صاح بي موقفي
في الوجود هنا داخلي :
صاحبي قم
فأطلق إليهم يدا
إنهم فتية آمنوا بانتفاض
وزدناهموا من لدنّا هدى
كرهوا ما تبقى من الليل
آن له الآن
أن يتلاشى قليلا قليلا
فإن يد الشمس
قد وثَّقت والنهارَ
على خيط فجر
الصباح لها موعدا
بُح بمكنون صدر
حياة تمنت مفاتنها منجدا
إنني قلم ومداد
يخلِّد جُلَّ الحوادث سني
ونبض الكتابة أبقى
وأطول عبر القرون مدى
ربَّما دحرجت كلماتُ
الركود غدا
أتَرى ذي ملامحها؟!
أين أملس بشرتها؟
ملمس الرفعة ؟
الكبرياء الذي رسم
المجد في صفحة
الشرق والسؤددا؟
راود الصوت صمتي
فهزَّ كياني
فعمَّ المكانَ الندا
أفلا راود القلبَ
بعض ُ ارتداد الصدى؟!
قم فأطلق إليهم يدا
ما الضجيج
بهادٍ إلى الحل ِّ
إنْ هو إلا كلمع لآل
خلال سماءالخيال
يُرى فرقدا
إنها فرصة فاغتنمها
فكلٌ بريشته يضع
اللمسة البسمة الروح فيها
ليختال في مرح عودها
ويغنِّي الزمان على
وترالعود أمجادها منشدا
إنها في سكينتها تتهادى
فلا تستحثَّ خطاها
أصابعك العابثات
فتدفعَها لاختيالٍ بمشيتها
فيموجَ الغرور بداخلها
فيزلَّّ ثبات المسير
ويأخذَها الزهو فوق جناحيه
في ظلمة مكثت سرمدا
إنها - لامحالة-
ماضِية همتي نحوها
وليكن مايكون
فكفُّ عذابي
عليَّ طويلا
طغى واعتدى
أيُّهذا انتبه
فاحصَ العين كن
ثاقبا في الرؤى
تتجلَّ الحقائق بين حنانيك
تستكشفِ الغيب في حُجْبه
والمقاليد تحت يديك
تخرِّ لأذقانها سُجَّدا
لاتُطح بالسفينة
- إن شئت- في البحر
والريح تعبث بين الشِراع
فتذهبَ تحت المياه سُدى
ماتلفَّتَ لي وتولَّى
وودَّعته بدموع أسى
بعد إذ أبصرَتْ حكمتي
ماتؤول له حالها
ودعائي يمزِّق
في جنبات الردى
ثمَّ مدَّ الصياحُ إليَّ يدا
قلت : ذرني –إذن-
إنني هاهنا عاقلٌ
قد تخِذْت الرَويَّةَ لي مرقدا