أحدث المشاركات

مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» @ تَعَاويــذ فراشَــةٍ عَاشِقـَـة @» بقلم دوريس سمعان » آخر مشاركة: دوريس سمعان »»»»»

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 13

الموضوع: ديوان الشاعر رائد عبد اللطيف

  1. #1
    الصورة الرمزية رائد عبد اللطيف شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2009
    المشاركات : 173
    المواضيع : 33
    الردود : 173
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي ديوان الشاعر رائد عبد اللطيف

    قاوم

    * إهداء إلى أبطال المقاومة الفلسطينية البواسل
    (1)
    قاوِمْ
    فإنَّ القلبَ أضناهُ السُّكاتْ
    والعينُ هزَّتهْا قلوبْ الصَّامداتِ، الصَّابراتْ
    قاوِمْ
    فإنَّ حضارتي في القدس يجمَعُها الشَّتاتْ
    والنيلُ يعني: دجلة
    يعني: تباريحَ الفراتْ
    قاومْ
    فو اللهِ الذي أعطى السحابةَ
    قوة الإعصارِ، من وحي المماةْ
    النصرُ ليسَ حليفَ أولادِ الزُّناةْ
    النصرُ ليسَ قلادةً
    للكاسياتِ العارياتْ
    النصرُ... ابْنُ خليلِكُمْ
    النصرُ... ابنُ جليلكُمْ
    النصرُ: غزَّةَ ، يا غزاةْ
    حتى وإن طالَ المَدَى
    فالنصرُ آتْ
    النصرُ آتْ

    (2)
    قاوِمْ
    وخَلِّ الصَّبحَ ليلاً سَرمدا
    قاومْ
    وصُبَّ الويلَ في قلبِ العِدا
    قاومْ
    فإنَّ ذليلَهمْ..
    إنْ لم تَدُسْهُ، اسْتأسَدَا
    قاومْ
    فأنتَ الطفلُ..
    أنتَ الشيخُ..
    أنتَ الأمُّ، تعتنِقُ الرَّدَى
    قاوم
    فأنتَ كرامةٌ..
    لمْ تلقَ فينا سيَّدَا
    (3)
    قاوم
    فتلكَ قلوبُنا ، جسْرٌ يُمدُّ
    على رؤوسِ الغاصبينْ
    يا شعبَنا المُلقى على أحزانِنا
    صبراً... فإنَّ اللهَ عونُ الصابرينْ
    يا شعبَنا
    إنْ لم تجدْنا ها هُنا
    فدعاؤُنا سهمٌ يردُّ الظالمينْ
    قاوم
    فأنتَ البحرُ... يُفني البارِجاتْ
    قاوم
    فأنتَ البرُّ... يمحُو الزَّاحفاتْ
    قاوم
    فأنتَ الجوُّ... يُعمِي القاصِفاتْ
    قاوم
    فإنَّ حجارةً- بالحقِ
    تكوي الغاصبينْ
    قاوم
    فإنَّ جباهَنَا
    لا تنحَنِي إلاَّ لربِّ العالمينْ
    رائد عبد اللطيف
    5/1/2009
    وغزة تحت النار

  2. #2
    الصورة الرمزية رائد عبد اللطيف شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2009
    المشاركات : 173
    المواضيع : 33
    الردود : 173
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي ديوان الشاعر رائد عبد اللطيف

    * كلما أوقفت مطية الكلمات على باب الشعر- ذائدا مادحا شخصه صلى الله عليه وسلم- أوصد بوجهي البيان بابه، وبعد طويل صبر ، ألهمت من بحر الحبيب هذه السطور:


