشمهندس أحمد عز؟

  1. #1
    الصورة الرمزية عدنان القماش أديب
    تاريخ التسجيل : May 2006
    المشاركات : 316
    المواضيع : 61
    الردود : 316
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي ماذا عن حذاء الباشمهندس أحمد عز؟

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    لم أجد في حياتي شعبا يعاني من الفراغ مثل شعب مصر.
    ووصلنا لهذه الحالة كنتيجة حتمية للتدليل المبالغ فيه من طرف الحكومة، التي وفرت لمواطنيها كل شيء.
    بل وطالبتهم بالجلوس في المنازل، والتفرغ للقراءة، و"أزأزة" الملانة.

    مع أن بعض الحاقدين يقولون أن اهتمام الحكومة بالقراءة، وراءه مصالح للحكومة نفسها.
    ذلك لأن مصر ستشارك قريبا في مسابقة "من سيربح التليفزيون؟".
    وستجني الحكومة الملايين من تحصيل الضرائب من الفائزين.
    بالإضافة إلى اشتعال خطوط الهاتف بالاتصالات، لحجز مكان في المسابقة.
    ولكن الشعب ككل الطلاب الخائبين.
    ترك مدرسته، ورمى كرسته، وراح جر "شَكَلها".
    قامت الحكومة .....!!!

    السيدات والسادة،،،
    انتشرت صور الباشمهندس العصامي أحمد عز، أثناء قيام أحد الرجال بإلباسه الحذاء.
    وانطلقت الألسنة لتقطيع هذا الرجل الطيب القلب، العف اللسان.
    - الألسنة تقطع الذي يُلبسه الحذاء؟
    - لا يا عم، تقطع سيرة السيد عز.

    هذا الرجل الذي لا يجد الوقت الكاف ليأكل. فيجلس ليتناول وجبته السريعة تحت قبة مجلس الشعب.
    لكن كل هذا لا يكفي هذا الشعب الجاحد، الذي نسى كل ما للرجل من أيادي بيضاء على مصر.

    بل وراح الشعب يتغامز ويتلامز على حادثة حذائية، لا تعبر عن أي نعل إطلاقا.
    وعندما تحاول الاستفسار من أي مواطن عن سر المشكلة، لا تجد رباط للموضوع.
    - لمع لنا هاتين الجملتين من فضلك.
    - من عيوني يا أستاذ.

    السيدات والسادة،،،
    السيد عز، لا حرمنا الله منه ومن أمثاله.
    لا حرمنا الله من هذا الشباب العصامي الذي يبني نفسه بنفسه.
    بل ويساعدنا على بناء بيوتنا باستخدام أكبر قدر من اسياخ الحديد.

    قام البعض بتبرير الحادث، على أن سيادته كان مصابا بانزلاق غضروفي.
    فقام بترجي أحد رجاله لكي يساعده على ارتداء الحذاء.

    لكني لن أخفي عنكم الحقيقة.
    وإن كنت أعلم أن سيادته سيكره نشري لمثل هذا الكلام، الذي عمل طوال حياته على حفظه كأكبر أسراره.
    سأحكي لكم ملخص القصة الحقيقة لهذا الرجل العابد الورع، لعل هذا يقطع الألسنة الحداد.
    وستكون القصة بعنوان: " الزاهد والحذاء"

    كأي إنسان مسلم طيب القلب، انطلق سيادته إلى المسجد.
    كان متوجها بكل جوارحه إلى بيت من بيوت الله.
    أقول المسجد يا سادة، لم يكن الرجل منطلقا إلى الخمارة، أو الكابرية.
    الرجل يتوجه إلى المسجد، ورغم ذلك لم يسلم من الألسن.
    - يا عمنا، هو من فضل استغلال مجموعة في الثانوية العامة، لدخول كلية الهندسة بدلا من الألسن.


