|
أضغاثُ أحلامِـكِ المشبوهـة النَّسَـبِ |
تُكَبِّـلُ الأمْـسَ بالأوْهـامِ والـرِّيَـبِ |
وترسـمُ القـادمَ الوضَّـاحَ معـركـةً |
شعارُهـا الهتْـكُ للنِّيَّـاتِ فانسَحِبـيْ |
ودثِّـريْ عُمْـرَكِ البـاقِـيْ بأمنـيـةٍ |
أنْ تمَّحِي منْ خيالاتـيْ ومِـنْ كُتُبِـي |
ومِنْ تراتيْلِ أسْمـاريْ فقـدْ رَجَحَـتْ |
بِكِ الظُّنـونُ وأزْرى الدهـرُ فانْتَحِبِـيْ |
ولْيَهْنِكِ الويلُ بـات الويـلُ مرْحَمـةً |
تُسْقِيكِ من كفها صابـاً علـى نَصَـبِ |
حَفَـرْتُ عينيـكِ للأوْهـامِ مقـبـرةً |
صَقلتِ فيها مرايـا الزَّيْـفِ فانْتَسِبِـيْ |
هـذي مرايـاكِ عَـرَّتْ كـلَّ شامخـةٍ |
تَكَشَّفَـتْ وانْجلـى المَطْلِـي بالذَّهَـبِ |
حَسِبـتُ عينيـكِ للأحـلامِ مثـمـرةً |
فأصبـحَ التيـنُ زقُومـاً بعيـنِ أَبِـيْ |
فلْيَهْنِكِ الأكلُ مِـنْ أوصـابِ مَرْحَلـةٍ |
شربتُ فيها زُعافـاً والمـدى سُحُبِـيْ |
كمْ نِلْتُ مِنْ برْقِهـا اللَّهَّـابِ صاعقـةً |
كمْ نِلْتُ مِنْ رَعْدِها الصخَّابِ رَوْعَ صَبِيْ |
وِلَمْ أَنَلْ مِنْكِ إلا الوعْـدَ مـا بَرِحَـتْ |
رُؤاكِ تَشْتَـطُّ حتـى عِشْـتُ للنُّـوَبِ |
أُعانق الوَهْـمَ والأغْـوالُ تَصْرَعُنِـيْ |
وأنْتِ تَمْشينَ فـي زَهْـوٍ ولـمْ أَتُـبِ |
كـمْ قُلـتُ لبيـكِ والآمـالُ تُمْطِرُنِـي |
شوقاً إليكِ وفي عِطْفَـيَّ حُـبُّ غَبِـيْ |
لا يَرْعَـوِيْ عـنْ مُناجـاةٍ وتَمْتمَـةَ ٍ |
تُنْبِيْكِ عنْ حُبِّـهِ الفيَّـاضِ والرَّحَبِـيْ |
تُنْبِيْكِ عنْ جِسْمِهِ الرَّعَّـاشِ إذْ لَمَحَـتْ |
عَيْنَاك عَيْنَيْهِ يرْعَـى رَعْشَـةَ الهُـدُبِ |
تُنْبِيْكِ عن شوقِهِ الوقَّـادِ عـنْ رَجُـلٍ |
أفْنى الحياةَ بصـومٍ غيـرِ مُحَتَسـبِ |
أَتَذْكُـرِيْـنَ تراتيْـلـي وأغْنـيـتـيْ |
عنْ الهُيامِ وعـنْ إغرائِـكِ الذَّهَبِـي؟ |
أَتَذْكُرِيْنَ كـمِ اسْتغرقـتُ مـن زَمَـنٍ |
أرجو رضاكِ وكمْ أفنيْتُ مـن سبـبِ؟ |
أترَعْتُ كفيكِ من ماءِ الهوى وشَكَـتْ |
كفَّايَ منْ جدْبِهـا الموعودِ..فانْسَكِبِـيْ |
أَتَذْكُرِيْنَ ؟ يظلُّ العيـشُ- مسْغَبـةً - |
خيراً منَ العيْشِ فـي جنَّاتِـكِ الغُلُـبِ |
آنَ الآوانُ تَجَلَّـى الزيـفُ وانصرفـتْ |
عنكِ الشياطينُ باتَ السحرُ فـي تَبَـبِ |
ها أنـتِ مملوكـةٌ للوهـمِ يُمْطِرُهـا |
مستقبـلُ العمـرِ بالآهـاتِ واللَّهـبِ |
فغادريْنِـيْ إلـى الأمْـواتِ لا حُمِـدَتْ |
تلكَ المسـاءاتُ أو أبْقَـتْ علـى أَرَبِ |
وسلِّمِـي عندمـا تأتيـنَ مقبـرةَ الـ |
غيِّ الوبـيءِ علـى أربابِـكِ النُّجُـبِ |
ومَنْ أضاعُوْكِ فـي أدْغـالِ غايَتِهِـم |
وأنْبتـوكِ بـأرْضِ الزيْـفِ والكَـذِبِ |
قوليْ لهمْ كانَ يهوانـيْ فعثـت بـه! |
واليومَ أهـواهُ والنِّسيـانُ إرْثُ أَبِـيْ! |
صنَعْتُ منـهُ عُـرَى قلْبِـيْ فَقَطَّعَهـا |
كما فعلـت وليـس النصـر كالغلـب |
باتتْ سَجايايَ رَهْنَ الموتِ مُذْ نَسَجَـتْ |
فيَّ الأكاذيبُ نَسْـجَ الوهْـنِ والعَطَـبِ |
أنا المـواتُ وغيـريْ الحَـيُّ تَمْنَحُـهُ |
رُؤاهُ بَلْسَمَهـا الوضَّـاءَ كالشُّـهُـبِ |
يا مَوْطِنَ الوهْمِ عَرَّى الصُّبْحُ موطِننـا |
واغْتالنا اللَّيْلُ بالأضْـواءِ والصَّخَـبِ |
وغَرَّنـا أنَّنـا نَبْنِـي الكـلامَ بــلا |
وعْيٍ وفيْنـا عَمَـى صَنَاجـةِ العَـرَبِ |