    يبقى صغيراً والكبير كبيرُ


    وقفتْ على باب الجمالِ مَطيتّي
    ترجو النوالَ، ولا نوالَ يزورُ
    وغَفَتْ على قلب المحبِّ عروقُهُ
    ثكلى ذوَتْ، والصبرُ فيه نميرُ
    والصبرُ لو عقلَ الكلامَ لقالَ لي
    ثقلٌ على كَتِف الزمانِ.. صبورُ
    وظللتُ أحزمُ للبيانِ أزمَّتي
    حتى اعترتني أبحرٌ وطيورُ
    أبصرتُ في البحر الجليلِ معابراً
    فسلكتُ فيها، واليراع يغورُ
    طفقتْ تصفُّق للحروفِ أجندتي
    وبدتْ تعانق في السطور.. سطورُ
    إني رسمتُ إلى المسيء قصائداً
    تُدعى إناثا.. والحروف ذكورُ
    عن ناطقٍ حفِظَ البيانُ بيانَهَ
    وكلامُهُ إن غاب فهو حضورُ
    عن سيدِ الأخلاق مالكِ أمرها
    يعيا فمٌ في وصفهِ ويحورُ
    السيدُ السندُ الرسولُ محمدٌ
    صدرُ الزمانِ بقوله محفورُ
    يا سيدي لم يبصروا أنَّ الدجى
    يشتاق وجهَكَ دائباً، فينيرُ
    (يا سيدي ما خابَ فيك مؤملٌ)
    فلقد أذيتَ، وما اعتراك نفورُ
    وأتاكَ جبريلُ الأمينُ مسائلاً
    هل يُطبِقُ الطّودَيْنِ، ثم يسيرُ
    فحكمتَ أن يُستل من أصلابهم
    رجلٌ يوحِّدُ، والرجالُ تثورُ
    يا سيدي والقلبُ يكتب أنة
    ممَّا سرى في حوضِنا .. ويسيرُ
    يا خاتمَ الرّسْل الكرام وقَرْمِهم
    ما عاد للحرب الضرام أميرُ
    قد أجدَبتْ فينا الرجولةُ وارعوى
    شوقٌ إلى حممِ الوغى، وسرور
    والصمتُ حجَّ وحجُّهُ متكبّرٌ
    والذل طافَ، وسعيُهُ مشكورُ
    والنذلُ سبَّك، لا عدمتُ غباءَه
    فالسبُّ في حرم العظام، نشورُ
    والغرُّ لو سبَّ النجومَ تشهُّراً
    يبقى صغيراً، والكبيرُ كبيرُ
    يقفُ الذبابُ على الجبال مطنطناً
    يختالُ فوق رؤوسِها ويدورُ
    وكأنَّما صوتُ الحقيقة قائلٌ:
    الطودُ جذرٌ... والذبابُ يطيرُ
    صُبُّوا على وجهِ المسيءِ منيَّتي
    إن كان يخمدُ في الفؤادِ سعيرُ
    ما عاشتِ الأقلام، صاح مدادها
    إلا تَرَدَّدَ في الفضاء زئيرُ
    (صلى عليك الله يا علمَ الهدى)
    ما جنَّ ليلٌ أو تبسَّم نورُ



    20/3/2008

  3. #3
    الصورة الرمزية رائد عبد اللطيف شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2009
    المشاركات : 173
    المواضيع : 33
    الردود : 173
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي ديوان الشاعر رائد عبد اللطيف

    إليها
    *إلى سكني، زوجتي الغالية


    لمْ أنتَهِ فالشعرُ بعضُ حُطَامِي
    وفَمُ الحياةِ قصائِدي وكَلامِي
    لمْ أنتَهِ فالحبُّ جدَّدَ ثَورَةً
    بوذيَّةً ونظيرُها إسلامي
    أنا ما اعْتَنقْتُ الحبَّ إلا ساعة
    فتزاحمتْ في ساعتي أعوامِي
    وبها عرفتُ الوجدَ أوَّلَ مَرَّةٍ
    وبها عَرفْتُ مخالبَ الآلامِ
    الحبُّ كلُّ دُروبِهِ مجهولةٌ
    قلقٌ، شحوبٌ، وارتداءُ سَقامِ
    أنا يا حداةَ الحبِّ ليلٌ عاشقٌ
    ونهارُهُ مُتَلَثِّمٌ بلِثامِ
    (وأنا الذي لولايَ ما عُرفَ الهوى)
    وأنا الذي سكنَ الغرامُ عِظامِي
    عُلِّقتُ ليلى- يا حداةُ- مسيَّراً
    وتَعلَّقتْ في ركبِها أحلامِي
    وزرعتُهَا في ساحِ قلبيَ طفلةً
    حتى أشابَتْ بالغرامِ غُلامي
    هي زوجتي وخليلتي ورفيقتي
    وحبيبتي، بدئي، ومسْكُ خِتامِي
    أروي لها وجدي فتفضحُ سرَّهُ
    وتصوغُهُ حِبراً على الأقلامِ
    أحبيبتي لم تنتهِ قصصُ الهوى
    فنسيمُ ذكرَاها كسيلٍ طامِ
    هل تذكرين قصيدةً تَمْتَمْتُها
    وهمستُها في قلبِك المتسامي؟
    وسؤالُكِ المعتادُ بَعدَ فِراقِنا
    وجوابيَ المعتادُ، بيتُ غرامِ:
    (الحبُّ حُبّي، والهيامُ هُيامِي
    والوجدُ وجدي، والغرامُ غرامي)
    هل تذكرينَ دمشقَ تغزلُ حبَّنَا
    فنصيرُ داليةً بكفِّ شآمِي؟
    هل تذكرينَ دمشقَ؟ كمْ أحببتُها
    ولَكمْ أسَرْتُ لشوقِها أيَّامي
    ولَكمْ طوينا بُعدَ كلِّ مسافةٍ
    نغتالُها مشياً على الأقدامِ
    ولَكمْ بنينا فوقَ أعشابِ الثَّرى
    بيتاً وطفلاً راغداً بسلامِ
    هذا حديثُ الحبِّ يصعبُ وصفُهُ
    وغِمَاره عبْءٌ على الإلهامِ
    فاكتبْ لهُ بعضَ الحروفِ، وبعضَها
    ستظلُّ عالقةً برأسِ حسامِ


    25/1/2008

  4. #4
    الصورة الرمزية رائد عبد اللطيف شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2009
    المشاركات : 173
    المواضيع : 33
    الردود : 173
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي ديوان الشاعر رائد عبد اللطيف

