أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: لماذا نرفض تحرير الشعب التونسي لنفسه؟

  1. #1
    الصورة الرمزية عدنان القماش أديب
    تاريخ التسجيل : May 2006
    المشاركات : 316
    المواضيع : 61
    الردود : 316
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي لماذا نرفض تحرير الشعب التونسي لنفسه؟

    - يا خالة أم محمود، الناس في تونس حرروا أنفسهم.
    - حرروا أنفسهم!!! عندهم حق يا أخي، الجو شديد البرودة.

    السيدات والسادة،،،
    ما حدث في تونس يدعو إلى الشعور بالغربة في الوطن.
    ولا أعلم لماذا اشعر بقشعريرة غريبة، تسري في بدني، كلما تذكرت هذه الكلمة العجيبة "حرية".

    لكن رغم تعاطفنا مع الشعب التونسي الشقيق، إلا أننا لا نقبل أن يحرر هذا الشعب نفسه.
    أولا: ماذا سيفعلون بعد التحرر؟
    شخصيا لا أعلم ماذا يحدث للناس بعد هذه الحالة الغريبة.

    ثانيا: لا نقبل أن يخرج الشعب بكل هذه الأعداد، لمواجهة رجل أعزل، وهو سيادة الرئيس العابد زين العابدين.
    نعم أعزل. فسيادته كان بمفرده، لا يملك قوات أمن، ولا داخلية، ولا خارجية، ولا جيش، ولا مخابرات، ولا يحزنون.

    ودعونا نعيد تصوير المشهد مرة أخرى. ومن مصدرنا الموثوق فيه، والذي يرفض ذكر اسمه دائما، حتى لي أنا شخصيا:
    قال سيادة المصدر المسؤول، أن سيادة الرئيس المعزول، كان يشاهد التلفاز.
    هذا بعد أن انتهى من صلاة التهجد، التي يواظب عليها كل ليلة.
    يقولون أنه يصلي ألف ركعة في الليلة...
    - يا عمنا، كيف لشيخ كبير مثله أن يفعل هذا.
    - شيخ كبير؟؟ أنت الشيخ يا قارئ العزيز. انظر لصورة سيادته لتعلم.
    - المعذرة، لدي سؤال ثان: كيف يتهجد سيادته، ثم يجلس ليشاهد نانسي وهيفاء على شاشة التلفاز؟
    - يا أخي، في عرف السادة الزعماء، تسمى كاميرات المراقبة بالتلفاز. وهذه الكاميرات ليست لمراقبة الشعب لا سمح الله، لكنها بغرض الإبقاء على الشعب، إلى جوار قلب الحاكم.
    وبينما سيادته يشاهد التلفاز، وجد جمع غفير يتحرك في أحد الميادين.
    نادى سيادته على رجال الأمن، الذين كانوا في غفلتهم المعتادة.
    - ماذا يحدث في البلاد؟ هل يعقل، ثلاث من الشباب، يسيرون في جنح الليل؟
    - سيادتك هؤلاء من جمهور نادي "الترجي". يستعدون للذهاب إلى المباراة باكرا، لحجز الأماكن.
    - إن كان الأمر هكذا، فلا يوجد مانع.

    في اليوم التالي، وبينما سيادته يتناول الإفطار بعد صلاة المغرب، بعد أن قضى يوما شاقا في الصيام.
    نظر إلى التلفاز، وجد الثلاثة شباب، قد تحولوا إلا جماهير غفيرة بالآلاف.
    ذعر سيادته من هول المشهد، نادى كل المستشارين:
    - ماذا يحدث؟ كيف يتحول الشباب الثلاث إلى هذا العدد؟
    قال أحدهم على استحياء:
    - هذه هي الهندسة الوراثية يا سيادة الرئيس. وعهدكم هو عهد العلم والفضاء و و و....

    بدت على سيادته علامات الغضب.
    وقبل أن ينطلق لسانه باللعنات، بما يهدد ثواب الصوم. تذكر ربه، فذهب ليتوضأ، فسيادته من المحافظين على الوضوء. وعندما عاد، وجد المساعدين، قد انتهوا مما يشبه التشاور.
    قال كبيرهم:
    - مبروك يا سيادة الرئيس. فريق "الترجي" فاز بالدوري. وقد خرجت الجماهير لتعلن عن فرحتها.

    توجس سيادة الرئيس خيفة من هذا القول.
    فكيف يفوز الفريق بالدوري في منتصف الموسم.
    هل هو الأهلي المصري أم ماذا؟
    وقبل أن يعلن عن مشاعره الغاضبة. وجد سيادته بعض الوزراء، يركضون عبر بوابة القصر، المسمى بقصر الزاهدين.
    - سيادة الرئيس، لقد خرج شعب تونس ثائرا !!!
    لم يفهم سيادته الموقف، حيث تعسر على سيادته، فهم إحدى كلمات الجملة، تساءل في دهشة:
    - وما معنى كلمة "شعب"؟
    وكانت هذه هي نهاية فرقة "بديعة مصابني".

