أحدث المشاركات
صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 36

الموضوع: ديوان الشاعر رفعت زيتون

  1. #21
    الصورة الرمزية رفعت زيتون شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2008
    الدولة : القدس
    المشاركات : 2,334
    المواضيع : 136
    الردود : 2334
    المعدل اليومي : 0.41

    افتراضي ديوان الشاعر رفعت زيتون



    ..
    لو تموتُ الذّكرياتْ

    .

    أحْتَاجُ نَهـْرًا
    يشتريني ليْسَ بالدّينارِ
    لكنْ بالمُنى والأمْنياتْ



    كيْ يَغسلَ
    الدَّرنَ الـّذي ألقتْهُ
    منْ فـــــوقي السّنونُ
    كما الدّواهي
    نازلاتْ




    أحتاجُ لي
    سبعينَ عُمرًا غيرَ عُمري
    كيْ أكَـفـكِــفَها دُمـــوعي
    فوقَ خدّي والجّراحِ
    النـّازفاتْ



    أحتاجُ جسمًا
    لا يموتُ وألفَ نجْمٍ
    كيْ يزولَ العتمُ
    منْ كَهفي الصّغيرِ , فأيـْنَ منّي
    كلُّ تلكَ المُعجزاتْ



    وأريدُ أنْ
    أنسى التّوجّعَ
    إذْ وقـفتُ مُراقبًا
    كيفَ ابتساماتُ الزّمانِ
    غدتْ هُنا حِكرًا على
    كلِّ الشّــــــــفاهِ
    الضّاحكاتْ



    وأنا الغريبُ
    على مفارقِ وحدتي
    أتوسـّـلُ الحظّ الشّحيحَ
    فيستخفُّ بحاجتي
    ويضنُّ حتّى
    بالفـُـتاتْ



    آآآآهٍ زماني
    أينَ حظـّي ؟؟؟
    أينَ كنتُ سـُويعةَ التّوزيعِ
    للألحانِ عندَ بـُـزوغِ
    فجرِ الأغنياتْ



    قلْ يا زماني
    منْ لوجهي
    إنْ تولّى الزّهرُ عنهُ
    وارتختْ فيهِ الجُّفونُ
    السّاحراتْ



    بلْ منْ لقلبي
    إنْ مضى نبضي بعيدًا
    وانتهى صوتُ البلابلِ
    فوقَ أغصاني الحزينةِ
    فــي اللـــــــيالي
    البارداتْ



    يا مستحيلي
    كلُّ ما أرجوهُ أرضًا
    دونَ همٍّ , أوْ سحابًا دونَ رعدٍ,
    ياسمــينًا دونَ شــــوكٍ ,
    أيَّ شيءٍ قبلَ أنْ
    يأتي المماتْ



    واللهِ أنّي
    لستُ أطلبُ غيرَ حقٍّ
    في صباحٍ لا تغيبُ الشّمسُ عنهُ
    لا أحبُّ انا الليالي المُظلماتِ
    الظــَّـــالماتْ



    واللهِ أنّي
    كلُّ ما أرجوهُ أنْ
    أصحو على يومٍ جديدٍ
    دونَ ذكرى بعد نكبةِ ذكرياتي ,
    لوْ تموتُ الذّكرياتْ


    .


    بقلم : مهندس رفعت زيتون
    القدس في 15 \ 10 \2010


    .


  2. #22
    الصورة الرمزية رفعت زيتون شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2008
    الدولة : القدس
    المشاركات : 2,334
    المواضيع : 136
    الردود : 2334
    المعدل اليومي : 0.41

    افتراضي ديوان الشاعر رفعت زيتون

    .

    سلوانُ عينُ القدس


    بضعُ الدّقائقِ
    تفصلُ الأفراحَ عنْ عينيكِ
    فاحتملي ...


    قدْ آنَ أنْ تلهوُ
    الفراشاتُ الرّقيقةُ
    فـــي ربـــيعِكِ
    دونما وَجَلِ ..

    فتجهّزي للعيدِ
    منْ فوقِ الرّكامِ
    وأخرجي منْ جرحِ صدركِ
    كلَّ أبخرةِ العذابِ
    ولعنةَ الأزلِ ..

    مـُدّي جناحكِ
    فوقَ أسوارِ المشقّةِ
    والتّمزّقِ والأسى ,
    ألقي ثيابَ العجزِ عنْ
    نخرِ السنينِ اليومَ
    واغتســـلي ..

    ولتلبسي
    ثوبًا جديدًا للسّعادةِ
    في مساءِ الحبِّ
    واكـتــحلي ..

    سلوانُ
    يا بنتَ الطّهارةِ في
    زمانِ العـُهرِ
    قدْ تعبَ العفافُ
    منَ ارتــكابِ الفـُحـــشِ
    والأوزارِ والدّجلِ ..

    وأنتِ منذُ البدءِ قدْ
    حـَمَلتــْكِ في نــُـطــَفِ النّشوءِ كرامةٌ
    وولدتِ منْ رحمِ الرّسالاتِ العظيمةِ
    في مدينةِ أولياءِ الله
    والرّسلِ ..