    اخلعْ هُنا نعليك

    * إهداء إلى كل خائن لوطنه..
    اخلعْ هنا نعليكَ يا وطني
    وادخلْ عليهمْ حُجرةَ الكفنِ
    غسِّلهمُ.. كفنهمُ خجلاً
    خلّصْهُمُ من عُقدةِ الرَّسنِ
    بلْ وانعهُمُ- بعد الصلاةِ- أسَىً
    حنِّطهُمُ في صفحةِ الزَّمنِ
    واذهبْ إلى فِرْعونهمْ غضِباً
    طهِّرهُمُ من سُلْطةِ الوثنِ
    أنتَ الذي مازلت تحضنُهمْ
    خانوا.. وأنتَ العهدَ لم تخُنِ
    يا يوسفُ المُرْمَى بجبِّهِمُ
    باعوا .. ونالوا أبخسَ الثَّمنِ
    كتَّمتَ صوتاً في الحشا عَرِماً
    كالبحر يكتمُ صرخةَ السُّفنِ
    تأسى، إذا قدَّسْتَ عِترتَهُمْ
    ويْ إنها كانتْ.. ولم تكنِ
    كانت جبالُ الأرضِ قبضتَها
    في الشامِ في بغدادَ واليمنِ
    واللؤلؤُ المَرجانُ زينتهَا
    في القدس في بيروت في عدنِ
    صارتْ جبالُ الأرضِ ملجأَها
    والجدولُ العريان من وهنِ
    شنقيطُ(1)، لبْيا، بل جزائرُها
    المغربُ، الخرطومُ.. وا حزني
    لا مصرَ.. لا عمَّانَ منزلُها
    فاليومَ شاخت عِزَّة المدنِ
    يا ليتَ لو بدَّدتُ نطفتَهمْ
    شرَّدتُ فيهم رضعةَ اللبنِ
    لكنَّكَ القلبُ الرؤومُ بهِمْ
    ترعاهُمُ سرَّاً عنِ العلنِ
    فاغضبْ وقَطِّبْ حاجِباً هَرِماً
    من شدِّةِ الهزَّاتِ والمِحَنِ
    لا تبكينَّ العُربَ يا وطناً
    وادفنهُمُ في ساحةِ العطنِ (2)
    واكتبْ على حيطانِ تربتهِمْ
    هنَّـا يُسجَّى باعةُ الوطنِ

    21/8/2008
    (ا) شنقيط: كناية عن مورتانيا.
    (2) ساحة العطن: مربض الغنم.

  5. #5
    الصورة الرمزية رائد عبد اللطيف شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2009
    المشاركات : 173
    المواضيع : 33
    الردود : 173
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي ديوان الشاعر رائد عبد اللطيف

    لا ضير

    لا ضَيرَ أني أحترِقْ
    فالشمسُ تشرقُ من لهيبٍ واحتراقْ
    والشمعُ يُشرقُ من لهيبٍ واحتراقْ
    والحبُّ أعظمُهُ.. لهيبٌ واحتراقْ
    والسرعةُ القُصوى.. لهيبٌ واحتراقْ
    الضَّيْرُ-عنديْ - إن أغِبْ
    وأنا كقبلةِ عاشقٍ سَقطتْ على شفَةِ الفِراقْ
    وأنا لفافةُ ماجنٍ هَلَكَتْ دخاناً واختناقْ

    يا ساجِريْ 1 أثقَلتَ أكتافَ النِّفاق
    قَدْكَ2 اتْئِبْ 3فأنا لهيبٌ واحتراقْ
    يا لائمِيَّ أنا المُزمجرُ للعُلا
    حَصَدَ المَجَرَّةَ سابحاً فوقَ البُرَاقْ
    وأنا سَلِيلُ المجدِ ردَّدَ قولَهُ
    طيرُ الفراتِ وضمَّهُ نخلُ العِراقْ
    أنا والحسودُ قدِ انطلقنا من هُنا
    فهَزَمتُهُ ألفاً، وأنهَيتُ السِّبَاقْ
    أنشأتُ- يا ويحَ العدا- ترسَانَةً
    وبها أسرتُ الحرفَ، أطبقتُ الخِناقْ
    ورَمَى عليَّ الدُّهرُ شقفةَ ناقدٍ
    لا يعلمُ المخفيَّ، محدودَ النِّطاقْ
    إنْ كانَ زوَّجَني الزَّمانُ لقاءَهُ
    فلقدْ رميتُ – ثَلاثةً- قَسَمَ الطَّلاقْ
    وتركتُه للحرفِ يأخُذُ ثأرَهُ
    لا ضيرَ ..إنِّي منْ لهيبٍ واحتراقْ



    1- الساجر: مُوقِد النار، والمقصود بها هنا اللائم.
    2- قدك: اسم فعل أمر بمعنى حسبُك.
    3- اتئب: بمعنى امتنع.
    13/5/2009

