العدد صفر ..
منذ فكرة الصحيفة.. اكتملت المادة المعنوية, وبعدها بأفكار لم تكتمل المادية. رغم الجهة المعنية بالتمويل..
قال الذي راودته فكرة الصحيفة بالحلم شوقاً:
- لو اتفق الطرفين المتنافسين في أرجاء بلادي اعلموا أن معظم مواد الصحيفة سوف تتبخر..
وصمت الذي قد جاء في الحاضر وبدأ يحقق حلم صاحبه وأنا تتجشم أناملي عناء الطباعة كبداية أولى لي في الصحيفة ..
واستمرت الأفكار بالمضي قدماً مسافة أسبوع ونحن في طي التخوم لا ندرك أي مسلكٍ سيتضح لنا لنبدأ رحلة الإخراج.
ونحو مكتب مطبعة صديقة لنا تطبع صحيفة مشهورة جداً تناولت نشر مواضيعنا ذات أيامٍ فيها؛ توجه اتصالنا عبر أميالٍ من التقنية :
- ألو
- نعم
- الأخ الحبيب " مدير الأخبار "....
- نعم حياك يا صديقي العزيز
- الله يحييك
- أين أيامك ولماذا لم تعد تكتب إلينا ؟
- لا عليك مازلت في طي أوراقكم ولن أذهب بعيداً لولا أنني انشغلت في كتابٍ لي. المهم أخي في معنا صحيفة ونريد أن نطبعها. أين يمكن لي أن استفسر حول الكلفة وما تبقى من أمور في الإخراج؟.
- كان الله في عونك بشأن الكتاب, ومبارك عليك الصحيفة وعليك بالأخ .... وهذا رقمه .... إنه على إطلاع تام بالموضوع.
- شكراً, ومع ألف سلامة.
لم يسعف الوقت زميل صاحبنا لندخل في فوهة التيه بعد أن وصلنا مقر المطبعة ومعنا جزء من تمويل الصحيفة, وصلنا على المبلغ المحدد لنا في الاتصال مع زميل صاحبنا ولكن للأسف كان الموعد مع شخص آخر لا يدرك مدى زمالتنا مع الصحيفة ونفى علاقة زميل صاحبنا بأمور الكلفة ..
مفاجأة بل صدمة أدت إلى تغيير جميع مخططاتنا, ومعنا من قسم التيه كان حليفنا المخرج ... ابن غالب المغلوب على أمره , وعلى طول القسم الذي بدأنا منه لا يوجد إلا كهل من التقنية يوازي كهولة المدير المزعوم للفهم في قسم السندات.
وبعد ضوضائنا العارمة وسط الآراء منهم أوصلنا ما استطاعت أرواحنا المتهالكة من إيصاله..
وبعد أن أكملنا إخراج الصحيفة على كهل التقنية الذي كان يرى لاب توبي الشاب أنه لن يتراجع في مساعدته بالعمل عليه وقتاً إضافياً لمكافاة عمل الإخراج.. وعلى الرغم من أن هناك أكثر من ستين جهاز تعمل على نظام ماكنتوش أرقى مراحل التقنية لا سيما وهو برنامج مصمم ضد جواسيس التقنية وضد العشيرة الأفريقية التي غزت العالم بدون تصاريح كبعض البشر كانت هي الفيروسات.. كان جهاز قسم التيه يعمل على نظام الإكس بي ولا حول ولا قوة إلا بالله كان كهلاً متوازي الأطراف..
ويندوز 7 كان عمر جهازي الشاب..
..
أكملنا الإخراج وعلى سرعة الأميال لم تعرف دهشتنا سعة القلوب التي تعمل على الكيلو متر في الفضول والتهكم والمصارحة ..
وتم رفض العمل, ليتم مراجعته مجدداً على مسئولية المؤسسة في أرقى مراحل التقنية ويتحمل المغلوب على أمره عناء متابعته وأنا الموقوف على الوقت بمساندته..
وبعد منتصف الليل وانقضاء الصبر وحضور شفق التعب جاءنا صباحٌ من العناء ولم تطبع الصحيفة بعد ......................!؟؟!!
لأن رئيس التحرير تركنا وذهب ليغط في ابتسامته وإجابة ليست صحية لما يحدث.. أما مدير التحرير فقد وافت المنية وقته معنا وذهب ليعزي عمه بموت ابنته.. والمخرج المغلوب على أمره كان عرس أخوه يومي الإخراج..
وأنا ما الذي تتوقعه مني ..
وإن كانت القصة ليست .... فلا تقلق ما زلنا في العدد صفر.
والصحيفة لم تطبع بعد, فاقرأ معي فاتحة الطريق إلى هروبٍ ليس بعده أي كيبورد.
كتبت في :
الساعة الرابعة بعد منتصف الإرهاق وانتهت في المقام الرابع من صوت المؤذن لصلاة الفجر, في هذه الليلة من عناء الرحلة لصحيفة لم تطبع بعد..
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيحة الرفاعي