    ورضعتِ منْ
    ثديِ اغترابِ النَفسِ
    والأسفارِ والمنفى
    وعرفتِ أرصفةَ الضّياعِ وبردَها
    عندَ ارتطامِ الحقِّ بالجـّدرانِ
    وخطبِها الجللِ ..

    سلوانُ عينُ القدسِ
    إنْ همْ أغلقوا فيكِ الجّفونَ
    فكيفَ تعرفنا الطّريــــقُ
    ومنْ يقودُ بها الخطى
    في حالكِ السّبلِ ..

    سلوانُ
    أيـّـتها الحزينةُ
    تحتَ سقفِ الفرحِ
    أرسلكِ الزمانُ
    إلى وراءِ الفهمِ والإدراكِ
    قدْ آنَ الإيابُ
    وآنَ أنْ تمشي إليكِ سريعةً
    سحــبُ السّــــــماءِ
    بغيثها الهَطـِلِ ..

    اليومُ يومُكِ
    كيْ تدورَ الشّمسُ حولكِ
    قدْ غدوتِ أميرةً
    فخذي سناكِ مِنَ الثّريـّا والضّيا
    واللؤلؤَ المنــثورَ
    منْ زُحَـلِ ..

    إنّي أراكِ
    كما الحوارياتِ في ظلِّ النّخيلِ
    أرى جـــنانَ الخـُــلدِ فــــي
    صفحاتِ خدّكِ زهــــرةً
    والعاشـــقونَ لشــــمّها
    عبروا بحارَ الحبِّ
    فـي عـَـجـَلِ ..

    والسّابقونَ السّابقونَ
    منَ الذينَ تقدّموا في العشقِ
    أيـّـتها الجـمـّيلةُ في النّعيمِ
    يضمّهمْ كالأمِّ
    كوثــرُكِ الطّهورِ
    وأنهرُ العسلِ ..

    هوَ ذا شُعاعُ النّورِ
    يقبعُ خلفَ أبوابِ المدينةِ
    حاملًا حلمَ الصّباحِ
    وباقةَ الأملِ ..

    بضعُ الدّقائقِ
    في حقيباتِ الزّمانِ خفيفةٌ
    وكلمحةٍ في سالفِ الأيامِ بلْ
    وكـــحصوةٍ في
    قمّةِ الجـّبلِ ..

    بضعُ الدّقائقِ
    بعدها ستُـفَتــّـحُ الأبوابُ
    تدخلها خيوطُ الشّمسِ
    تحملها دموعُ الذّكرياتِ
    وجمرُها المخبوءُ منذُ
    خـُـروجها مـــنْ
    دفترِ الأزلِ ..

    ولسوفَ تأتيكِ
    البلابلُ منْ منافي العمرِ
    تصـــدحُ بالنــّـشيدِ
    بصوتِ مُبتهلِ ..

    ويعودُ في الفجرِ الحبيبُ
    مُقــَـبـّـلًا منْ تحتِ قدميكِ التّرابَ
    ووجنتيكِ فزغردي وتهيّئي
    سلوانُ للأعيادِ والأفراحِ
    قومي استقبلي خدَّ الحبيب
    وسائرَ العُشاقِ
    بالقـُـبلِ ...
    ...

    بقلم:
    مهندس رفعت زيتون
    22-10-2010
    القدس
    .

  3. #23
    الصورة الرمزية رفعت زيتون شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2008
    الدولة : القدس
    المشاركات : 2,334
    المواضيع : 136
    الردود : 2334
    المعدل اليومي : 0.41

    افتراضي ديوان الشاعر رفعت زيتون

    لا عيدَ لطفلٍ في الصّحراء




    لا عيدَ لطفلٍ
    يسكنُ قلبَ الخوفِ
    ويسكنـُـهُ الخوفُ
    نفتــْـهُ الجنـّـةُ

    للصّحراءْ.


    وحيداً كانَ
    بدونِ نبيّ يدعو

    أفئدةَ النـّـاسِ
    لتمنعَ عنهُ اللـّفحَ الخارجَ ملتهباً
    منْ ثغرِ الرّيحِ ....
    عجيبٌ هذا الموقفُ
    أنّ غريباً ينتظرُ الرّحمةَ

    منْ غرباءْ.


    ويطولُ الوقتُ
    ولا غرباءَ وقافلةً

    تخرجهُ منْ جبِّ الخوفِ ...
    ولا قبساً يؤنسُ وحشةَ منْ فقدَ النـّورَ وعينيهِ ...
    لا موجاً يأتي يحملهُ

    منْ بطنِ العتم ِ
    ليقذفهُ للشاطئ عندَ بزوغِ الفجرِ...
    وينتبهُ الطـّـفلُ
    يرى في الأفقِ الغصنَ الأخضرَ مصلوباً
    والورقُ تناثرَ في الأجواءْ...


    يمتدُّ العتمُ

    لينخرَ فيهِ العظمَ يفتـّـتهُ
    ويمدُّ الليلُ جناحيه

    فيطولُ كثيراً منْ جنبيهِ
    بدونِ الأملِ بأنْ تـُقرضهُ الشمسُ صباحاً فيهِ الدّفءُ
    وتأكلُ أضراسُ البردِ سطوحَ الجلدِ تمزّقهُ
    فيفيضُ الدّمعُ

    يبلـّـلُ وجهَ الحلمِ
    فيوقنُ هذا الطـِّـفلُ

    بأنَّ الحلمَ يسيرُ
    إلى هاويةِ الموتِ

    بوادٍ لمْ يعرفهُ الماءْ.


