أخي في الله وأستاذي الدكتور سمير العمري تأثرت بما لديه من حس جميل وشعر أصيل وقبل ذلك سمو في الخلق وعلو في الهمة وقد شكرت أستاذي د . جمال مرسي لأنه أرشدني إلى هذا المكان الذي رأيت فيه هؤلاء العمالقة في الفكر والأدب ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله فكانت تلك القصيدة وهي تعبر عن حب في الله وللمحب العذر إن هو لم يأت التعبير وافيا فالكمال لله وحده ـ عز وجل ـ وسبحان من يجمع بين القلوب رغم بعد المسافات !

سمير الحب عشت لنا سميرا
وللأشعار والشعرا الأميرا
تذيق الكل من عذب القوافي
روياً سلسلاً عذباً نميرا
كسوت الضاد من حلل المعاني
بدائع تمتع الفصحى دهورا
علا نحرَ القوافي منك درٌ
يزين الصدر منتظما منيراً
أصيل الشعر منكم في اغتباطٍ
ينادي ها هنا أحيا قريرا
فأنت عرينه الحامي إذا ما
تعدى غاصب يلقى زئيرا
جهادك في فنون الشعر وعيٌ
أتي للضاد معواناً ظهيرا
فكم بلبانها غذَّتك طفلاً
وكم أولتك من عطفٍ كبيرا
وكم أعطتك من درر المعاني
ومن غرر شدوت بها قديرا
رقائقها تداعبكم صباحاً
وما برحت تناجيكم سحورا
أيا برٌّ بأمٍ قد تسامت
وفاضت من مناهلها هديرا
حسانك بالمودة سامقاتٌ
بنانك لا يزال بها جديرا
يراعك من مداد الحق يُروى
فيروينا -على حبٍ- طهورا
فعش يا رائد الفيحاء ذخراً
ودُم لفحولها غيثاً غزيرا
وأسمعنا حلال السحر شدواً
وبث أريج ما تأتي عبيرا
فيا عمري كم آنست حِباً
وكنت له -على بعد- سميرا
فواحتنا جمالٌ في اتزانٍ
وقاعاتٌ تشع هديً ونورا
رجالٌ مشرفون فحول شعرٍ
وتثقيفٍ نراه مستنيرا
جمعت محاسن الشعراء حتى
أتاك الشعر بسَّاماً نضيرا
فأنت البحتري إذا تسامى
وأدخل في مواجدنا السرورا
أبو تمام في جمع المعاني
يُجَمِّلها وينسجها حريرا
أيا متنبي القرطاس تفضي
بحكمته ولا تزهو فخورا
ويا قيساً إذا ناجته ليلي
فألهب من محاسنها شعورا
وما قارفت فحش أبي نواسٍ
وما خالطت في هجوٍ جريرا
حديقة شعرنا جمعت صنوفأ
ومن فمكم خلاصتها زهورا
مبادئُ لا تُساوَم في علوٍ
ولو ساقوا لك الدنيا مهورا
مجامع فكركم صدقٌٌ وصفوٌ
مواقف ودكم تضفي حبورا
تطاوعك القوافي في انسجامٍ
فتطربنا وتثلجنا صدورا
إذا ما أنشأ الإبداع بيتاً
فقد أبدعت واحتنا قصورا
ففي الإشراف تمطرنا ثناءً
وفي نقدٍ تلاطفنا بصيرا
سألت الضاد أيُّ بنيك برٌ
وأحناهم وأولاهم نصيرا
فقالت كثرةٌ أحبابُ قلبي
وأقربهم أعانقه سميرا
عيون الشعر من يدكم حسانٌ
وقد صورت معناهن حورا
وناظرهن مجذوبٌ بوعيٍ
وبين جمالهن يُرى غيورا
إذا حدثنه يصغي بكلٍ
وإن يرشفنه يسعى سكيرا
إذا ما غربةٌ ضاقتك يوماً
فإني بينهم أصلى سعيرا
فكم من مُغرِبٍ يحيا طليقاً
وكم من قاطنٍ يحيا أسيرا
وإنك في القلوب تعيش فذاً
وما فارقت من حِبٍ ضميرا
فذا قلبي يحادثكم بحبٍ
وذي روحي تناجيكم حضورا
ونفسي من بديع الحب تزكو
وجسمي غابطٌ يبغي مسيرا
وفي الله المحبة سوف تبقى
وما كان المحب بها فقيرا
هي الأقوى هي الأغنى ليومٍ
به الأنساب لا تغني نقيرا
فنفع الحب في الله عظيمٌ
وصافي الحب حقاً لن يبورا
لنا في ظل رحمته لقاءٌ
بفضلٍ منه يثلجنا صدورا



وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم