|
سمير الحب عشت لنا سميرا |
وللأشعار والشعرا الأميرا |
تذيق الكل من عذب القوافي |
روياً سلسلاً عذباً نميرا |
كسوت الضاد من حلل المعاني |
بدائع تمتع الفصحى دهورا |
علا نحرَ القوافي منك درٌ |
يزين الصدر منتظما منيراً |
أصيل الشعر منكم في اغتباطٍ |
ينادي ها هنا أحيا قريرا |
فأنت عرينه الحامي إذا ما |
تعدى غاصب يلقى زئيرا |
جهادك في فنون الشعر وعيٌ |
أتي للضاد معواناً ظهيرا |
فكم بلبانها غذَّتك طفلاً |
وكم أولتك من عطفٍ كبيرا |
وكم أعطتك من درر المعاني |
ومن غرر شدوت بها قديرا |
رقائقها تداعبكم صباحاً |
وما برحت تناجيكم سحورا |
أيا برٌّ بأمٍ قد تسامت |
وفاضت من مناهلها هديرا |
حسانك بالمودة سامقاتٌ |
بنانك لا يزال بها جديرا |
يراعك من مداد الحق يُروى |
فيروينا -على حبٍ- طهورا |
فعش يا رائد الفيحاء ذخراً |
ودُم لفحولها غيثاً غزيرا |
وأسمعنا حلال السحر شدواً |
وبث أريج ما تأتي عبيرا |
فيا عمري كم آنست حِباً |
وكنت له -على بعد- سميرا |
فواحتنا جمالٌ في اتزانٍ |
وقاعاتٌ تشع هديً ونورا |
رجالٌ مشرفون فحول شعرٍ |
وتثقيفٍ نراه مستنيرا |
جمعت محاسن الشعراء حتى |
أتاك الشعر بسَّاماً نضيرا |
فأنت البحتري إذا تسامى |
وأدخل في مواجدنا السرورا |
أبو تمام في جمع المعاني |
يُجَمِّلها وينسجها حريرا |
أيا متنبي القرطاس تفضي |
بحكمته ولا تزهو فخورا |
ويا قيساً إذا ناجته ليلي |
فألهب من محاسنها شعورا |
وما قارفت فحش أبي نواسٍ |
وما خالطت في هجوٍ جريرا |
حديقة شعرنا جمعت صنوفأ |
ومن فمكم خلاصتها زهورا |
مبادئُ لا تُساوَم في علوٍ |
ولو ساقوا لك الدنيا مهورا |
مجامع فكركم صدقٌٌ وصفوٌ |
مواقف ودكم تضفي حبورا |
تطاوعك القوافي في انسجامٍ |
فتطربنا وتثلجنا صدورا |
إذا ما أنشأ الإبداع بيتاً |
فقد أبدعت واحتنا قصورا |
ففي الإشراف تمطرنا ثناءً |
وفي نقدٍ تلاطفنا بصيرا |
سألت الضاد أيُّ بنيك برٌ |
وأحناهم وأولاهم نصيرا |
فقالت كثرةٌ أحبابُ قلبي |
وأقربهم أعانقه سميرا |
عيون الشعر من يدكم حسانٌ |
وقد صورت معناهن حورا |
وناظرهن مجذوبٌ بوعيٍ |
وبين جمالهن يُرى غيورا |
إذا حدثنه يصغي بكلٍ |
وإن يرشفنه يسعى سكيرا |
إذا ما غربةٌ ضاقتك يوماً |
فإني بينهم أصلى سعيرا |
فكم من مُغرِبٍ يحيا طليقاً |
وكم من قاطنٍ يحيا أسيرا |
وإنك في القلوب تعيش فذاً |
وما فارقت من حِبٍ ضميرا |
فذا قلبي يحادثكم بحبٍ |
وذي روحي تناجيكم حضورا |
ونفسي من بديع الحب تزكو |
وجسمي غابطٌ يبغي مسيرا |
وفي الله المحبة سوف تبقى |
وما كان المحب بها فقيرا |
هي الأقوى هي الأغنى ليومٍ |
به الأنساب لا تغني نقيرا |
فنفع الحب في الله عظيمٌ |
وصافي الحب حقاً لن يبورا |
لنا في ظل رحمته لقاءٌ |
بفضلٍ منه يثلجنا صدورا |