    تشتدُّ الريحُ

    تثيرُ جبالَ الرّملِ الغاشمِ
    يصبحُ شيئاً مثلَ الماردِ

    يعلو الأرضَ يدوّي
    يحملُ حمماً يرسلُ جمراً
    ينتبهُ الطفلُ إلى الجّـهةِ الأخرى
    يسمعُ صوتَ الغصنِ الأخضرِ يصرخُ
    " يا ولدي .......
    لا عيدَ لطفلٍ منسيٍّ منفيًّ

    خلفَ حدودِ الشّـمسِ
    بدونِ أبيهِ
    ويا ولدي ........
    لا عيدَ لطفلٍ عاري الظهرِ
    على كتفيه ينامُ الهمُّ بكلِّ مساءٍ
    والحزنُ اتـّخذ منَ الأجفانِ مكاناً لإقامتهِ
    يا ولدي ........
    لا عيدَ لطفلٍ تاهَ غريباً

    في الصّحراءْ !!! "
    ------

    بقلم: رفعت زيتون
    عيد الأضحى 2009
    ..

  4. #24
    الصورة الرمزية رفعت زيتون شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2008
    الدولة : القدس
    المشاركات : 2,334
    المواضيع : 136
    الردود : 2334
    المعدل اليومي : 0.41

    افتراضي ديوان الشاعر رفعت زيتون

    .



    همسة بمناسبة عودتها بالسلامة



    وبمناسبةِ العيد إلى سيدة المكان

    الأخت الغالية التي لم تنسني في العيد

    ربيحة رفاعي

    ..

    يا ألف نجم

    قدْ أضاءَ بليلتي

    لمّا عبرتِ ربيحة

    غطــّوا سمائي

    بالسّرورْ

    بلْ ألفَ زهرةِ

    نرجسٍ أهدتْ إليَّ عبيرها

    وتقدّمتْ في

    كلَّ أنواعِ العطور

    يا أختَ قلبي

    كيف تكتبكِ الحروفُ

    وأينَ ذيــّــاكَ المدادُ

    وأينـَها تلكَ

    السّطور
    يا نهرَ ودٍّ

    قدْ تسارعَ خيرُهُ

    موجـًا رقيقـًا مدّ بالحبّ

    البـُــحورْ

    أنتِ انتصارٌ

    للمودّة والأصالةِ

    في زمانِ الهدمِ فـــــــي

    وطنِ التّـــردّي والهزيمةِ

    أنتِ عنوانُ الوفاءِ وأنتِ

    للخيرِ الجــّــذورْ

    يا بنتَ تربِ القدسِ

    قدْ نلتِ القداسةَ بالوراثةِ

    مثلما نلتِ الضّياءَ منَ

    الكواكبِ وانسكبتِ

    منَ البدورْ

    لا تنحني

    لعواصفِ الأيامِ إنْ هبّتْ

    ولا همِّ السّنينِ ولا

    ولا لطعناتِ

    الدّهورْ

    مـُـرّي ربيحةُ فوقِ

    أوجاعِ اغترابِ النـّـّفسِ

    في دربِ الصّعابِ

    وحطّمي فيها

    الصّخورْ

    وخذي مكانكِ

    في القلوبِ أخيّتي ,

    للعرشِ تحملكِ الرُّموشُ

    مليكةً , سيري تحــُــفـُّــكِ

    كلُّ أضلاعِ الصدورْ

    وهناك نرفعُ

    بالدعاءِ أكفـــَّـنا راجينَ

    ربَّ النـّـاسِ دومًا أنْ يمُـنَّ


    بفضلهِ ويقــــيكِ منْ

    شرِّ الشّرورْ .



    ..



    بقلم : مهندس رفعت زيتون


    عيد الأضحى 2010


    القدس

  5. #25
    الصورة الرمزية رفعت زيتون شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2008
    الدولة : القدس
    المشاركات : 2,334
    المواضيع : 136
    الردود : 2334
    المعدل اليومي : 0.41

