تُونُسُ الخَضْرَاءُ لَيْثٌ هَائِجٌ نَابُهُ صَوْتُهَا أَصْدَاؤُهُ مَسْمُوعَةٌ فِي أَقَاصي الأَرضِ لَبَّى حَيْدَرُ رِيشَةٌ فِي جُرْحِنَا مَغْرُوسَةٌ يَرْقُمُ الخَطَّ ، مِدَادٌ أَحْمَرُ فَعِنَاقُ الخِلِّ للخِلِّ دَمٌ قَبَسٌ مِنْ لَهَبٍ نُرْسِلُهُ مِنْ بَقَايَا روحِنَا لَوْ لَنا فِي ذَا المَدَى مَرْكَبَةٌ لَشَرِبْنَا الكَأْسَ أَوْ مَا تَقْطُرُ كُلُنَا فِي الهَمِّ هَمُّ تُونُسٍ هَلْ لَنَا مِنْ تُونِسٍ ذِي عِبَرُ كَيْفَ لا وَالصُّبْحُ لاحَتْ شَمْسُهُ تَطْرُدُ البَرْدَ بِدِفْءٍ يُسْكِرُ فَهُنَا المَشْرِقُ بُرْكَانٌ لَظى بَحْرُهُ المَائِجُ أَضْحَى يَهْدُرُ وَغَدَتْ أَوْدَاجُهُ فَسَلامٌ عَطِرٌ مِنِي بَلَدٌ فيهِ الصَّنَادِيدُ ارْتَقَتْ إِنْ سَجَى لَيْلٌ أَطَاحَتْ سَجْوَهُ عَادِيَاتٌ أَيْقَظَ الصَّهِيلُ مِنْ أَنْفَاسِهَا لَيْسَ فِي العِيرِ أَهَازِيجُ لَهُم لَوْ أُثِيرَ النَّقْعُ زَحْفًا زُجِرُوا أَيُّهَا التَّارِيخُ هَيَّا انْهَضْ وَقُلْ تُونُسٌ فِيهَا صَنَعَ الأَمْجَادَ أُسْدٌ