  6. #6
    الصورة الرمزية رائد عبد اللطيف شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2009
    المشاركات : 173
    المواضيع : 33
    الردود : 173
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي ديوان الشاعر رائد عبد اللطيف

    من القدس إلى من يهمه الأمر *

    واللهِ إنِّي أمُّكُمْ ..
    تاالله إني أمُّكُمْ..
    مِنْ لحمِكُمْ.. مِن دمِّكُمْ
    من تربةِ الأقصى الشَّريْفِ
    عجنتُكُمْ.. وولدتُكمْ
    وكَشَفْتُ صَدْرِي- عَارياً..
    أرضعتُكُمْ
    وتركْتُ عُمْري- حَافياً..
    ألبستُكُمْ.. رَبَّيتُكُمْ
    أَوَ لا يَهزُّ ضميرَكُمْ- مِني- النّدَاءْ؟!
    أوَ تَقتُلونَ حُشاشَتي بيَدِ البُكاءْ؟!
    أوَ لسْتُ في صكِّ الوراثةِ .. إرْثُكُمْ؟
    هذا هوَ الإحِسانُ؟!!
    هلْ هذا الجَزاءْ؟!
    هل صِرْتُ- في عَصْرِ الخيانةِ- من بقايا عَهدِكُمْ؟
    واللهِ إنْ ضاعَتْ حُقوقِي عندَكُمْ.. أوْ بينكُمْ
    لا أنتُمُ نسْلِي.. ولا أنْجَبتُكُمْ

    (2)
    خارَتْ قُوايَ وداسَني وغدُ اليهودِ بِنَعْلِكُمْ
    هلَّا تحرَّكَ حِسُّكُمْ ..
    هلَّا انْتفَضْتُمْ- يا حماةُ- لِعرْضِكُمْ
    أمْ أنَّني- في ليلةِ الأضْحَى- أتانِي نَحْرُكُمْ
    علَّقتُمُونِي مثلَ (صدَّامٍ)، قضَى أنفاسَهُ في ذُلِّكُمْ
    وتدلَّتِ الأقدامُ مِني .. من تصارُعِ صمْتِكُمْ
    والشَّمسُ غَمَّضَتِ العيونَ فلمْ تَعدْ
    تقْوَى على زَجِّ الشّعاعِ بأرضِكُمْ
    وحمامةُ الأقصَى بَكَتْنِي..
    والعصافيرُ العذارى أجَّلَتْ أعْراسَهَا
    حَتَّى ينامَ عدوُّكُمْ
    فَبِرَبِكُمْ..
    هل هكذا أمٌّ تهانُ؟ ..
    بِربِّكُمْ!!
    أوَ تشعرون بظلمكُمْ
    أم قد فقدتُم عقْلَكُم؟!
    فأنا القضيةُ .. حقُّكمْ
    يا عِتْرتَ القسَّامِ إنِّي أمُّكُمْ
    واللهِ إني أمُكُمْ
    تالله إني أمكُمْ

    (3)
    عذْراً - وعذراً - أنْ أكُونَ جَرحتُكُمْ
    فلَعَلَّنِي- مِن زجرةِ الشُّطآنِ- أُشْعِل بحرَكُمْ
    أوْ علَّ مَا هزَّ الفؤادَ لعَذلِكُمْ
    أنِّي أموتُ بحبِّكُمْ
    لكنَّ ما أدْمَى جِراحِي أنَّكُمْ:
    لَمْ تعرفُوا سُننَ السّفَاحِ لكبشِكُمْ
    يا بعضَكُمْ.. يا كلَّكَمْ:
    (ما هَكَذا – يا قومُ – تُوْرَدُ إِبْلُكُمْ)

    3/6/2009
    * بمناسبة القدس عاصمة الثقافة العربية 2009

  7. #7
    الصورة الرمزية رائد عبد اللطيف شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2009
    المشاركات : 173
    المواضيع : 33
    الردود : 173
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي ديوان الشاعر رائد عبد اللطيف

    بعدتم (*)