    افتراضي ديوان الشاعر رفعت زيتون

    يا طبيبي ( في عيادة طبيب الأسنان)
    بقلم: مهندس رفعت زيتون
    عند طبيب الأسنان
    25 \ 11 \2010
    كُنْ يا طبيبًا مثلَ أمــّيَ حانيًا
    منْ هولٍ خوفٍ قدْ عقدَتَ لسانيا
    وتقولُ لا تخشَ السّـكاكينَ التي
    ستريقُ سيلًا منْ دمائكَ قانيا
    لمَعَتْ أمامي فانتفضّـتُّ ولمْ تزلْ
    عينايَ ترجفُ مذْ رأيتكَ دانيا
    وفقدتُ رشدي عندَ أولِ هاجسٍ
    وأضعتُ عقلي إذْ ذكرتُ الثـّانيا
    ونسيتُ أنّي للبـــــناءِ مهندسٌ
    وحسبتُ نفسي في الصّراخِ مغنّيا
    وأمرتــــني بالعـــدّ حتّى عشرةٍ
    (وأظــنُّ أنّي ما بلغتُ ثمـــانيا)
    فاثّاقلتْ شفتايَ منْ خـــدرٍ ومنْ
    رهَبِ المكانِ ظننتُ نفسي فانيا
    أحسستُ أنَّ الرأسَ منّي في السّما
    ومواطئَ الأقدامِ دُسْـنَ عنانيا
    برقـَـتْ عيونـُــكَ عندها وكجمرةٍ
    حرقتْ هدوئي وانتهتْ بأمانيا
    وأخذتَ تُدخلُ كلَّ غيظكَ في فمي
    رحماكَ حسبي أنْ كرهتُ زمانيا
    كيفَ اقتربتُ منَ الشّباكِ فصدتّني
    بلْ أيُّ حظٍّ في البحارِ رمانيا
    قدْ كنتُ قبلكَ في حيـــــاتي قيصرًا
    والعيشُ دونَ أداةِ وخـزكَ هانيا
    حتّى أتيتكَ ويحَ ضرسي ما صنعتُ
    فـــقدْ أضعتُ بزلّتي سلطانيا
    هذي ظنــوني إذْ مكثتُ بغــــــرفةٍ
    للإنتـظــــارِ وكانَ ذا شيطانيا
    منْ وهمِ نفسٍ إنْ تمكّــــنَ منْ فتى
    أضحى كوحشٍ للمصـــــائبِ بانيا
    يا منْ غدوتَ أسيرَ وهــــمٍ قاتلٍ
    أخرجْ إلــــــيهِ ولا تكنْ متوانيا
    فإذا هـُزمتَ فتلكَ كــبوةُ فارسٍ
    وإنِ انتصــرتَ تكنُ لخيركَ جانيا
    لا لنْ يصيبكَ في الحياةِ سوى الذي
    كتـــــبَ الإلهُ وذا غدا إيمانيا

    ..
    ( كتبتها بعد ذهابي لطبيب الأسنان الدكتور عصام عبدالله فنشه
    وكيف كانت مخاوفي قبله
    وكيف استطاع أن يبددها بيديه الرائعتين فله أهدي كلماتي)
    ملاحظة: أعتذر عن عيب القافية في كلمة مغنيا ولكنها كانت
    الأنسب للفكرة )

    .

  6. #26
    الصورة الرمزية رفعت زيتون شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2008
    الدولة : القدس
    المشاركات : 2,334
    المواضيع : 136
    الردود : 2334
    المعدل اليومي : 0.41

    افتراضي ديوان الشاعر رفعت زيتون

    منْ بينِ قطراتِ المطر

    .
    منْ بينِ قطراتِ المطرْ
    عبرتْ صورْ

    حملتْ أنينًا
    منْ منافي الذّكرياتِ
    وصدرِ نيسانَ الحزينِ
    وقدْ تملّكهُ الضّجرْ

    وكمثلِ طوفانٍ شديدٍ
    هزَّ جدرانَ السّكونِ
    أتى ليبكي فوقَ أطلالِ الودادِ
    ويذكرَ الماضي البعيدَ
    وقدْ بدا متوسّلًا
    مستأنفًا حكمَ القدرْ

    منْ بينِ قطراتِ المطرْ
    تمتدُّ أيدٍ بالدّعاءِ وأعينٌ بالدّمعِ
    فاضتْ والرّجاءِ , تدقُّ أبوابَ النّدى
    والرأسُ عجّتْ بالحكايا
    والفِكــــــرْ

    يا أيّها الطـّـلُّ استمعْ
    لحكايةِ الأسرابِ في عرضِ السّماءِ
    تهجّرتْ عنْ عـُـشـِّها واقرأ عليها
    كلَّ آياتِ التّصبُرِ في كتابِ الله
    واذكرْ ما عـــــرفتَ
    منَ العبرْ

    يا أيّها الطـّـلُّ الذي
    قدْ ضلَّ عنْ دربِ الحنينْ
    نحنُ انتظارُ الجـّائعينَ
    لكسرةٍ منْ
    خبزِ تربٍ قدْ تفتَّتَ قلبهُ قبلَ النّدى
    نحنُ اصفرارُ الياسمينْ
    نحنُ الغصونُ الذابلاتُ وموتُها
    نحنُ الذين يحبّنا تعبُ الطـّريقِ وصخرهُ
    ونحبُّ وعثاءَ السّفرْ

    إنزلْ علينا
    في السّكينةِ والأمانِ تودّدا
    واغسلْ بكفــّـكِ ما مضى
    دعنا نعودُ إلى ابتساماتِ الغروبِ
    إلى المساءِ وأهلهِ
    تــُـقنا لليلٍ فيهِ
    يحملنا القمرْ

    ما أجملَ الغيثَ الرّقيقَ
    على الوجوهِ اليابساتِ
    يفتِّحُ الرّيحانَ فيها بعدَ طولِ تقشّفٍ
    تغدو كأحلى ضحكةٍ
    تبدو كتاجٍ قدْ
    ترصّعَ بالدَررْ

    كنّا وكانوا
    والحياةُ تبدّلتْ أيّامها
    كمْ كانتْ الدّنيا نقيٌّ قلبُها
    والنـّاسُ أشبهُ بالعصافيرِ الجّميلةِ
    ويلنا ماذا جرى
    كيفَ انتهى عصرُ البشرْ

