لم يمهلها القدر كي نحتفي برجوعها من رحلة العلاج التي بانت تباشيرها في أخبار أفرحتنا ولم تدم .
نظمنا حفلة استقبال تليق بمكانتها في قلوبنا جميعا .
لم أشعر بي إلا وأنا أكتب هذه الأبيات بعد اتصال هاتفي بها ، بعد سماع صوتها الذي طالما أشجانا بالدعاء في أمسياتنا الدينية .
في تعليمنا الصلاة ونحن صغار..
صوتها الذي ما يزال يرن في أذني بقوة تطرد كلما تذكرتها واقفة أمامي ترتب إحرام صلاتي وتقول لي باللغة العربية : اجتهدي أن لا ينفل احرامك فيظهر شعرك أثناء الصلاة يا نهى.
لا أزال أذكر يوم أن لمست ثفنات قد زينت جبينها وأنا في السادسة من عمري لأسألها : أم جواد وش ذا ؟
فتجيبني بصوتها الرخيم :إنه طفلي الذي أرعاه لينمو ويرعاني .
رحلت أم جواد قبل أن أحتفي بها
وحتى البارحة ..
رأيتها في منامي ولكنها لم تمهلني أيضا لأبوح لها بما جاشت به قريحتي في ذات رجاء .
إن رمــت قـلـبــاً واســعَ الأبــعـادِ شــدَّ الـرِّكــابَ لِـقـلــبِ أمِّ جَــــوَادِ وأنـِـخْ بــهِ فـبـِـهِ جـنـانٌ تـحْـتـمِـي فـيـهـَـا بـظـلٍّ جُـمـلـَـــة الـوُفـَّــــاد أكـرِم بـهِ مَلـَـكَ الـجَـمِـيـعَ مُـلـَبـِّيـاً صوتَ المَحبَّـة في الضَّمِيرِ يُنـادِي وَتـرنـَّمـتْ تـخْــتـالُ آيـَـاتُ النـُّهَى مـِــنْ حِـكـمـَـةٍ ولــبَــاقــةٍ وسـَــدَادِ سَلنِي عَن الأم الـْكريمةِ وَاستمِعْ أخـبَــارَهــَـا مِـن رَائـِـــــح ٍأو غــَادِ ومجالس الذكر افتخارا إن حكت تــنـبـئْـكَ عـن عِـشـق ٍبـها وقــَّـادِ لغة الولاء بهمـْسِهـَــا مـُزْدَانـَةٌ وبجهــرها لحـــنُ الولايــة شَـادِ روح الصلاة بروحها قد زُوِّجَتْ أنعـــمْ بطفـــل ٍ في جبيـــن ٍ بــَـادِ ماذا أقولُ ولـلـذُّرَى يــرقى بهـَـا خلـُقٌ يفــِـي بنـــواقـِــص ِالأنـْـدادِ هي نفحة الحُبِّ المـؤرَّج ضوَّعَتْ أنـفـاسُهـا رُوحَ الـعَـلِـيـل ِالصَّادِي هـِـيَ نـجْـمَـةٌ فِي دَاج ِلـيل ٍأبرَقـت فـتـبـَـاشــرَت رُوَّادُه بـــرَشــَـــــادِ لـلــهِ أمٌٌ فِـي الشـِّغافِ ترَبـَّعتْ فـَـزَهـَـا بـحُـبٍّ عـَـامـِــــــرٍ وودَادِ وسـَمَـا بـعرق ٍطـيِّب فـتـبـتـَّـلـَتْ شِـفـَة المُـحـِبِّ بـصَـادِق ِالإنــشـَادِ تــدْعـُو الإلـه بـِأن يـُكـلِّـلَ سَـعْـيـَهَا بـالـخـيـرِ وَالـتـوفـِيـق ِوالأمْـجـَــادِ