    بَعُدتُمْ فَصَارَ الشَّوقُ يَسْكُنُ أَربُعِي
    وَحَالي كَحَالِ الطفلِ إنْ لَم يَرْضَعِ
    أُنادِي ونارُ الوجْدِ تحْرِقُ مَضْجَعِي
    رُوَيدَكَ قَد أَفنَيتَ يا بَينُ أَدمُعي
    وَحَسبُكَ قَد أَضنَيتَ يا شَوقُ أَضلُعي
    كأَنِّي بكَفِّ الدَّهْرِ دَفْترُ غُربَةٍ
    وما لي بذِي الأصْقَاعِ مَنزِلُ عزَّةٍ
    إِلى كَم أُقاسي فُرقَةً بَعدَ فُرقَةٍ
    وَحَتّى مَتى يا بَينُ أَنتَ مَعي مَعي
    بُلِيْنَا بِليلٍ أثقَلَ الصَّدْرَ طُولُهُ
    فَجَادَ بِوصْلٍ ما رَوتْكَ طلولُهُ
    فَيا راحِلاً لَم أَدرِ كَيفَ رَحيلُهُ
    لِما راعَني مِن خَطبِهِ المُتَسَرِّعِ
    أيا داخِلاً في لبِّ قَلبي، رَاعِهِ
    وقَدْ أعْمَلَتْ بالصَّبِ حُسْنُ طِبَاعِهِ
    يُلاطِفُني بِالقَولِ عِندَ وَداعِهِ
    لِيُذهِبَ عَنّي لَوعَتي وَتَفَجُّعي
    فقُلْتُ: (أيَا مَنْ قدْ أطَلْتُ رجَاءَهُ)
    فقَالتْ: (بِقلبيْ قَدْ أقمْتُ سَمَاءَهُ..)
    وَلَمّا قَضى التَوديعُ فينا قَضاءَهُ
    رَجَعتُ وَلَكِن لا تَسَلْ كَيفَ مَرجِعي
    ولمَّا أضاعَ اللَّيلُ صوتَ رُعَاتِكُمْ
    صرَخْنَا ومَا في الحيِّ غيرُ صِفاتِكُم
    أَأَحبابَنا لَم أَنسَكُم وَحَياتِكُم
    وَما كانَ عِندي وُدُّكُم بِمُضَيَّعِ
    فيَا سَامعيْ وجْدِيْ وقلبيَ عندَكُمْ
    ولمْ يحَْلُ عَيْشٌ مُذْ حُرِمْنَا شَهْدَكُم
    عَتَبتُم فَلا وَاللَهِ ما خُنتُ عَهدَكُم
    وَما كُنتُ في ذاكَ الوَدادِ بُمِدَّعي
    وليسَ لبدرٍ بعدَ وجهِكِ مَطْلَعٌ
    وأَيُّ جمَالٍ مِن جمالِكِ منبَعٌ
    مَلَأتُم فُؤادي في الهَوى فَهوَ مُترَعٌ
    وَلا كانَ قَلبٌ في الهَوى غَيرَ مُترَعِ
    أَموْتُ غَراماً، والمحِبُّ ملوَّعٌ
    فَهَلَّا عَجِبتُمْ مَنْ بموتٍ مُولَّعٌ!
    لَئِن كانَ لِلعُشّاقِ قَلبٌ مُصَرَّعٌ
    فَما كانَ فيهِم مَصرَعٌ مِثلُ مَصرَعي


    (*) القصيدة مخمسة عن قصيدة الشاعر الأندلسي بهاء الدين زهير، والتي مطلعها:
    رويدك قد أفنيت يا بين أدمعي= وحسبك قد أضنيت يا شوق أضلعي
    إلى كم أعاني فرقة بعد فرقة= وحتى متى يا بين أنت معي معي

    (1). أطت النياق: أصدرت صوت أنين، أو هو صوت الحِمْل الثقيل فوقها.

  8. #8
    الصورة الرمزية رائد عبد اللطيف شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2009
    المشاركات : 173
    المواضيع : 33
    الردود : 173
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي ديوان الشاعر رائد عبد اللطيف