    بلْ كيفَ أصبحنا
    صقورًا جارحينَ بلا هدى
    في الجـّوعِ نأكلُ بعضنا
    أينَ المحبّة بيننا
    أينَ البصيرةُ والنّظرْ

    أينَ المساحاتُ الفسيحةُ
    والقلوبُ وأيننا
    أينَ التّغني للحبيبةِ
    عندَ ساعاتِ الأصيلِ
    وفي الليالي العاشقاتِ وأينها
    تلكَ النّجومُ وأينَ
    ساعاتُ السّحرْ

    كيفَ القلوبُ تحجّرتْ
    خلفَ الضّلوعِ وأقفرتْ
    كيفَ القساوةُ قدْ تمكنَ صخرها منّا
    فلمْ تــُـبقِ ابتسامًا في الوجوهِ
    ولمْ تــَـذَرْ

    واللهِ تــُـقنا للرّبيعِ
    وصوتِ بلبلهِ الـّذي
    إنْ ما تغنـّى في الصـّباحِ
    تمايلتْ كلُّ النّسائمِ
    دونَ لحنٍ أوْ وترْ

    هيّا بخيركَ
    أيُّها الغيثُ الكريمُ لأرضنا
    واملأ كؤوس النـّاسِ منْ حبِّ الغيومِ
    وهاتها كأسًا بماءٍ كوثرٍ
    وأعدْ إلينا ما فقدنا في السّرابِ
    أعدْ وُريقاتِ النّضارةِ للغصونِ بروضنا
    واطبعْ منَ القبلاتِ حولَ شفاهها
    يا أيّها الغيثُ الودودُ
    إذا مررتَ بليلةٍ
    أعدِ المسرّةَ للشّجرْ

    ..
    بقلم: مهندس رفعت زيتون
    16 \ 12 \ 2010
    القدس

  7. #27
    الصورة الرمزية رفعت زيتون شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2008
    الدولة : القدس
    المشاركات : 2,334
    المواضيع : 136
    الردود : 2334
    المعدل اليومي : 0.41

    افتراضي ديوان الشاعر رفعت زيتون

    .
    أصغيرتي .. أهوَ الهوى
    ..

    أصغيرتي
    أهوَ الهوى
    أمْ أنـّه شيءٌ جديدْ ..؟

    أصغيرتي
    أشكو ويشكوني النّوى
    والحلمُ في عمري بعيدْ

    أدري بأنـّي
    طائشٌ بمحبـّتي
    لأميرة ٍ كالبدرِ في عمرِ الورودْ

    أدري بأنـّي
    قد تجاوزتُ الأصولَ
    وخنتـُـها
    لا تعجبي
    هذا لأنـّي لستُ نجماً خانعاً
    يرضى الأفولَ
    وأنـّـني متمردٌ ضدّ انتشارِ الشّيب
    رغمَ هجومهِ
    ولأنـّني رجل عنيدْ

    مثلُ الصّخور بحمقها
    لا أنحني بلْ لا ألينُ
    وإنْ عشقتُ
    فإنَّ عشقي منْ وريدي للوريدْ

    وبأنَّ قلبي كالتـّرابِ مخلخلٌ
    لا يرتوي إنْ أمطرتْ سحبُ السّماءِ
    فإنـّه في الحبِّ يطمعُ في المزيدْ

    يا أيـّها الطـّيفُ البعيدِ
    كأنـّـني بالأمسِ
    كانتْ صحوتي وولادتي
    وشعرتُ أنـّي قدْ ملكتُ
    صغيرتي كلّ الوجودِ .

    وشعرتُ أنـّي قدْ صعدتُ أميرتي
    نحوَ الفضاءِ مراقصًا كلَّ النـّجومِ
    فألبستني سندسَ الأثوابِ
    في عيدٍ سعيدْ

    يا زهرةَ العمرِالجـّديدِ
    وعطرَهُ ورحيقَهُ وأريجَـهُ
    وسحابة الغيثِ التي
    جاءتْ ْلتروي
    رملَ صحرائي وأوراقي
    وأمنيتي وأمسيتي
    يا لحظة
    غمرتْ حياتي كلـّها
    واستوطنتْ عمري أنا
    يا حبـّةً مثلَ النـّدى تندي المدى
    تكفي الأنامَ سقايةً
    يا قطرةً لا تنتهي
    عطشي أنا لا ينتهي
    ومصيبتي ظمئي الشّديدْ

    أصغيرتي هذا أنا
    وهْـمٌ أنا ..
    شيئ أنا منْ غير ظلّ
    ربـّما يأتي مخاضُ الحلمِ يوماً
    ربّما أصحو على فجرٍ جديدْ

    وبعدها يا زهرتي
    إنْ ما بقيتِ بكوكبي
    سأغيّر الألوانَ في نفسي
    لتصبحَ جنـّـةً نحيا بها
    سأزوّر التـّـاريخَ دونَ تردّدٍ
    كيْ لا تموتَ سنابلي
    يا دميتي ولربـّما إذْ ذاك
    أغدو كالبلابل في السّما
    لا تستجيبُ لحاجزٍ
    وتودُّها كلُّ الحدودْ

    أصغيرتي
    هذا أنا .. طفلٌ
    وإنّ محبـّتي بستانُ زهرٍ مونقٍ
    متراقصٍ يشتاقُ نورَالشـّـمسِ
    يأتي دافئاً كيْ ما يقبـّـلَ وجهَ أحلامي
    العظيمةِ والقديمةِ والغريبةِ
    ليتهُ لوْ يستجيبُ المستحيلُ لليلةٍ
    بلْ لوْ يعودُ بيَ الزّمانُ
    إلى الصـّـبا , لوْ تصبحينَ قصيدتي
    أوْ تقرئينَ صبابتي ....
    لوْ تصبحينَ كما أريدْ

    ..