    السيدات والسادة،،،
    بعد أن انتهينا من عرض الشق التاريخي للأحداث، ننتقل لإذاعة خارجية لنعرض عليكم، تحليلنا السياسي الثاقب.
    والله، إني لأرى الفرحة تشع من عيون كل المصريين، وكل الشعوب العربية.
    ولكن،،،
    لكل الطامحين في تكرار ما حدث في تونس.
    أقول لهم: هيهات، هيهات يا سادة.
    ليس خوفا من الجيش، والشرطة، والأمن المركزي.
    ليس خوفا من المخابرات، وأمن الدولة.
    وليس خوفا من المخبرين، ومندوبي الشرطة، الذين أطلق أحدهم النار على الأبرياء في قطار الصعيد، فقتل واحدا وجرح خمسا.

    لا يا سادة، بل يجب أن تخافوا مني أنا.
    نعم، أنا الذي سأقف للملايين بمفردي.
    لا تسخرون، ولا تتغامزون. سأقف وحدي في وجه الشعب.
    حيث أني لن أقبل أبدا، أن يخرج الشعب عن طاعة سيادة الرئيس الأب.
    من قال أن "العِشرة" تهون؟
    ومن يمكنه تشبيه سيادة الرئيس الأب، بالرئيس التونسي العابد.
    الثان، لم يحكم شعبه إلا لمدة يسيرة، لا تزيد عن 23 عاما.
    فيحق للشعب أن يعزله، وأن يخرج عليه.
    أما رئيسنا الذي له شوكة، لا يمكن لأحد أن يتنفس أمامه.
    كما أني لن أترك الفرصة لأي إنسان، لتسول له نفسه، أن يفكر في تركي هكذا بدون رئيس.

    و كما أعتدنا في سلسلة المقالات هذه، دعونا نناقش الأمر على أسس علمية:
    أولا: ماذا فعل الناس في تونس؟
    لا شيء، فقط افسدوا متعة دوري كرة القدم.
    وها نحن في مصر على وشك الاحتفال بمئوية نادي الزمالك العريق.
    هل تريدون أن يموت عدة ملايين من الزملكاوية في مصر؟
    هل يمكن بعد كل هذه السنوات العجاف، التي مرت على نادي الزمالك.
    أن تذهب فرحتهم بالفوز بالدوري أدراج الرياح، وهم يحيون الحلم الذي يتكرر مرة كل عقد من الزمان.

    ثانيا: نحن لا نملك ولاية اسمها "سيدي بو زيد"، فمن أين يبدأ الشعب المصري ثورته؟
    ودعونا ننظر للشرارة الأولى في تونس.
    الشاب الذي اشعل فتيل الأزمة، كانت قد اعتدت عليه شرطية.
    وعندما اشتكاها، قالوا له:
    - يا رجل، إنها أمرأة، هل تقبل أن يتقدم أحد بشكوى ضد أمك أو أختك.
    فشعر الشاب بحرج شديد، فأشعل النار في نفسه أمام مبنى الولاية، تعبيرا عن خجله.
    فتذرع البعض بهذه الحادثة، وخرجوا على سيادة الرئيس العابد زين العابدين.
    ولأثبت لكم صحة هذه النظرية، دعوني أسألكم:
    بالله عليكم، لو كان الشاب يعاني من حالة فقر أو غيره.
    من أين جاء بثمن لتر جازولين، وثمن عود من الثقاب؟؟؟
    هل ترون؟
    إذا هو يعد من طبقة الأغنياء.
    فلا يمكن القول أنه كان من الفقراء، أو أنه كان يعترض على عدم حصوله على حقوقه.

    ثالثا: مصر لا يمكن أن تكون مثل تونس.
    فنحن لا يوجد لدينا مشكلة واحدة تدعونا لفعل ما فعله أهل تونس.
    ليس لدينا فتنة تشاهدها الحكومة، وتقف مكتوفة الأيدي.
    وليس صحيحا ما يردده البعض، أن الحكومة تقوم بدعوة جميع الأطراف للدخول في هذه الفتنة.
    وآخر دعواتهم كانت بقتل شاب مسلم من التيار السلفي، بعد تعذيبه حتى الموت.

    لكني أنا شخصيا أشجب هذه النظرية.
    وأقول...
    أن من قتل هذا الشاب، ويَتمَ طفله الذي لم يتجاوز عمره العامين.
    هي أطراف خارجية، تريد الفتنة !!!
    والشعب سيفوت الفرصة على هذه الجهات الخارجية، ولن يتحرك.
    حتى ولو كانت هذه القوى الخارجية، قد قامت باستئجار كل أقسام الشرطة، وكل السجون في مصر.
    ولو قتلونا واحدا تلو الآخر.
    الحكومة لا علاقة لها بالأمر. هي فقط قامت بتأجير الأماكن، والمشكلة تقع على عاتق المستثمر.

