{حديثُ القمرْ}
كانَ يا ما كانَ كانَ هنا
نَجمٌ صغيرٌ وصبيَّة ْ
صمتُ ذاكَ النَّهرِ غَنَّى
نَسَمَاتٍ وعشيَّةْ ْ
كانَ قربي خدُّها غيمةً
وحكايا عربيَّة ْ
كانَ كلَّ الزائرينَ سراباً
كانَ كلَّ الراحلينَ حريقاً
والأساطيرَ كلَّ الأساطيرِ
تزهو بصمتِ النَّهرِ فوقَ
خيالِ الخشبِ المحروقِ
ذكرى من عشيَّة ْ
والقوافي فوقَ صدرِ الليلِ
تجرحهُ إلا قوافي من
صَبِيَّة ْ
كانَ قاسيونَ وحيداً
وجهُهُ عِطرَاً,غموضَاً
سواقي للبكا قبلَ أن
تأتي العشيَّة ْ
كانَ وحدهُ يدري أنَّهُ
وحدهُ,يرسمُ الابتساماتَ
فوقَ الدفاترِ والعشبِ
وبينَ الاتجاهاتِ فوقَ
الثريَّا
كلُّ من كانَ يهوى الرجوعَ
لقد ماتَ حنيناً
يومَ أن ظلَّ قاسيونٌ وتلكَ
الصبيَّة ْ
* * * * *
حينَ كانَ الغموضُ إلهاً
حينَ كانَ الغموضُ نبيَّاً
حينَ كانَ قويَّا ْ
خافَ من عينها العسليَّة ْ
* * * * *
لم يكن لونها الأسمرُ
لوناً,كانَ نَغمَتَها كانَ
قناديلاً تُضِيءُ الصنوبرَ
في قاسيونَ حتى يصيرُ
نبيَّا ْ
لم تمتْ رَغمَ حزنِ الدمعِ
في العينِ كانت أبديَّة ْ
طالما كانت تقولُ لِقَاسيونٍ
لقد جئتُ أُفضي همومي
ودمعي عصيَّا ْ
ثمَّ يسأَلُها عن حالها
فيجيبُ الدَّمعُ عنها
ثمَّ يسأَلُهَا عن دمعها
فيجيبُ الصَّمتُ عنها
ثمَّ يسأَلُها عن صمتها
فيجيبُ الليلُ عنها بوصيَّة ْ
رَغمَ هذا الصَّمتِ كانت وضوحاً
صمتها كانَ اتِّضاحاً لها
كلَّما كانَ يأتي الصَّمتُ كانَ
اتِّضاحاً بها
وانسيابَ الجَّهرِ فيها
كلَّما اتضحتْ فالعشقُ يثمرُ
عشقاً من صبيَّة ْ
من عشيَّة ْ