    بقلم:
    مهندس رفعت زيتون
    20/9/2009
    (من قديمي)
    .

  8. #28
    الصورة الرمزية رفعت زيتون شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2008
    الدولة : القدس
    المشاركات : 2,334
    المواضيع : 136
    الردود : 2334
    المعدل اليومي : 0.41

    افتراضي ديوان الشاعر رفعت زيتون



    .

    يا قدسُ صبرًا
    .
    يا قدسُ صبرًا سيعلو وجهُهُ القمرُ
    فوقَ المآذنِ ثمَّ العتمُ يندحرُ
    وسوفَ تولدُ عندَ الفجرِ زهرتـُـنا
    وفي المساءِ سيشدو فرحَـنا الوترُ
    يا قدسُ ظنّوا بأنَّ الأرضَ قدْ أكلتْ
    ومزّقتها ضروسُ الحقدِ والجـُّـدُرُ
    ظنّوا وخابوا وإنَّ الصّبحَ موعدُهمْ
    والصّبحُ باتَ قريبًا دونكِ العبـَـرُ
    فكمْ توالى عليكِ القاسطونَ وكمْ
    عاثَ البُغاةُ فسادًا كمْ رأى البصرُ؟
    هذي الكنيسةُ تبكي ذلّ صخرتها
    وسورُ مسرى رسولِ الله يحتضرُ
    يا دهرُ إنّا شربنا الكأس ممتلئاً
    مُرّاً وَقَد نالَ منْ أحلامنا السَّكـَـرُ
    والظّلمُ فيكَ توالى حولَ بسمتنا
    فهلْ بيومٍ لسانُ الظّلمِ يعتذرُ
    نحنُ الذين خُطِفنا منْ طفولتنا
    ثمَّ اشترانا ترابُ القبرِ والحَجَرُ
    لغيرنا الحظّ يسعى دونَ مسألةٍ
    بالودّ يُـقبلُ كالشّلال ينهمرُ
    ونحنُ في كلـَحٍ والحبُّ يُخطئـنا
    نؤتيهِ وجْهًا فيأبى وجهـَـنا الدّبـُـرُ
    كُرهاً سقانا كغيثٍ دونما سُحُبٍ
    إنْ كانَ ذا غيثـُـنا لا جاءَنا المطرُ
    عشنا الهوانَ وضرسُ الصّبرِ ينهشنا
    أتى علينا فلا لحمٌ فنصطبرُ
    وأعينُ الفقدِ والإنكارِ ترصدنا
    والدّاءُ والفقرُ والحرمانُ والقترُ
    أقرَّنا الهمُّ في كابوسِ جَمرتِهِ
    إنْ غابَ عنـّا سعيرٌ أقبلتْ سقرُ
    وإنْ بيومٍ هزمنا الفقرَ نُغضِبُهُ
    فيبتلينا لأعوامٍ ونفتقرُ
    ويهلكُ الحزنُ أحلامًا نعيش لها
    ولكنِ الخوفَ يقربنا فينكسرُ
    في العزّ نرفلُ حتّى في مقابرنا
    يهابـُـنا الموتُ إذْ يدنو وينتحرُ
    يا قدسُ وحدي وفي الأسفارِ مثقلةٌ
    خطايَ قدْ ملّها التّرحالُ والسّفرُ
    وأنتِ مجدي وتاريخٌ أناخَ به
    عيرُ البُغاةِ وفيهِ استوقِدَ الغَرَرُ
    وأنا ابنُ همِّكِ لا فرحٌ ألوذُ بِهِ
    ولا سرورٌ يلاقيني فأدّخرُ
    ستّونَ عُمراً وأوراقي مبعثرةٌ
    في كلِّ عاصمةٍ والكلُّ يتـَّجِرُ
    ستّونَ جُرحًا ألمْ تكفي على جسدي
    حتّى امتزجتِ بجسمي أيّها الحُبرُ
    مُسَهَّدُ الجفنِ محبوسٌ بغربتِهِ
    وأنكرتني تميمٌ واعتدتْ مُضَرُ
    في ذاتِ ذكرى تراءَى الطّيفُ في خلدي
    وداهمتني فلولُ الشّوقِ والصّوَرُ
    شدّ الرحالَ فؤادي عاشقاً ولهاً
    إلى عيونِكِ ثمَّ السّمعُ والبصَرُ
    والرّوحُ والنّفسُ منْ أشواقِها انطلقتْ
    عندَ النّداءِ فما هانوا وما انتظروا
    حتّى دخلتُ لآآآهٍ لستُ افهمها
    فيها الضّرارُ يشقُّ الصّدرَ والضّرَرُ
    بينَ الأزقـّةِ أمشي في مواجعها
    وكانَ يمشي قـُبيلي فيهمُ الجُسُرُ
    أعاتبُ الشّمسَ عنْ تقصيرها خجلاً
    فلا تُجيبُ ولا يأتي لها خبَرُ
    واسألُ الخيلَ عنْ نصرٍ فتسألني
    ماذا ستفعلُ دونَ الفارسِ المُهرُ
    فأفقدُ الوعيَ أغدو دونَ بوصلتي
    وأركبُ البحرَ لا ترضى بيَ الجُزُرُ
    أعودُ أبحثُ عنْ نفسي وعنْ عبثٍ
    أقلـّبُ الكونَ ألقاها فتندثرُ
    أبقى هناكَ على أطرافِ ذاكرتي
    أرجو العبورَ على الأبوابِ أنتظرُ
    فهلْ سأدخلُ منْ أبوابِها مُدني
    وهلْ بيومٍ غيومُ النّحسِ تنحسرُ؟
    يا أمّةً منْ خِلالِ العتمِ أسألكمْ
    عنْ ماءِ وجهٍ وعنْ أسيافكمْ كفروا
    ماذا دهاكمْ ألمْ يأنِ المسيرُ ولمْ
    يصحُ السّلاحُ ألمْ تنهاكمُ النـُّـذرُ
    يا دهرُ إنّا لحكمِ الله ذلـّـتُـنا
    طوعًا وكرهًا وسوفَ الحقُّ ينتصـِرُ
    يا دهرُ ضاقتْ بنا الدّنيا وما انفرجتْ
    وجفَّ في أحلامِنا الينبوعُ والنَّهـَرُ
    جئناكَ نحملُ منْ آمالنا جَبلاً
    وضعفَ ذلكَ منْ آلامنا ظهروا
    جئناكَ نطرقُ بابَ العدلِ يُنصفنا
    فافتحْ كتابكَ واحكمْ أيّها القدَرُ