    رسالة شوق
    يا ضِدَّنا لِمْ يَعْتَرِيكَ عُرَامُ؟ (1)
    وكأنَّنَا فَحْمٌ، وأنتَ رُخَامُ!
    وكأنَّمَا أنتَ الإمَامُ بذي الدُّنا
    أو قَسُّها، أو أنَّكَ الحَاخَامُ!
    أَقْصِرْ، فإنِّي ما رأيتُ ضَغِينَةً
    إلاَّ وفيها للحقودِ ضِرَامُ
    النَّاسُ حُبُّ واشْتيَاقٌ كلُّهُم
    إنْ كانَ (سامٌ) جدَّهُمْ أَوْ (حَامُ)
    الشَّوقُ خَمْسَةُ أسْطُرٍ في خَافِقِي
    ضَاقَتْ بِنَسْجِ حُروُفِهَا الأقْلامُ
    - سَطْرٌ: لأمي- يا لَقلبي- غارِقٌ
    بدمُوعِهَا يبْكِي، ولاتَ فِطَامُ
    أمِّي، ومَدْرَسَةُ الحياةِ كتابُها
    تحْنُوْ ، فيَخبُتُ في الفؤادِ سَقامُ
    في راحتَيْها كَمْ صنعْتُ سفينةً
    أبحرتُ فِيها، والصِّبَا أوْهَامُ
    في راحتيها رَتَّبَتْ ليْ أَنْجُمِي
    فنَمَا بأسودَ خافقيْ الإلهامُ
    -ثانِي سُطورُ الشَّوقِ أكتبُ نَصَّها
    دَنِفَاً- وعُذراً- فالحديثُ غَرامُ
    لحبيبةٍ يحيي الوُرودَ عَبيرُهَا
    فيموتُ شوقاً- في الكلامِ- كَلامُ
    تتبادُلُ الأطْيَارُ هَمْسَ حَدِيثِنَا
    فينُمُّنَا بينَ الغُصونِ حَمَامُ
    نَرْعَى نجوماً في السماءِ خيامُهَا
    والحبُّ فوقَ العاشقين خِيَامُ
    -والثَّالِثُ: الأقْصَى على جُدْرَانِهِ
    كمْ هَزَّنا من جانبيهِ سَلامُ
    يا ليتَ شِعري هلْ أنامُ بروضِهِ
    فتلفُني في حضْنِها الأنْسَامُ؟
    وأَعيْشُ في الأقْصَى أقبلُ أرضَهُ
    وأعافُهَا وتعافُني الآلامُ
    وألملمُ الآهاتِ بينَ ضلوعِه
    وأضمُّ من صَلُّوا بهِ أو صَامُوا
    - والرَّابعُ المخفيُّ بين أَجِندَتِي:
    بطلُ الوَغَى، والسَّيِّدُ الضِّرْغَامُ
    ضاقتْ بهِ أرضٌ فَصاحَ مُزمجراً
    حتى اهترتْ من عزمِهِ الأجْسَامُ
    لمْ يخشَ إلا اللهَ.. يخطِبُ مجدَهُ
    حتَّى ولو قيل الجزا: (إعْدَامُ)
    - والقدسُ خامِسُهَا- وإنْ أخَّرْتُهَا
    فلِأنَّ مِسْكَ العَاشِقينَ خِتامُ
    يا قدسُ كمْ أشعَلتِ قلبيَ، لوعةً
    وا حرَّ قلبٍ في هَواكِ يَهامُ
    لا تحزنِي فيهودُ تلبَسُ عارَهَا
    وسليلُهمْ بيدِ الفداءِ يُضامُ
    حَطُّوا حمَالَ حديدِهَمْ، لَمْ يَعرفُوا
    كمْ حطَّ فوق ترابِكِ الأطغَامُ؟! (2)
    فمَضُوا حفاةً لا حديدَ يضمُّهُمْ
    وبقيتِ سيفاً والرُّؤوسُ حُطَامُ
    قُصِّي ثيابَ الحزنِ فوقَ رُؤوسِهِمْ
    خسئَتْ يهودُ، وشعبُها الأقزامُ
    مرَّتْ على هاماتِ صخْرِك أرجلٌ
    فتَفَطَّرَتْ في قَصدِكِ الأقدَامُ
    كمْ كانَ أثقلَكِ الزمانُ بعابِرٍ
    حتى أتََتْكِ بنصرِهَا الأيامُ
    شُدِّي على حمِمِ الظلامِ عَصائباً
    وتحزَّمِي فالحقُّ ليسَ ينامُ
    يا قدسُ يا أمَّ الثَّقافةِ أبشرِيْ
    فالأرضُ صِدْقٌ، والعداةُ مَنامُ
    تعِبَ الفؤادُ من البِعادِ وقبلَكُم
    قدْ أوسعتْهُ- سِهامَها- الأعوامُ
    كُنَّا على سُحُبِ الشَّآمِ نزورُهَا
    فتَضُمَّنا وكأنَّنَا أيتامُ
    "ثمَّ انقضَتْ تلكَ السُّنونُ وأهلُها
    فكأنَّها وكأنَّهم أحلامُ"(3)
    21/5/2009
    بمناسبة : (القدس عاصمة الثقافة العربية)
    (1) العُرام: الشدة بالرجل، والمعنى هنا التكبُّر.
    (2) الطغام: الوغد، وهو يتطغم على الناس أي يتجاهل عليهم.
    (3) البيت لأبي تمام.

  9. #9
    الصورة الرمزية رائد عبد اللطيف شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2009
    المشاركات : 173
    المواضيع : 33
    الردود : 173
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي ديوان الشاعر رائد عبد اللطيف