    السيدات والسادة،،،
    بينما كان الرجل مستغرقا في صلاته، قام أحد اللصوص بسرقة حذاء سيادته.
    لم يقطع الاستاذ عز الصلاة. بل نظر إلى السماء، ودعا في سره.
    وما أدراك عندما تخرج الدعوة من المظلوم، خصوصا عندما تكون صادرة من رجل صالح.
    فاصيب السارق بشلل في يديه وقدميه وأذنيه.
    وظل السيد عز يصلي، وعقله يذهب ويجيء، ولسان حاله يردد:
    - "ماذا أفعل يا إلهي؟"
    نعم يا سادة، فقد كانت الفترة السابقة عصيبة.
    ولم يصدق أنه مع اقتراب انكشاف هذه الغمة، يحدث مثل هذا الموقف، ويُسرق حذاءه.
    كان الأمل يداعب نوافذ حياته، وذلك باقتراب تسديد القسط الأخير من ثمن هذا الحذاء المسروق.

    لا تعجبوا يا سادة، الملياردير أحمد عز، رجل، عابد، زاهد.
    يرتدي ما خشن من الثياب، وينام على فراش من الشوك.
    كان قد تمزق حذاءه السابق. فقام سيادته - بعد تفكير مرير - بشراء حذاء جديد.
    لكن قبل هذا كان حائرا ما بين شراء الحذاء الجديد، أو التصدق بثمنه على المساكين.

    بات ليلته في سهد وأرق.
    خرج من بيته يعتصره البرد، وينهش أصابعه التي كانت تخرج من مقدمة حذائه القديم الممزق.
    لكنه أمسك ثمن الحذاء الجديد بكل قوة وإصرار، وظل يسير في حواري دائرته الانتخابية وأزقتها، باحثا عن أي مسكين يعطيه المال.
    لكنه لم يجد، حيث أن الرخاء قد عم أرجاء دائرته الانتخابية. لدرجة أن رجاله يخرجون بالمال، فلا يجدون صاحب حاجة.

    نظر إلى السماء، وعيناه مغرورقتان بالدموع، وقال في استسلام العابد:
    "لك الأمر من قبل ومن بعد".
    ورغم هذه العلامة الواضحة من السماء، إلا أنه قضي ليلته متهجدا، يسأل الله أن يرشده إلى جادة الصواب، وأن يغفر له، لو كان شراء هذا الحذاء الجديد يعد إسرافا.
    - يا عم، كل هذا التفكيرأثناء الصلاة؟

    وما أن ارتدى سيادته الحذاء الجديد، انطلق بسيارته الفخمة إلى الصلاة.
    وقد تتعجب من هذا التناقض، لكن شرح هذا الأمر يسير جدا.
    سيادته، كان يخشى على استهلاك الحذاء وضياع ثمنه.
    فقرر شراء سيارة فاخرة، يستخدمها في الحفاظ على سلامة حذائه.
    وقرار شراء السيارة، لم يستغرق أكثر من ثوان معدودة، وبدون صلاة استخارة.
    حيث أن القرار متعلق بصلاة الاستخارة الخاصة بشراء الحذاء.


    ختم الإمام الصلاة.
    قام السيد عز من جلسته، استعد ليسير حافي القدمين حتى يصل إلى سيارته الفارهة.
    لكنه وجد السارق، وقد زحف على بطنه كالحيات، بل وكان يحاول تقبيل قدمي السيد عز، ليصفح عنه.
    عاد عز لينظر إلى السماء، رفع يديه، وقام بالدعاء. فعادت للرجل عافيته.
    فأصر السارق على أن يُلبِس السيد عز الحذاء بيديه.

    فانطلقت كاميرات الهواتف المحمولة تصور الموقف، وانطلقت شرارة التشهير بالرجل.
    استخدموا المحمول، الذي ساهم السيد عز في انتشاره بين المواطنين، كنتيجة حتمية لعبقريته الفذة، ومجهوده الخرافي.
    مما أدى إلى ارتفاع مستوى دخل المواطن المصري، إلى الدرجة التي حمل المواطنون الهاتف المحمول.
    ولم يكن محمولا فحسب، بل له كاميرا.