    ..
    بقلم : المهندس ( رفعت زيتون )
    القدس
    1\1\2011

    .

  9. #29
    الصورة الرمزية رفعت زيتون شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2008
    الدولة : القدس
    المشاركات : 2,334
    المواضيع : 136
    الردود : 2334
    المعدل اليومي : 0.41

    افتراضي ديوان الشاعر رفعت زيتون


    ..
    في تونسِ الخضراءِ تشتعلُ الحياة
    .
    .

    حَمَلوا الحياةَ
    على النـُّـعوشِ وردّدوا
    فلتسقطِ الأوهامْ

    ومضوا يُضيئونَ الشّموعَ
    لكيْ يعودَ الفجرُ في وجهِ الجّياعِ
    وتسطعَ الأحلامْ

    سلكوا طريقَ الشّمسِ
    دقّوا بابها
    رغمَ انكسار الضُّوءِ
    في دربِ الظـّلامْ

    وهناكَ خلفَ الليلِ
    ينتظرُ الصّباحُ شروقهمْ
    ويقولُ للعشّاقِ :
    هيّا يا رفاقُ تقدّموا ..
    هذي الدّقيقةُ في موازينِ التّغيُّرِ
    قدْ تساوي ألفَ عامْ

    هيّا رفاقَ الغربةِ الملعونةِ
    انتهتْ الحكايةُ فلتعدْ
    كلُّ الطـّـيورِ منَ المنافي
    إنّها ( الخضراءُ)
    تنتظرُ الغمامْ

    وهناكَ تشتعلُ الحياةُ ,
    سراجُها أملٌ وأطنانُ الرّؤى
    تمتدُّ حتّى للدّهاليزِ القريبةِ والبعيدةِ
    والرّياحُ الآنَ تعصفُ بالخيامْ

    تتدحرجُ الكرةُ الفقيرةُ
    تعتلي درجَ المآذنِ
    حانَ وقتُ النّورِ يصدحُ بالأذانِ
    مردّدًا أنْ حيِّ حيِّ
    على القيامْ
    .
    .
    بقلم : مهندس رفعت زيتون
    القدس \ تونس
    14\1\2011


  10. #30
    الصورة الرمزية رفعت زيتون شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2008
    الدولة : القدس
    المشاركات : 2,334
    المواضيع : 136
    الردود : 2334
    المعدل اليومي : 0.41

    افتراضي ديوان الشاعر رفعت زيتون

    ..

    قمْ يا محمّدُ ... إلى روحِ محمّد بوعزيز ورفاقه

    ..


