عندما أبحث عن دليل دامغ عن روعة النثر وقوته البيانية وتفرده وتميزه عن الشعر بحيث لا يمكن لأحدهما أن يحل مكان الآخر فلن أجد حتما أفضل من هذا النص الرائع ولأكثر من سبب .
فهو نص في القمة لغة وأسلوبا وعاطفة وإخراجا وانسيابا للفكرة .
والكاتب شاعر مبدع ذو باع طويل لا تنقصه أدوات الفن الشعري ليعبر عما يريد به ، لذلك يأتي اختياره للنثر قالبا يصيغ فيه هذه الخواطر والبوح والمناجاة دليل على أنه رآه أصلح لها وأليق بها .
إن ثراء النص بالصور والخيال ليدحض المقولة التي تخص الشعر بهما دون النثر ، ومن جانب آخر يقوض ما يسمى بالقصيدة النثرية التي ما هي إلى نثر تسمى بغير اسمه تقليدا وجهلا بقيمة كلا الفنين وتميزهما .
أخي د. سمير أعتذر إذ جعلت ردي في صفحتك انتهازا لفرصة قول ما أردت ، فقلما يقع المرء على نص نثري بهذه القيمة كتبه شاعر كبير مثلك .
وتقبل تحيتي وبالغ تقديري