    رسالة شوق
    يا ضِدَّنا لِمْ يَعْتَرِيكَ عُرَامُ؟ (1)
    وكأنَّنَا فَحْمٌ، وأنتَ رُخَامُ!
    وكأنَّمَا أنتَ الإمَامُ بذي الدُّنا
    أو قَسُّها، أو أنَّكَ الحَاخَامُ!
    أَقْصِرْ، فإنِّي ما رأيتُ ضَغِينَةً
    إلاَّ وفيها للحقودِ ضِرَامُ
    النَّاسُ حُبُّ واشْتيَاقٌ كلُّهُم
    إنْ كانَ (سامٌ) جدَّهُمْ أَوْ (حَامُ)
    الشَّوقُ خَمْسَةُ أسْطُرٍ في خَافِقِي
    ضَاقَتْ بِنَسْجِ حُروُفِهَا الأقْلامُ
    - سَطْرٌ: لأمي- يا لَقلبي- غارِقٌ
    بدمُوعِهَا يبْكِي، ولاتَ فِطَامُ
    أمِّي، ومَدْرَسَةُ الحياةِ كتابُها
    تحْنُوْ ، فيَخبُتُ في الفؤادِ سَقامُ
    في راحتَيْها كَمْ صنعْتُ سفينةً
    أبحرتُ فِيها، والصِّبَا أوْهَامُ
    في راحتيها رَتَّبَتْ ليْ أَنْجُمِي
    فنَمَا بأسودَ خافقيْ الإلهامُ
    -ثانِي سُطورُ الشَّوقِ أكتبُ نَصَّها
    دَنِفَاً- وعُذراً- فالحديثُ غَرامُ
    لحبيبةٍ يحيي الوُرودَ عَبيرُهَا
    فيموتُ شوقاً- في الكلامِ- كَلامُ
    تتبادُلُ الأطْيَارُ هَمْسَ حَدِيثِنَا
    فينُمُّنَا بينَ الغُصونِ حَمَامُ
    نَرْعَى نجوماً في السماءِ خيامُهَا
    والحبُّ فوقَ العاشقين خِيَامُ
    -والثَّالِثُ: الأقْصَى على جُدْرَانِهِ
    كمْ هَزَّنا من جانبيهِ سَلامُ
    يا ليتَ شِعري هلْ أنامُ بروضِهِ
    فتلفُني في حضْنِها الأنْسَامُ؟
    وأَعيْشُ في الأقْصَى أقبلُ أرضَهُ
    وأعافُهَا وتعافُني الآلامُ
    وألملمُ الآهاتِ بينَ ضلوعِه
    وأضمُّ من صَلُّوا بهِ أو صَامُوا
    - والرَّابعُ المخفيُّ بين أَجِندَتِي:
    بطلُ الوَغَى، والسَّيِّدُ الضِّرْغَامُ
    ضاقتْ بهِ أرضٌ فَصاحَ مُزمجراً
    حتى اهترتْ من عزمِهِ الأجْسَامُ
    لمْ يخشَ إلا اللهَ.. يخطِبُ مجدَهُ
    حتَّى ولو قيل الجزا: (إعْدَامُ)
    - والقدسُ خامِسُهَا- وإنْ أخَّرْتُهَا
    فلِأنَّ مِسْكَ العَاشِقينَ خِتامُ
    يا قدسُ كمْ أشعَلتِ قلبيَ، لوعةً
    وا حرَّ قلبٍ في هَواكِ يَهامُ
    لا تحزنِي فيهودُ تلبَسُ عارَهَا
    وسليلُهمْ بيدِ الفداءِ يُضامُ
    حَطُّوا حمَالَ حديدِهَمْ، لَمْ يَعرفُوا
    كمْ حطَّ فوق ترابِكِ الأطغَامُ؟! (2)
    فمَضُوا حفاةً لا حديدَ يضمُّهُمْ
    وبقيتِ سيفاً والرُّؤوسُ حُطَامُ
    قُصِّي ثيابَ الحزنِ فوقَ رُؤوسِهِمْ
    خسئَتْ يهودُ، وشعبُها الأقزامُ
    مرَّتْ على هاماتِ صخْرِك أرجلٌ
    فتَفَطَّرَتْ في قَصدِكِ الأقدَامُ
    كمْ كانَ أثقلَكِ الزمانُ بعابِرٍ
    حتى أتََتْكِ بنصرِهَا الأيامُ
    شُدِّي على حمِمِ الظلامِ عَصائباً
    وتحزَّمِي فالحقُّ ليسَ ينامُ
    يا قدسُ يا أمَّ الثَّقافةِ أبشرِيْ
    فالأرضُ صِدْقٌ، والعداةُ مَنامُ
    تعِبَ الفؤادُ من البِعادِ وقبلَكُم
    قدْ أوسعتْهُ- سِهامَها- الأعوامُ
    كُنَّا على سُحُبِ الشَّآمِ نزورُهَا
    فتَضُمَّنا وكأنَّنَا أيتامُ
    "ثمَّ انقضَتْ تلكَ السُّنونُ وأهلُها
    فكأنَّها وكأنَّهم أحلامُ"(3)
    21/5/2009
    بمناسبة : (القدس عاصمة الثقافة العربية)
    (1) العُرام: الشدة بالرجل، والمعنى هنا التكبُّر.
    (2) الطغام: الوغد، وهو يتطغم على الناس أي يتجاهل عليهم.
    (3) البيت لأبي تمام.

  10. #10
    الصورة الرمزية رائد عبد اللطيف شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2009
    المشاركات : 173
    المواضيع : 33
    الردود : 173
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي ديوان الشاعر رائد عبد اللطيف

