|
يَفْنَى الوَرى والباقياتُ شَواهدُ |
والعمْرُ في حُضْنِ المنيَّة راقِدُ |
يا أيُّها الإنسانُ إنِّكَ راحِلٌ |
فإلامَ تَسعى للبَقَا وتجاهِدُ؟! |
والعيشُ مثلُ البذْرِ تنثرُ حبَّهُ |
فإذا استوى زرعاً يزورُكَ حاصِدُ |
أنتَ الذي نسجَ الحياةَ بِكَدِّهِ |
فأتتْكَ كلُّ الماطراتِ رواعدُ |
وروَيْتَ نارَ السَّائلينَ على ضَنىً |
والجِدُّ نهرُكَ والخطوبُ روافدُ |
وفرشتَ من عَرَقِ الجبينِ مَوائداً |
والرَّاسياتُ على رُباكَ موائِدُ |
عِشْ لا تُقِم للهمِّ أيَّةَ قيمةٍ |
فسعادةُ الإنسانِ عيشٌ راغدُ |
كنزُ القناعةِ إن شَقيتَ فجُدْ بِهِ |
إنَّ القناعَةَ كنزُها مُتزايدُ |
و احْيَا كريماً، إنَّ بخلَكَ مالُهُ |
للوارثينَ، ومالُ جُودِكَ خَالدُ |
لا تُكثرنَّ ندامةً في ما مَضَى |
جِسْرُ النَّدامةِ- يا فديتُكَ- مَائدُ |
واصبِرْ فصَبرُ المرْءِ عِلَّةُ فوزِهِ |
والخاسرونَ الصَّبرَ حَرْفٌ زائدُ |
واحْرِصْ على الأملِ الذي ترتادُهُ |
فاليأسُ في عُرْفِ البَريةِ وائدُ |
و بَعُدْتَ، ما نفعُ الكلامِ لمنْ نأى؟ |
ومِنَ البيانِ - إذا حَرَصْتَ- قلائِدُ |
ولقد نسيْتَ بأنَّ يومَك حائِنٌ |
وظَللتَ في زَيفِ الدُّروبِ تكابدُ |
ومضيْتَ - يابْنَ الموتِ- تسعى ناسِياً |
أنَّ الحياةَ عَوامرٌ وبوائِدُ |
وقَعدْتَ من بعدِ المسيرةِ ذابلاً |
ذُقْ نشوةَ الخِذلانِ يا ذَا القائدُ |
مُتْ إنِّما الإنسانُ قصَّةُ ميِّتٍ |
فَصْلُ البدايةِ والنهايةِ واحدُ |
قدْ أقعَدتْكَ يدُ المنونِ، وقولُهَا: |
مُتْ قاعدا، يا أيُّها المُتقاعدُ |