    وبالطبع لن نتحدث عن مشكلة القمامة، التي نتجت عن زيادة مستوى دخل هذا المواطن الحاقد.

    السؤال الآن:
    لماذا كل هذا الحقد أيها الشعب الشرير؟
    لماذا كل هذه النعوت الغريبة، و كل هذا الصلف؟
    لماذا تشبيه هذا الرجل العابد الزاهد بالملوك والأمراء الجائرين؟
    لماذا القيل والقال؟ لماذا النميمة؟
    ألا تعلمون أن النميمة حرام؟
    - طب...نم نم نم.
    - عيب يا شعب عيب، لا يصح.

    يا سادة، إن بعض الظن أثم.
    استعيذوا بالله واستغفروا لذنبكم.
    واحترسوا كي لا تصيبكم دعوات هذا الرجل المبارك !!!

    وإن شاء الله تعمريها، وجزمتك تتسرق فيها.

    ماذا عن حذاء الباشمهندس عز؟
    سؤال من سلسلة: سؤال يطرح نفسه = صفر.
    http://qequalzero.blogspot.com

    بقلم: عدنان القماش.
    13 ديسمبر 2010.
    في ذمة الله أخي الحبيب، وحسبنا الله ونعم الوكيل
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.72

    افتراضي

    والله عيب يا شعب
    والله عيب يا امتنا العربية التي تترك كبائر الأمور من قضايا انسانية هامة تعرضها الشاشات الفضية والصغيرة التي صار معظمها كبيرا جدا، في مسلسلات وافلام من كل الجنسيات، وتضيع وقتها في صغائر الأمور من سرقة موارد الدولة وحقوق الشعب وتبديد ال ...

    طب وأنا مالي؟

    دمت مبدعنا كاتبنا الكبير
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  3. #3
    الصورة الرمزية عدنان القماش أديب
    تاريخ التسجيل : May 2006
    المشاركات : 316
    المواضيع : 61
    الردود : 316
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    بسم الله
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيحة الرفاعي مشاهدة المشاركة
    والله عيب يا شعب
    والله عيب يا امتنا العربية التي تترك كبائر الأمور من قضايا انسانية هامة تعرضها الشاشات الفضية والصغيرة التي صار معظمها كبيرا جدا، في مسلسلات وافلام من كل الجنسيات، وتضيع وقتها في صغائر الأمور من سرقة موارد الدولة وحقوق الشعب وتبديد ال ...

    طب وأنا مالي؟

    دمت مبدعنا كاتبنا الكبير
    أحسنت يا فندم...هذا هو المطلوب.
    يجب توعية الناس بالمشاكل الهامة من عينة، هل ستتزوج نور من مهند؟
    لابد أن نقف طويلا أمام مثل هذا السؤال.

    تشرفت بمرورك يا فندم....

    هدانا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه
    وصل اللهم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

المواضيع المتشابهه

  1. حِذاءٌ أغاضتْ حِذاءْ !!
    بواسطة عبدالخالق الزهراني في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 19-07-2009, 01:52 PM
  2. فدينه الحق قد عزّ العبيد به /// حسين علي الهتداوي
    بواسطة حسين الهنداوي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 26-11-2006, 07:50 PM
  3. تميمةُ طُـهْرٍ ..لأيقـونةِ عزّ : بقلم / ذات الطيب .
    بواسطة وفاء شوكت خضر في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 27-10-2006, 12:02 PM
  4. قصيدة: (في القلب عزّ الدين) - رثاء للشهداء
    بواسطة أيمن العتوم في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 13-04-2005, 01:18 PM
  5. "عزّ الدواء"
    بواسطة عبد الخالق الزهراني في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 23-05-2004, 12:37 AM