    حَزِنْتُ على بَغداد



    أَنامُ على جَمْرٍ وأَصْحُو عَلى جَمْرٍ
    وتَمضي بيَ الأيَّامُ في رِحْلةِ العُمْرِ
    أَجُودُ عَليْهَا ثُمَّ تَأتي بظُلمِها
    وتَقْسُوْ- وحينَ الفَصْلِ- قاصِمَةً ظَهْرِي
    وأَرمِي لَها وَرْدَ المَحبَّةِ خَالِصَاً
    وتَرمِي جِمَارَ الغَدْرِ في سَاحَةِ الصَّدْرِ
    وأُزْجِي إليهَا أَحْرُفي وقَصَائِدِي
    فَتَصْرُخ بِيْ: عُذراً، أَيَا رَائِدَ الشِّعْرِ
    ومَا تنفَعُ الأَقلامُ إنْ ثارَ حِبْرُهَا
    إذَا أُغْلقَتْ مِن دُونِها دَارَةُ النَّشْرِ
    تَشَابَهَتِ الأيَّامُ، كُلُّ دُرُوبِها
    فَلَمْ أَدْرِ - مِن هَمٍّ- أَلَيْلِيَ أَمْ ظُهْرِي؟!
    وَظَلْتُ ألَوْمُ الرَّاكِعِيْنَ لحُكْمِهَا
    فَلا هِي تَنْساهُمْ ولا هِي في ذِكْرِ
    ويا أيُّهَا الأَصْنَامُ مَا لي بِلَومِكُمْ
    ومَا أنا لوَّامٌ ولَسْتُ أَخَا غَدْرِ (1)
    وَلكنَّ جِسْمَ الحُّرِ يَغْليْ على لَظَى
    إذا نامَ وغْدُ القَوْمِ في بيتِهِ العُذْرِي
    حَزِنْتُ على بَغدادَ- يا ويحَ حَظِهَا
    بأَنْ أَسْلَمَتْ جَهْرَاً وفي عِصْمَةِ الكُفْرِ
    حَزِنْتُ على بَغدادَ قَصَّتْ ظِفَارَهَا
    وألَبَسَتِ القَلبَ السَّوادَ، ومَا تَدرِي
    حَزِنْتُ على بَغدادَ- وَيْ إنَّ طُهَرَهَا
    يَطُوفُ عَليْهِ المَارِقُونَ مِنَ الحُمْرِ (2)
    حَزِنْتُ على بَغدادَ، أَينَ رُبوعُهَا
    وأَينَ البِذَارُ الصَّفْرُ في لقْمَةِ الطَّيْرِ؟
    وأَينَ الفُراتُ المُسْتَهَامُ بِنَخْلِهَا
    ودِجْلَةَ مِنْ غَوْرِ يَسِيْرُ إلى غَوْرِ؟
    عِرَاقُ الهَوَى أيَنَ الهَوَى مِنَكَ نَشْرُهُ
    وأَينَ كِتَابُ الحُبِّ في صَفْحَةِ النَّهْرِ؟
    كَأَنِّيْ بِهِ، أَشْجَارُهُ، وحَمَامُهُ
    يَتَامَى حُرِمْنَ العَيْشَ في رَوْضَةِ القَصْرِ
    رَمَوْهُ خَرابَاً قَعْقَعَاً عَرَصَاتُهُ
    أَدَارُوا عليْهِ الطَّاحِنَاتِ مِنَ الشَّرِّ
    حَلالٌ عَليهِم، أَنْ يَسُوسُوا بِأُمَّةٍ
    لَهُمْ، أَصْبَحَتْ شَمْعَاً بِدَائِرَةِ الحَّرِّ
    وَخَيْرٌ لَنَا أَنْ تُسْتَبَاحَ دِيَارُنَا
    لأَنْ قَدْ خَلَاهَا الزِّيْرُ والسَّيِّدُ الثَّوْرِي
    وَخَيْرٌ لَنَا أَنْ نَطْمُرَ الرَّأْسَ بِالثَّرَى
    إِذَا لَمْ يَنَلْ مَجْدَاً، ومِنْ قِمَّةِ النَّصْرِ
    وَعَيْبٌ عَلَيْنَا أَنْ نُفَاخِرَ بِاسْمِنَا
    إِذَا لَمْ يَكُنْ فَخْرَاً، وَفِي سُلَّمِ الفَخْرِ

    (1) أسقطت ألف (أنا).
    (2) الحمر: الهنود الحمر ، كناية عن الغزاة الأمريكيين.


    25/9/2009
    6/شوال/ 1430

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. رمضان .. شعائر وذكريات : عبد اللطيف زغلول / والد الشاعر د . لطفي زغلول
    بواسطة لطفي زغلول في المنتدى مُنْتدَى رَمَضَان والحَجِّ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 13-07-2014, 10:56 AM
  2. الشاعر القدير عبد اللطيف استيتي نجم يسطع نوره على الواحة
    بواسطة د. مختار محرم في المنتدى الروَاقُ
    مشاركات: 24
    آخر مشاركة: 13-02-2012, 12:55 AM
  3. رمضان .. شعائر وذكريات : عبد اللطيف زغلول / والد الشاعر د . لطفي زغلول
    بواسطة لطفي زغلول في المنتدى مُخْتَارَاتٌ شِعْرِيَّةٌ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 01-09-2010, 12:25 AM
  4. رمضان .. شعائر وذكريات : الشاعر الراحل عبد اللطيف زغلول .. والد الشاعر لطفي زغلول
    بواسطة لطفي زغلول في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 23-09-2007, 06:18 PM
  5. فرحة كبيرة بعودة الأديب الشاعر عبد اللطيف الشبامي
    بواسطة مصطفى بطحيش في المنتدى الروَاقُ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 28-03-2006, 10:42 PM