كتبتها قبل رحيل الأرعن بوش بأيام لأنشرها في يوم رحيله فحال حائل في حينه حتى رأيت اليوم أن أنشرها. أرجو أن تروق لكم.
لَكَ مَا اجْتَرَمْتَ وَلِلكِرَامِ صَوَاهِلُ
أَرْوَاحُهُنَّ مِنَ الإِبَاءِ نَوَاهِلُ
لَكَ مِنْ حَصَادِ غَرَاسِ طَيشِكَ حَنْظَلٌ
وَلَنَا بِمَا غَرَسَ الصُّمُودُ سَنَابِلُ
وَلَكَ الحِرَابُ إِلَى الخَرَابِ سَوَابِقٌ
وَلَنَا الكِتَابُ هُوَ الحِجَابُ الكَافِلُ
وَلَكَ السَّرَابُ يُقِيمُ دَوْلَتَكَ الدُّجَى
وَلَنَا مِنَ الحَقِّ المُبِينِ مَشَاعِلُ
وَلَكَ الكُؤُوسُ تَعُبُّ مِنْ سَكَرَاتِهَا
وَلَنَا الرُّؤُوسُ تَعِي الهُدَى وَتُحَاوِلُ
قَدْ سِرْتَ يَا مَأْفُونُ دَرْبَ تَغَوُّلٍ
مَا سَارَ فِيهِ قَطُّ قَبْلَكَ غَائِلُ
وَسَفَهْتَ حَتَّى خُضْتَ كُلَّ خَطِيئَةٍ
وَظَنَنْتَ فِي الحَالَينِ أَنَّكَ عَاقِلُ
وَكَذَبْتَ حَتَّى قِيلَ إِنَّكَ كَاذِبٌ
وَجَهلْتَ حَتَّى قِيلَ إِنَّكَ جَاهِلُ
عَيْنَاكَ خَائِنَةٌ وَكَفُّكَ أَعْسَرٌ
وَدِمَاكَ بَارِدَةٌ وَعَقْلُكَ ذَاهِلُ
قَدْ غَرَّكَ الصَّلَفُ الذِي تَسْعَى بِهِ
حَتَّى حَدَاكَ بِهِ السِّلاحُ الفَاشِلُ
تَرْمِي بِسَوْأَتِكَ الكِرَامَ وَلِلخَنَا
بِكَ فِيكَ عَنْكَ عَلَيكَ مِنْكَ دَلائِلُ
المَجْدُ لا يُبْنَى بِطَيشِ تَكَبُّرٍ
وَالفَخْرُ لا يُجْنَى وَأَنْتَ تُبَاهِلُ
وَلَقَدْ يَزِلُّ الغِرِّ وَهْوُ مُفَاخِرٌ
وَيَظُنُّهُ المَعْذُولَ وَهْوَ العَاذِلُ
وَأَشَدُّ بَلْوَى الخَائِضِينَ مَضَاضَةً
إِنْ كَانَ أَفْخَرَ مَا يُرَامُ رَذَائِلُ
أَبِزَعْمِ إِرْهَابٍ تُدَمِّرُ أُمَّةً
وَتَجُوسُ بِالإِرْهَابِ مِنْكَ جَحَافِلُ
تَمْشِي عَلَى سُبُلِ الفَسَادِ مُكَابِرًا
وَعَنِ الضَّلالَةِ وَالفُجُورِ تُجَادِلُ
فَصَدَفْتَ لا رَأْيٌ يَرُدُّكَ عَنْ هَوَى
كَلا وَلا خُلُقٌ وَحُكْمٌ عَادِلُ
أَوْغَرْتَ صَدْرَ العَالَمِينَ تَجَبُّرًا
حَتَّى جَفَاكَ لِذَاكَ حَتَّى الخَاتِلُ
وَأَصَبْتَ أَمْرِيكَا بِكُلِّ جَرِيرَةٍ
فَالجَوْرُ أَغْلالٌ لَهَا وَغَلائِلُ
وَإِذَا اقْتِصَادُكَ مِنْ خَبَالِكَ كَالمُدَى
تَفْرِيكَ مِنْ عَجْزٍ وَمَوتُكَ مَاثِلُ
وَبَلابِلَ العَرَبِ اسْتَطَبْتَ كَأَنَّمَا
صَدَحَتْ عَلَى غُصَصِ الغُصُونِ بَلابِلُ
إِذْ قُمْتَ تُفْتِي بِالخَبَالِ أُولِي الحِجَا
أَنَّ السِّلاحَ لَهُ الجَوَابُ الفَاصِلُ
مَا هَذِهِ الفَتْوَى تُحِلُّ مُحَرَّمًا
وَيُجَرِّمُ المَقْتُولَ فِيهَا القَاتِلُ
حَتَّى اشْتَكَتْكَ وَقَدْ تَأَبَّطَكَ الرَّدَى
كَابُولُ فِي أَقْصَى البِلادِ وَبَابِلُ
وَسَفَحْتَ لِلقُدْسِ الأَسِيرَةِ دَمْعَةً
وَحِصَارُ غَزَّةَ مِنْ شُرُورِكَ بَازِلُ
أَوْرَدْتَ قَومَكَ يَا سَفِيهُ فَمَ الرَّدَى
فَصُقُورُنَا الأَشْلاءَ مِنْكَ أَوَاكِلُ
أَسْكَنْتَ بَيتَكَ عَنْكَبُوتَ تَخَرُّصٍ
فُخُيُوطُهَا وَهْمٌ وَحِقْدُكَ غَازِلُ
وَلَكَمْ وَهمْتَ بِأَنَّ عَرْشَكَ دَائِمٌ
