عَلِّموا أولادَكُم شِعري وقولوا
إنما أبياتُهُ مأوًى
إذا ما قُلِّبَتْ فيكُم مواجع..
رُبَّ بيتٍ
لم تلِدْهُ المُهجةُ الحَيْرَى لمن قد ذاقها..
قد تقِي إحساسهُ سوءَ المَصَارِع..
رُبَّ شَطْرٍ
هَذَّبَ الماضِي..
فأبدَى رحمة ً نحو المُضارع..
علِّموا أولادكُم شِعري ..
ولا.. لا تَحْرِموا أرواحهُم
مِن وَجبةِ الإفطارِ
إن جاعَتْ إلى قوْلي وشاءتْ
وردةً في كلِّ شارع
ثم زُوروا كلَّ أرضٍ
أجَّرَتْ أقمارها مِن دمعِ أيامي
وازرعوا في طينِها قولي
إذا شحَّ الكلام..
فاخضرار الروح لا يأتي
إذا لم تَزْرَعوا مِنْ حَوْلِها أشجارَ حُبٍّ
وابتسام
دُون أن تنسَوا على أشواكِها
أنَّ الذي لا يُتقِنُ الحربَ التي تكفيهِ
لا يعرفُ معنًى للسلام
كلُّ أطفالِ حَولي طيورٌ
فاحفظوا فيهم نقاءَ الماءِ في ليلٍ مطير..
ركّبوا فيهم وفاءً لا يطير..
إنني لما رأيتُ الماءَ عُريانًا
سألتُ الآنيَة..
فأشارت نحوَ خيطٍ واصلٍ بالطرفِ
نحوَ الشمسِ
تنوي جذبهُ
كي تغزلَ السُّحْبَ الخِفافَ الحانية..
هكذا سُحْبُ المعالي
كلَّما أبصرتَها أعلى جبالِ الريحِ عصْرًا
خِلْتَها كاللافِتات..
فاقرؤوا المكتوبَ بالأضواءِ
مِن حِبْرِ الشُّمُوسِ الصافية..
في قصيدٍ ليسَ تخفى منهُ عنكم خافية..
بحرُها ما كان بحرًا ميِّتًا
كي تَدفِنوا الأصدافَ عن أبنائكُم
تحت الشُّجَيْراتِ التي قدْ
أنبَتَتْها القافية..
علِّموا أولادكم شعري وقولوا
ليس مِنّي مَن وَعَى حرفًا
بأُذْنٍ لاغية !