بِالحُبِّ تَخْبُو النَّار يا دِهْقَانْ
.
فِي القَصْرِ
كَانَ تَزاحُمُ الطُّغْيانْ ,
ذاتُ المَقاعِدِ مُنْذُ أَنْ
نَجَتِ السَّفينَةُ مِنْ فَمِ الطُّوُفَانْ ,
كُلُّ الوُجُوهِ هُناكَ
كانَتْ وَاجِمَهْ .
في حَضْرَةِ الخَوْفِ الشَّديدِ
تَسَاءَلَ الدِّهْقانْ ..!
مَنْ حَرَّكَ الطـُّوفانَ ثانِيَةً..؟
مَن أَشْعَلَ البُرْكانْ ..؟
منْ فَتـَّحَ الأَجْفَانَ لَيْـلاً
في العُيُونِ النَّائِمَهْ ..؟
مَنْ أَجَّجَ الكُرْهَ
الذي قَدْ شَبَّ في النِّيرَانْ..؟
مَنْ ذَكــَّرَ الجُّيّاعَ بِالأَطْباقِ
في رَمَضَانْ ..؟
مَدَّ المَوائِدَ
في البُطُونِ الصَّائِمَة..!
وَلِمَا صَغِيرُ الرِّيحِ
كَشَّرَ فَجْأَةً عَنْ نَابِهِ,
وَتَغَيَّظَتْ زَفرَاتُهُ جَمْرًا
عَلى البُهْتانْ..؟
فاسْتَلَ سَيْفَ الصَّحْوَةِ الكُبْرى
بِدُوُنِ تَرَدُّدٍ ,
وَهَوَى عَلى أيْـــدي
الفَسَادِ الآثِمَهْ .
مَنْ أرْجَعَ الإبْصَارَ للعُمْيانْ ...؟
وَيقُولُ وَيْحَ القَصْرِ إنْ هُمْ أَبْصَروا ,
أَوْ أَدْرَكوا مَا الفَرْقُ بَيْنَ
طَبيَعةِ الأَلْوانْ ..
ستَكُونَ تَلـْكَ القَاصِمهْ .
يَتَسَاءَلِ الدِّهْقانْ ..!
وَهوَ الوَقودُ وَثَغْرُهُ فِي
الكِيرِ يَنْفُخُ كُلَّ يَوْمٍ
مِنْ شِفَاهٍ ظَالِمَهْ .
وَهُوَ الذي قَدْ وَظَّفَ الشَّيْطانَ
حَرَّضَهُ عَلَى رَسْمِ الرِّواياتِ الأَليمَةِ
فَوْقَ أَجْسَادِ البَلابِلِ
والوُجُوهِ البَاسِمَهْ
وَهُوَ الَذي
قَدْ لازَمَ الأَزْمانَ
لَيْلاً بَعْدَ لَيْلٍ بَعْدَ لَيْلٍ ,
قَدْ سَلاهُ المَوْتُ فِي دُنْيا
مِنَ الفَوْضَى وَأَرْضٍ عَائِمَهْ
وّهُوَ الذي
ظَنَّ العَدالَةَ مَصْرِفًا لِحِسَابِهِ ,
فَامْتَدَّ بَحْرًا دُونَما شُطْآنْ
يَخْشَى مِنَ الإمْلاقِ , يَعْلَمُ أَنَّهُ
ضَيْفٌ ثَقيلٌ تَحْتَ سَقْفٍ بَائِسٍ ,
لا السَّقْفُ يَقْبَلُهُ وَلا الأَرْضُ
الفَقِيرَةُم قَدْ تُطِيقُ قَوَائِمَهْ
قَدْ ظَنَّ أَنَّ النُّورَ
والظـُّلُماتِ يَلْتَقيانْ ,
لا وَالذي بِالنُّورِ
بَدَّدَ عَتْمَةَ الأَكْوانْ ,
وَمَحَى السَّوَادَ
مِنَ العُصُورِ القَاتِمَهْ .
فَالعَدْلُ أَنْ تَتَوَزَّعَ الأَفْرَاحُ وَالأَحْزَانْ ..
أَنْ يُصْبِحَ الإنْسَانُ كَالإنْسَانْ ,
أَنْ تُرْسِلَ الشَّمْسُ
المَحَبَّةَ لِلجَّميعِ أَشِعَّةً ..
النِّصْفُ مِنْ حَقِّ الأمِيرَةِ مِثْلَما ,
ألنِّصْفُ يَمْكُثُ فِي
نَصيبِ الخَادِمَهْ
أَنْ تَنْتَهي
كُلُّ الطَّوابِيرِ الحَزينَةُ
مِنْ دُروبِ الخُبْزِ
فِي هَـذا الزَّمَانْ ,
أَنْ تَخْتَفِي الألْقَابُ والأَلْوانْ ..
أَنْ يَشْبَعَ الفُقَراءُ كَالسُّلْطانْ ,
أَنْ تَنْعَمَ الأجْفَانُ فيِ نَوْمٍ عَمِيقٍ
دُونَ كَابُوسٍ يُؤَرِّقُ لَيْلَها
مِسْكيِنَةٌ تِلْكَ العُيُونُ الحَالِمَهْ .
هَيْهَاتَ تُدْرِكُ أيُّهَا الدِّهْقانْ ..
هَيْهَاتَ تُدْرِكُ كَيْفَ وَخْزُ البَّرْدِ
فِي جَسَدِ الطُّفُولَةِ يَقْطَعُ الشِّرْيَانْ ,
هَيْهَاتَ تُدْرِكُ أَنَّهُ
بِالحُبِّ تَخْبو النَّارُ
لا بِهَـــــرَاوَةِ السَّجّــانْ ,
وَبِأَنَّ سَيْفَ العَدْلِ أحْفَظُ
للعُرُوشِ الحَاكِمَهْ
..
بقلم : مهندس رفعت زيتون
القدس
2 \2 \ 2011
...