لَكِنَّ عَرْشَكَ يَا بْنَ جَهْلِكَ زَائِلُ
وَأَتَيتَ بَغْدَادَ الرَّسُولَ مُوَدِّعًا
فَأَتَاكَ مِنْ رَجْمِ النِّعَالِ رَسَائِلُ
وَإِذِ ابْتَسَمْتَ إِذِ انْحَنَيتَ فَأَخْطَأَتْ
قَدْ تُخْطِئُ الرَّمْيَاتُ وَهْيَ قَوَاتِلُ
فَاقَبَلْ وَدَاعَ النَّعْلِ وَامْضِ مُذَمَّمًا
قَدْ بَشَّتِ الدُّنْيَا بِأَنَّكَ رَاحِلُ
إِرْحَلْ عَنِ الأَنْفَاسِ يَا بْنَ خَبِيثَةٍ
مِنْ سَافِلٍ حَاضَتْ فَأُنْجِبَ سَافِلُ
إِرْحَلْ بِلا جَيشٍ فَتَنْتَ جُنُودَهُ
وَاتْبَعْ خُطَى جَحْشٍ جَفَتْهُ مَنَازِلُ
إِرْحَلْ عَنِ التَّارِيخِ إِنَّ طُرُوسَهُ
سَتَضِجُّ مِنْكَ وَلَنْ تُطِيقَ مَزَابِلُ
هُوَ دَيْدَنُ الأَيَّامِ مَهْمَا أَخْلَفَتْ
لِلحَقِّ عَهْدًا لا يَدُومُ البَاطِلُ
يَا أُمَّةٌ دَهَتِ الخُطُوبُ دِيَارَهَا
فَاسْتَسْلَمَتْ وَهْيَ الهِزَبْرُ البَاسِلُ
أَثَقَافَةُ النَّعْلِ التِي احْتَفَلَتْ بِكُمْ
فَلِمَ التَّخَاذُلُ وَالنِّعَالُ وَسَائِلُ
قَدْ عِيلَ صَبْرِي فِي الدُّهُورِ وَلَمْ أَجِدْ
أَحَدًا إِلَى جَمْعِ القُلُوبِ يُنَاضِلُ
فَتَفَرَّقَتْ فِينَا البِلادُ وَزُيِّنَتْ
فِينَا الجِيَادُ وَقَلَّ فِينَا العَامِلُ
نَمْضِي عَلَى دَعَةٍ وَقَدْ عَصَفَتْ بِنَا
مِنْ كُلِّ مَا خَلَعَ القُلُوبَ غَوَائِلُ
وَتَظَلُّ تَذْرُو لا يُحَرِّكُ أَمْرَنَا
مِنْ عَصْفِهَا إِلا البَيَانُ العَاجِلُ
فَنَمُنُّ بِالبَذْلِ اليَسِيرِ كَأَنَّمَا
تُغْنِي العِبَادَ عَنِ الفُرُوضِ نَوَافِلُ
يَا قَومِ مَا بِالعُذْرِ يَصْلُحُ أَمْرُنَا
إِنْ لَمْ يَدُرْ فِي الأَمْرِ فِكْرٌ جَائِلُ
يَا قَومِ إِنْ نَرْكَنْ لِعَيشِ مُؤَمِّلٍ
مِنْ غَيرِ جُهْدٍ خَابَ فِينَا الآمِلُ
أَوَكُلَّمَا نَعَتِ النُّعُوشَ حَرَائِرٌ
فَرَشَ الحَرِيرَ عَلَى العُرُوشِ عَوَاهِلُ
وَإِذَا الكُمَاةُ تَقَاعَسَتْ عَنْ هِمَّةٍ
سَاقَ الكِرَامَ إِلَى الحِمَامِ أَرَاذِلُ
لا أَدَّعِي الإِدْرَاكَ لَكِنْ ما لَنَا
لِلنَّصْرِ إِلا قَانِتٌ وَمُقَاتِلُ
وَفُيُوضِ عِلْمٍ وَانْتِبَاهَةُ خَاطِرٍ
وَنَزَاهَةٌ وَكَرَامَةٌ وَفَضَائِلُ
يَا مَنْ يَهِمُّ إِلى العُلا مُتَثَاقِلا
لا يُدْرِكَنَّ الوَاجِفُ المُتَثَاقِلُ
لَوْ خُضْتَ فِي لُجَجِ الخُطُوبِ بِقَارِبٍ
مُتَوَكِّلا لأَتَاكَ يَسْعَى السَّاحِلُ
وَلَئِنْ تَصَرَّمَتِ الحِبَالُ مَعِ الوَرَى
فَاعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ حَبْلَكَ وَاصِلُ
أَحْرَى بِمَنْ خَلَفَ الرِّجَالَ مَفَاخِرًا
أَنْ لا يُخَالِفَ بِالذِي هُوَ فَاعِلُ
إِنْ وَافَقَ العَزَمَاتِ فَهْوَ عَلَى هُدَى
وَإِنِ ارْتَقَى فَهْوَ الخَلاقُ الكَامِلُ
لا يَسْتَوِي فِي الرَّأْيِ عِنْدَ أُولِي النُّهَى
فَطِنٌ لِمَا بَينَ السُّطُورِ وَغَافِلُ
وَالمَرْءُ إِنْ لَمْ يَبْنِ مَعْقلَ نَفْسِهِ
فَقَدَ الأَمَانَ وَإِنْ حَوَتْهُ مَعَاقِلُ