آهِ يا مريمُ الحديثُ قروحُ
الفتي شاخَ والوليدُ ذبيحُ
طفلةُ العيدِ لمْ تعدْ منهُ حتَّى
باغتتنَا في غيرِه تستريحُ
لم يكنْ لائقًا وداعُ المحبينَ
فأنَّي وداعهمْ مسموحُ
فأتمِّي الصلاةَ وانتظرينَا
فلنَا في رحابِها تسبيحُ
إن يكنْ وجهكِ النبيُّ أثيمًا
فلأنَّ الزمانَ وجهٌ قبيحُ
هلْ جنينَا على العصافيرِ حتَّى
علمتْها الغصونُ كيفَ تنوحُ
وجعٌ تمرحُ العناكبُ فيهِ
وصديدٌ منَ الجميعِ يفوحُ
مرضتْ خطوةُ الزمانِ وشاختْ
حولنَا الأرضُ قبةٌ وضريحُ
لم يجدْ منْ ستحملُ الفلكُ معْهُ
فمضَي وحدَهُ كما جاءَ نوحُ
كَم نبيٍّ ستشربُ الأرضُ منَّا
كم غويٍّ وسترُه المفضوحُ
قُضي الأمرُ فضةً ونبيذًا
وحقولا بملحهَا ستبوحُ
فاستريحي فليسَ ثمَّ رحيلٌ
آنَ للمتعبينَ أنْ يستريحُوا
منْ ظلالٍ قطفوهُمْ وعبيرٍ
وكرومٍ ولازوردٍ تلوحُ
فلكِ الظلُّ والسمَا والثريَّا
ولنَا ذلكَ العراءُ الصريحُ
نتوارَي وأيُّ وجهٍ نوارِي
الثرَى فاضِحٌ ووجهكِ ريحُ
أفرغَ العندليبُ كأسَ الأغانِي
فالتقَى ماءَه الصدَى المبحوحُ
لمْ يعدْ في جرحِهِ منْ نشيدٍ
فلماذَا يخونهُ التَّصريحُ
ما تركنَا لخمرنَا مستفيقًا
أثملتنَا دماؤُنَا والقروحُ
منْ مراياكِ نبدأُ العامَ جرحًا
كلُّ عامٍ وأنتِ فيهِ مسيحُ