جَدِّدوا حِطّيْنَ

جَدِّدوا حِطّيْنَ بَيْنَ العَرَبِ
يا أُباةَ الضّيْمِ، يا جُنْدَ النَّبي
جَدِّدوْها شُعْلَةً وَقّادَةً
تَدْحَرُ الشَرَّ بِقَعْرِ الغَيْهَبِ
جَدِّدُوا ذِكْرَ "صلاحٍ" بَيْنَنا
فَلَياليْهِ بِنا لَمْ تَشِبِ
وَ"العِراقُ" اليوْمَ أمْسى صارِمًا
يَقْطَعُ البَغْيَ بِجَيْشٍ لَجِبِ
هي ذي الأحْزابُ جاءَتْ أرْضَهُ
فاسْتوى شَرْقٌ لَهُ بالمَغْرِبِ
وَغَدَتْ راياتُهُ خَفّاقَةً
تَمْلأُ الأرْضَ بِأحْلى مَوْكِبِ
قَدْ أعادَ الجَيْشُ في صَوْلاتِهِ
يوْمَ بَدْرٍ في ضَواحي يَثْرِبِ
يا جُيوْشَ الشَّرِّ، إنَّا أُمَّةٌ
تَعْشَقُ الضَّرْبَ بِوَجْهِ الأجْنَبي
هيَ ذي البَصْرَةُ كَمْ مِنْ غادِرٍ
مَزَّقَتْهُ فَوْقَ شَطِّ العَرَبِ
والرِّمالُ السُّمْرُ في صَحْرائِها
ألْفُ نَصْرٍ فَوْقَها لَمْ يُكْتَبِ
وَطَنٌ نَهْواهُ مِنْ أعْماقِنا
هذِهِ أنْوارُهُ لَمْ تَغْرُبِ
قَدْ رَضَعْنا حُبَّهُ لَمْ تُلْهِنا
نَزْوَةٌ في مَأْكَلٍ، أوْ مَشْرَبِ
فَعلامَ البَغْيُ في أوْطانِنا
يَمْلأُ الأرْضَ بِبَرْقٍ خُلَّبِ؟!
قَدْ خَبَرْنا جَيْشَهُ في أرْضِنا
وَتَرَكْناهُ بِخِزْيٍ مُرْعِبِ
إنْ يَكُنْ قَدْ جاءَنا مُسْتَأسِدًا
فَلَقَدْ سُقْناهُ مِثْلَ الأرْنَبِ