علاقتي بك بدأت بالسجال , وعندما أخذت تلك" العلاقة " استراحة قليلة, كانت تتأهب لبدء سجال أكثر عطاء , فالسجال لا يعني السباق السلبي بل هو سباق ايجابي وكل طرف يعطي الآخر ما تفرضه طبيعة العطاء التبادلي ..خذ مثلا عندك "أعضاء" الاتحاد الأوروبي .. و كم ترقعن خرائطهم التاريخية بالحروب والغزوات وتفاصيل كثيرة لا يكاد يتسع لها المجال رغم أنها عالقة في ثقافاتهم المدعومة بالتنافس ولكن كيف أوصلهم السجال إلى اتحاد ؟.. والاتحاد قوة .
الحياة بمجملها تتوكأ على سدة السجال , خذ مثلا علاقة البحر بالنهر حيث لا ينتهي النهر إلا بالبحر , فمهما كان منبع النهر عظيما إلا منبعه لا يغنيه عن الأمطار الموسمية المدعومة من البحر ..وصمود السجال يتوقف على اتساع الرقعة ( القلب) وكيف أن دول صغيرة المساحة انهارت في الحروب بأقل وقت رغم إعدادها الجيد للدفاع وقوة جيشها عكس الدول ذات المساحة الكبيرة التي انكسرت أمامها الجحافل الكبيرة رغم ضعف دفاعها أمام المساحات الواسعة مما جعل المساحة هي التي تحارب وأعظم المثال هما هولندا وروسيا آنذاك . وللسجال طعم النصر في استمرار بـ رفاهية أدواته ..أنا وأنت تنبت بيننا مساحات جديدة في ارض مروية خضراء.
لذلك أنا وأنت والسجال وتنوع العطاء لا يرتخي تكاسلا بيننا حتى وان اخذ في بعض الأحايين بطاقة استراحة.
وكم لحضورك فيها موضع النور في سجف الليالي , وكم لذكراك فيها لمّ شمل النجوم , فتأتي العصافير لتغرد في الأرجاء وتتودد الغيوم لتخلب الألباب بكؤوس شراب من الفرات ومن حيائه يستحيل إلى حبيبات الندى الفضية .
والليل في حيرة من أمره! لا يفرق بين بريق الندى على وجنات الزهر وبين انسكاب أسراب النجوم على شرفة التمني , ليبقى التمني هو الذي يتمنانا .
وإن العطاء بيننا كالنهر الجاري , والحياة بيننا تتجمل في تنوع أحداثها , وتخرج قناديل العيد من ماضي أجداثها , فتعلقها طرقات تقتات على خطواتنا حين يترافقا ظلي وظلك .
وكم تدهش آثار خطواتهما الرائي لأن العيون لا تقبض إلا على آثار ظلا واحداً .. كأن الظلين أصبح ظلا واحدا ..وللسجال في حياتنا ما للعطاء في الحياة لأنه يرصد الطقس والمناخ في كوكبنا المأهول بالكتابة والبعيد , بعد الشمس من بلوتو عن الرتابة , ويتخذ أريكته الوثيرة من شرفة الفنار , وكل الفلك تقبل إليه وتقدم له جباية الوفاء والولاء , وسيبقى بيننا السجال من خلف ستارات شواطئ لا تلتقي.