    كذلك، لا يوجد لدينا غلاء بالمرة.
    ومن يلوح لنا بمشكلة أسعار الطماطم، فهذا ليس ذنب الحكومة.
    فالطماطم من المعلوم قطعيا أنها مجنونة.
    فلماذا نأخذ الحكومة بذنب الطماطم؟

    وهناك سؤال يطرح نفسه بقوة.
    وقد تصل نتيجة عملية الطرح القوية هذه إلى ما تحت الصفر.
    هل كان يمكن معالجة الموقف في تونس قبل تفاقم الأوضاع؟
    بالطبع، نعم.
    بالإضافة إلى نشر القصة المحبكة التي ذكرتها آنفا.
    عن حرق الشاب نفسه نتيجة لشعوره بالخجل، وليس كنتيجة لاعتراضه.
    كان يمكن لسيادة الرئيس المخلوع، زين العابدين.
    أن يفعل ما فعله سيادة الرئيس الليبيبي الحكيم، ملك ملوك أفريقيا، سيادة الرئيس، الأخ القائد العقيد المقدم اللواء "القذافي".
    فملك ملوك أفريقيا، دعى الشعب للخروج، والحصول على حقه بنفسه.
    فخرج الشعب وفقا لنداء سيادة الرئيس. واستولوا على مئات الوحدات السكنية، في العديد من المدن الليبية.
    والتي كان يفترض بهم الحصول عليها منذ زمن.

    وسيادته أمر قوات الأمن بعدم التعرض للشعب.
    بل أرسل فريقا من التلفاز الليبي لإجراء لقاءات مع المواطنين، الذين استولوا على الواحدات السكنية.
    وظهر هؤلاء القوم، وهم يشكرون سيادة الرئيس على كرمه معهم.
    هل ترون الحكمة، وهل ترون الحلاوة؟

    وأعلم أن كلامي أثر فيكم كثيرا.
    ولكن رغم هذا سأضع أمامكم الحجة الدامغة، التي ستقتل كل شك وريبة في قلوب كل من رفرف الأمل فوقهم، وداعب وجوههم بجناحيه.
    يا سادة، نحن على وشك الوصول لرقم قياسي في تاريخ مصر كله.
    حيث أننا اقتربنا من ضرب رقم مدة الحكم، لأي حاكم مصري عبر التاريخ، منذ مينا موحد القطرين.
    وبالتالي هذا الجيل الذي ننتمى له، "هيقب" فوق سطح التاريخ.
    هل تريدون تضييع هذه الفرصة علينا؟
    هانت يا سادة، هانت.

    وحاليا دعوني أعد هذه البزة، التي سأرتديها عند مقاومة جموع الشعب الغاضبة.
    وستكون هذه البزة زرقاء اللون، وعلى صدرها مثلث جبنة "ميلكانا" بالطاقة مليانة.
    وفي وسط المثلث، سأقوم بوضع شعار المرحلة، ثمرة طماطم، تخترقها شرارة كهربائية.

    ونختم بقول الشاعر:
    إذا الشعب يوما أراد الحياة *** فليذهب للشراء من تونس.

    وإن شاء الله تعمريها، وشعبك يتحرر فيها....

    لماذا نرفض تحرير الشعب التونسي لنفسه؟
    سؤال من سلسلة: سؤال يطرح نفسه = صفر.
    http://qequalzero.blogspot.com

    بقلم: عدنان القماش.
    15 يناير 2011.
    في ذمة الله أخي الحبيب، وحسبنا الله ونعم الوكيل
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.71

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان القماش مشاهدة المشاركة
    ثانيا: نحن لا نملك ولاية اسمها "سيدي بو زيد"، فمن أين يبدأ الشعب المصري ثورته؟
    ودعونا ننظر للشرارة الأولى في تونس.
    ****
    وليس صحيحا ما يردده البعض، أن الحكومة تقوم بدعوة جميع الأطراف للدخول في هذه الفتنة.
    وآخر دعواتهم كانت بقتل شاب مسلم من التيار السلفي، بعد تعذيبه حتى الموت.

    ومع ذلك فستعيد الأنظمة حساباتها، ليس باتجاه رفع قبضاتها اللعينة عن أعناق الشعوب، فهذا لا يكون إلا رغما عنهم
    وإنما بتعديل آليات القمع ، والتراجع -ربما- عن بعض الحماقات التي يعتقد أنها تعجل في ثورات الشعوب

    دمت مبدعا
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

المواضيع المتشابهه

  1. و مداح لنفسه لا يبالي
    بواسطة عبده فايز الزبيدي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 19-11-2015, 02:41 PM
  2. شعب الإباء.. إلى الشعب التونسي البطل
    بواسطة محمد حمدي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 14-05-2012, 03:50 PM
  3. الشعب يبقى الشعب / شعر شعبي عراقي غنائي /ياسر عليوي الكبيسي
    بواسطة ياسر عليوي الكبيسي في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 08-04-2011, 09:30 AM
  4. الانبعاث (مهداة الى الشعب التونسي الابي)
    بواسطة خليل ابراهيم عليوي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 01-03-2011, 07:49 AM
  5. من منا يرضى الهـوان - لنفسه ..!
    بواسطة أبوبكر سليمان الزوي في المنتدى النَادِى التَّرْبَوِي الاجْتِمَاعِي
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 24-07-2007, 07:51 PM