    الآنَ بعدَ الإنتقالِ
    إلى سهولِ النّخلِ والرّمانِ
    في المدنِ البعيدةِ والغريبهْ

    تتبدّدُ الأوهامُ والأسرارُ
    تبدو كلّها الأشياءُ أقربَ للحقيقةِ
    إنّها مدنٌ عجيبهْ

    فهناكَ في الأبديّةِ
    الحُكّامُ أكثرُ رحمةً
    ويَـعوُنَ أنَّ الأقحوانةَ لمْ تجدْ بـُـدًا
    منَ التّرحالِ للمجهولِ
    تحملها الحقيبهْ

    وهناكَ خلفَ الوقتِ
    يستمعُ القضاةُ لصوتِ أفواهِ الأنينْ ..
    ويعذرونَ الخاطئينْ ..
    وكلَّ أمنيةٍ قريبهْ

    وهناكَ ميلُ القلبِ للفقراءِ شبهُ مؤكّدٍ
    والسّلطةُ العليا تحبُّ الياسمينَ
    فلا تخفْ , قمْ يا محمّدُ , سلْ هنالكَ
    ما تريدُ فقدْ مضى عهدُ
    القوانينِ المريبهْ

    واسألْ عنِ الأقمارِ والأجداثِ
    كيفَ توحّدتْ فيها المصائرُ في بطونِ الأرضِ
    بلْ وبأيِّ ذنبٍ أُطفئتْ كلُّ المصابيحِ المضيئةُ في العيونِ ..؟
    منِ الذي قدْ أرسلَ الأحلامَ خلفَ الشّمسِ
    غابتْ في كوابيسٍ رهيبهْ..؟

    قمْ يا محمّد عندما
    يطوي الظّلامُ جناحهُ
    واروِ الحكايةَ منْ جديدٍ
    عنْ خسوف البدرِ في ريعانهِ
    إذْ أخلفَ الميعادَ , لمْ يأتِ الحبيبهْ

    واقصص عليهمْ منْ أساطيرِ الخلودِ
    وكيفَ أنَّ الحبَّ مَـسَّكَ فجأةً
    فأثرتَ نقعَ الشّوقِ تهفو
    نحوَ عينيها الكئيبهْ

    واحذرْ علاماتِ السّؤالِ
    عنِ الحقيقةِ في نموِّ القمحِ في حقلِ الخليفةِ
    دونَ تلقيحِ الرّياحِ , كأنهُ فعلُ السّفاحِ ,
    فإنْ ألحّتْ في السّؤالِ فقلْ كفى
    يا نفسُ لا .. وكفاكِ تضليلًا وريبهْ

    لكنّهُ يأبى التّساؤلُ أنْ ينامَ
    فيوقظُ الأفكارَ جيشًا كلّما يغفو فريقٌ
    للوغى تصحو كتيبهْ

    ويقولُ دونَ إجابةٍ
    هلْ كانَ موتُ الأقحوانِ ضرورةً
    حتّى يعودَ الفجرُ منْ منفاهُ
    للأرضِ السّليبهْ

    أمْ كانَ للأقدارِ دورٌ في النّهايةِ
    فانتهتْ في البحرِ يحملُها جنونُ الماءِ
    سارتْ فوقَ أمواجٍ مريبهْ

    ربّاهُ ما أقسى الحقيقةَ
    إنْ تجلّتْ كالنّهارِ صريحةً
    إذْ ذاكَ ندركُ أنّهُ تتقصّفُ الأزهارُ
    إنْ غابتْ تراتيلُ العدالةِ
    عنْ أناشيدِ الصّباحِ المدرسيّةِ ,
    تصبحُ الطّرقاتُ سوقًا للنّخاسةِ
    والطّفولةُ قدْ تشيخُ على
    الممراتِ العصيبهْ

    لا طبَّ ينفعُ عندها نضطّرُّ للكيِّ
    اتقاءَ الدّاءِ ثمَّ الكيِّ ثمَّ الموتِ ,
    كيفَ النـّارُ تمسي رغمَ قسوتها طبيبهْ

    ربّاهُ ما أقسى الحقيقةَ
    إنْ أتى يومٌ على الطّوفانِ يخشى فيهِ من ثغرِ السّفينةِ
    أوْ يصيدُ الفأرُ ليثًا في الصّحاري
    تلكَ إنْ حدثتْ ستغدو هذه الدّنيا
    جحيمًا كلُّ ما فيها مصيبهْ


    ..

    بقلم : مهندس رفعت زيتون
    القدس في 19 \ 1 \ 2011

    ..

صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. قراءة في قصيدة الشاعر رفعت زيتون " يا ليل فاحذر جنود الفجر"
    بواسطة ربيحة الرفاعي في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 28
    آخر مشاركة: 25-04-2014, 01:56 AM
  2. ترجمة قصيدة " طوق الحمــام " للشاعر رفعت زيتون
    بواسطة نسيبة بنت كعب في المنتدى الشِّعْرُ الأَجنَبِيُّ وَالمُتَرْجَمُ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 28-10-2013, 12:21 AM
  3. ديوان نوافذ للشاعر المقدسي " رفعت يحيى زيتون"
    بواسطة آمال المصري في المنتدى أَنْشِطَةُ وَإِصْدَارَاتُ الأَعْضَاءِ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 01-10-2012, 12:51 PM
  4. زيتون .. يا زيتون .. إلى حسام الزهار وشهداء حي الزيتون الذين ارتقوا إلى العلا اليوم .
    بواسطة إياد عاطف حياتله في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 13-07-2010, 12:12 AM
  5. رحبوا معي بشاعرنا القدير رفعت زيتون
    بواسطة مقبولة عبد الحليم في المنتدى الروَاقُ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 10-08-2008, 08:35 PM