مجانين في زمن عاقل جداً !

أكثرهم حماسة ونشوة،وأشدهم بطشا،بعد انتهاء الحرب يزور العدوان الثلاثي ليتفاجأ بملصق خطابي طويل جداً يحمل اسم قائده الأعلى رتبة جاء فيه : " ما الذي أخركم.؟

الله يرحمك يا ستي كانت تقول: "إتعب اقدامك ولا تتعب لسانك."
طيب يامن أورثتني الحمق ماذا يفعل من لا لسان له سوى قلم.؟

وإلا هي ما كانت على زمانك...

تعاطى الوطن كجرعة مخدّر،ففقد يقينه،ثم تعاطاه كــامرأة حسناء حد الزّلة،ففقد كامل الحياء،ثم جلس وأعتدل،فكر ثم قرر،.أن من استطاع منكم الباءة فليتزوج،ففعل وتعاطى الوطن كرصاصة موت باردة.

عندما مات قالوا:كان كافر.

له أبعاده،ومن لم يدرك الأمر فليضع عيناه على طاولة ويغادر إلى فراش الطمئنية،فلا نامت أعينكم ولا أنتم تهنئون،إنه شهيد المحبرة وقلم، طاب حيا ويطيب إن شاء الله له ميتا.

نمْ قرير العين ،نام ملء جفن الليل غسان،إنكم في الحياة الدنيا المفسدون،وإنه مئذنة.

كما عود قرفة مغطّس بفنجان شاي صباحي،كما نرجس الشتاء ناصع البياض بلّله المطر قبل فتق ضوء القمر،كما تهليلة جدتي في مسائية صيفية،كما عودة غائب فُقد الأمل بشأن عودته.

ارسم ثلاث خطوط مائلة تربط بين ثلاث أركان من الروح المحلقة وبين نقطة التوثيق،وبين الحين وآخر حرر الخيوط قليلا،ثم شدّ وثاقي،فإذا ما فَجأتْ الجاذبية روحي فتق النرجس في أعماق توثيقي.

اعترافات إرهابي....

ومن قبر إلى قبر
سنحمل حزننا ونشاء
ومن طفل إلى طفل
سنحفر آية الإسراء
نحبئ في قلوب الرّمل قبلتنا
نُلَملِمُ بعضنا...دمنا
فإن متنا وإن عشنا
يهبُّ الرّمل ذاكرة من شهداء
أنا وأنتِ والفرس
بحاجة لمن يُعلق الجرس.



جهاد أبو حشيش

في جعبة مكتبتي أربعة كتب جديدة لعبدالرحمن منيف
1- الديمقراطية أولا ..الديقراطية دائما
2- إعادة رسم الخرائط
3- بين الثقافة والسياسة
4- ذاكرة للمستقبل

أيهم ابدأ ...أنا ابدأ من الأخير ثم أعود بي إلى الماضي،أرى حاضري يستبين مستقبلي.أليس كذلك.؟

أنا وأنتِ والفرس
بحاجة لمن يُعلق الجرس.



جهاد أبو حشيش

حتى حين تختارين فأنت تبدعين

شكرا لك أختي

بوركت

لكل مدينة مئذنة ومئذنة عكا غسان.

قال غسان :( إن كل قيمة كلماتي كانت في أنها تعويض صفيق و تافه لغياب السلاح..و إنها تنحدر الآن أمام شروق الرجال الحقيقيين الذين يموتون كل يوم في سبيل شيء أحترمه.)

خسرنا، نعم خسرنا يا غسان لأننا الأضعف في كل شي ،فنياً وبدنياً، فكريا و تكتيكياً،نعم خسرنا لأن الولاء في الوطنية أصبح للمال وللرمز(وليس في ذلك مشكلة).
نعم خسرنا لأنّا لم نجد ما نحفز به عقولنا إلا المكافأة ،لم تعد هناك محفزات ولا أوتار للعزف، لا الوطن ،لا السمعة ، لا التاريخ ولا الأمة ، فقط "مكافأة مضاعفة " هذا هو المهم.
نعم خسرنا لأن معسكرات رموزنا أصبحت لإعداد الأندية وتجهيز المتهمين. نعم خسرنا لأن الوطن أصبح متاحا للجميع، فقط جولتين وهدفين تجعلانك ضمن القائمة السوداء، لم يعد الحراك الوطني هو "المكافأة" لموسم طويل وجهد نضال متواصل بشرف، بل إنه لم يعد الطموح لأنه باختصار"متاح للجميع."

نعم خسرنا لأن الأخضر لم يعد أخضر بل نراهم على شاشاتنا بقمصان أحزابهم ، ونثني على أحزاننا من خلالهم.
نعم خسرنا لأننا لم نعط "الخبز لخبازه" و لم نُحضر لمعركتنا، نعم خسرنا لأننا لا نجيد التخطيط والتنسيق ، فمعركة مصيرية أمام خصم متمرس ونلاقي قبلها وادي الغيلان أمر لا يحتمل ،شخصياً أشكرهم لأنني لم أكن أعرف ألوان وشعارات الأحزاب الفلسطينية. نعم خسرنا لأن حارس مرمانا لا يعلم من أين تؤكل الكتف، ومناضلينا انشغلوا بشعار الحزب لدرجة تحول معها الوطن إلى ما يشبه ثلاجة "مشروبات غازية" لكثرة الألوان والمخلوقات الغريبة المعلّبة المحفوظة فيه.
نعم خسرنا لأننا نملك حزبا ضعيفاً وخططاً عقيمة وقاعدة متهالكة، و إعلاما مُكبلا ينتقد من يشاء في كل مجالات الحياة إلا حزب الغيلان الرابض في وكر المسرح،نعم خسرنا لأننا لم نتخلص من سياسة "الإبر المهدئة " عند أي انتكاسة
هنالك ذرفَ من الوجد دموعًا لا يذرفها إلا من قل نصيبه من الأصدقاء ، وأقفر ربعه من الأوفياء ، وأًصبح غرضاً من أغراض الأيام.،كذلك صار الوطن يا غسان.

الصعاليك هم رجال مهمّشون كانوا أرذال الأمة،ولكن وبما أن شغل الأنظمة الشاغل والدول المخرّبة تهميش الفرد تصعلك شرفاء الأمة.

إن خير الزاد التقوى،ذاك زاد العودة إلى الباري،وزاد العودة إلى الديار ذكرى
لأن الذكرى مثل الأثر نقتفيها لنعود من حيث بدأنا،تزوّد إذا فإن خير زاد العودة ذكرى