ديوان الشاعر المدني بورحيس

أرتاح من تعبي بالشعر أذرفه دمعا على زمن أرثيه مغتربا هوالنسيم يسر القلب مقدمه إذا تداعى عليه الهم أو تعبا ضوء يرابط في ليلي إذا انطفأت أنوار شمس غدت مرسومة سحبا شعري بقايا جراح عذبت لغتي والحلم يجرح أحيانا إذا عذبا شعري غصون سماء لا تفارقني أحيا بها واقفا في الأفق منتصبا مفتاح ذاكرة أضحت بلا ألق لولا صداه لتاهت في المدى هربا تسلو بشدو حروف ترتدي ألما غنت لتبقى ويلقى القلب ما طلبا فالصمت يخجلها والحب ينبتها يسقي ثراها بنهر كان قد نضبا يا شعر خذ من دمي أنفاس قافية تحيا بها أبدا أو ترتقي رتبا يا شعر لي وطن ينمو على جسدي عوذه يا شعر بالأحلام مصطحبا وانثر عليه ورود الأنس تحضنه وارسمه روضا بهيا أو أخا حدبا إني خطبت نداك الحي معتذرا فكنت لي وطنا أسمو به وأبا

حملت الحزن في قلبي بلادا = وآثرت التفرد والبعادا
وودعت الحبيبة خلف ليل = يؤرقني ويجرحني سوادا
سلاما لابنة الأعمام هلا = تذكرت الرحيل المستعادا
دموعي فيك تختصر اشتياقي = ونار الحب تزداد اتقادا
سأرحل عنك حتى تستريحي = من العذال أو تجدي الرقادا
فإني ما خشيت على حياتي = ولا نفسي تهاب الموت زادا
ولكني أخاف عليك هما = يقتل حلمك الأحلى سهادا
لقد رتبت ظلي من جديد = وغيرت المنازل والوسادا
فنبع القوم يسقيني سرابا = وزهر الصحب قد أضحى قتادا
إذا ما أخبروا عني فكذبا = وإن وعدوا فريحا أو رمادا
رأيت الشمس عنهم قد توارت = وضوء الفجر فيهم ما افادا
سأنسى ما تقضى من جراحي = ولكني سأذكر من أجادا
وأغفر للسحاب بكاء أرضي = ولو أني بكيت غدي مدادا
ففي كل القبائل دمع جفني = لأني لم أجد منها ودادا
بحثت عن النسيم الحر فجرا = وعن وطن يعانقني ضمادا
فيا وطني إليك رسوم قلبي = ورودا ترتوي منك اعتدادا

لهفي على زمن الأحلام من زمن أهفو إلى شكله في السر والعلن أيام كنت أناغي الطير مبتسما والطير يشدو على قيثارة الفنن الشوق يطربني والصمت يخجلني. فيرحل الدمع من عيني إلى الدمن تمضي الرسائل من قلبي إلى جزر بلا حدود ولا لون ولا سفن أخطو طليقا وريح الأنس تحضنني مع رفقة يرسمون النجح بالفطن في كل زاوية من أرض ذاكرتي ضوء يسافر بين الظل والغصن حيث الحدائق تنمو في وداعتها والغيم يا ليته في الأفق لم يكن الحلم مرآة نفس غادرت وطنا يا ليتها نسمة ترسو على وطني حتى أغير لون الحزن في دمها وأنقش الحب تمثالا على كفن نفضت عن جسدي جرحا أسربه والخوف يجرحني في هذه المدن والناس أنهكهم سير بلا أمل ولا مهاد ولاظل ولا سكن ما بين مختصم يتلو شكايته وبين مرتقب يأوي إلى الوهن البر يطردهم والبحر يرفضهم والليل يحملهم وهما على ظنن أضحوا وقد فقدوا ما يدركون به علما يميز بين الفرض والسنن أمسي غريبا وظل الوهم يفزعني ياليت ذاكرتي وفت ولم تخن إني أخاطب وردة على وتر في القلب تائهة تجيبني بمن أبكي على زمني حينا على عجل وتارة أمسك الأجفان عن زمني

لا تبك رسما ولا تحزن على طلل إن الذين بنوا بالأمس قد رحلوا لا تبسمن لورد راق منظره واحذر من الشوك إن ضاقت به السبل فجر صحا فبنى من شعلة وطنا ما أجمل الفجر والأوطان تشتعل هل النهار فغاب الليل مرتحلا أبشر به من نهار جنده الأمل هل النهار وليدا في توهجه من بعدما أسقمت أنواره العلل الشعب أعلن في الآفاق قاطبة أن الحياة بغير الضوء معتقل لا ينفع الكسر والمفعول منتصب فالميت لا يفتديه العطف والبدل هي البداية يا أزهار دوحتنا فالطل فاتحة والوبل يكتمل يزهو الربيع على أفياء جنتنا وفي الكواكب يزهو شامخا زحل فالغيم آت وفي الأيام معتبر لكل أمر إذا يوما رسا أجل

المدني بورحيس: 07/02/2011