اباطرة النظام هل كانوا حقا أبناء لهذا الوطن؟
صعب ان يصدق رجل الشارع البسيط أن أباطرة النظام في مصر كانوا يعيشون معه في هذا الوطن السليب ، ولن اتحدث هنا عن الفلل العامره او المنتجعات الفاخره والارصده المتخمه لان كل هذا لا يستطيع المواطن العادي ان يقترب منه ناهيك أن يراه أو يلمسه ، لكني سأحاول ان اتحدث بلسان رجل الشارع البسيط الذي كان يري اثر النعمة باديا علي أوجه جلاديه وزبانية نظامه الحاكم ويري كم هي فاخره ملابسهم وكم هي فارهه سيارتهم ، وكان من الممكن ان يتجاوز المواطن البسيط ذي الاحلام المتواضعه عن كل هذا لو انه سمع هؤلاء الغارقون في النعم يتحدثون عن حاله ويتواضعون قليلا ليتفهموا حقيقة بؤسه ويحاولون أن يقتربوا ولو قليلا من ألمه ويخففوا عنه ولو بالكلام والتعاطف،
لكن للأسف فحين كانت تتاح الفرصة لأحد أباطرة النظام للحديث فكنا نتمنى لو لم تتحرك شفاهه وظل صامتا احب الي قلوبنا من الغثاء الذي كان به يتغني وكأنه ليس من ابناء هذا الشعب المطحون وانما يتحدث عن شعب أخر يرفل في الرفاه ،
كتبت هذه المقدمة قبل أيام من قيام ثورة 25 يناير وكنت أريد أن أكمل لكن قلمي لم يطاوعني فصمتت وعدت بعد مرور أسبوعين علي هذه الثورة المباركة التي أشعل فتيلها أبناء هذا الوطن الذي رزخ تحت الظلم سنينا ، وصبر علي جلاديه وهو يمهلهم لعلهم يتراجعون عن غيهم وصلفهم فإذ به لا يجد إلا زيادة في الظلم وتمادي في الفساد ، وطمع يزداد يوما بعد يوم في خيرات هذا الوطن طمعا جعلهم يستأثرون بكل شيء دون النظر إلي الغالبية العظمي من أبناء هذا الشعب الذين يقبعون تحت خط الفقر ، هذا الشعب العظيم الذي وكما يقول المثل ( يرضى بقليله ) ولو إنهم فهموا هذا حق الفهم لما ثارت عليهم جموع الشعب المطحون وحاسبتهم لكن الطمع أعماهم فأكلوا الأخضر واليابس ولم يبقوا لأحد شيء ، حتى ضاقت الصدور وانفجر البركان ، وهذا من نعم الله ليس علي مصر وحسب بل وعلي بلدان الأمة قاطبة ، والمتابع الفطن لأحوال الأمة يدرك ما فعلت ثورة شباب التحرير في قلوب الظلمة والطغاة من قادتنا الأفاضل من المحيط إلي الخليج ، ولعل كامل التداعيات لهذه الثورة المباركة لم تظهر أو تتضح بعد فأمام هؤلاء المخلصون طريق طويل من الإصلاح والجهاد ، فهذه هي البداية الحقيقية لصحوة و لنهضة دعونا إليها علي مدار سنوات .
المهم هو أن يدرك الجميع أننا مقبلون علي مفترق طرق وأننا بعد نجاح الثورة في تحقيق هدفها الرئيس برحيل النظام يجب أن ننتبه للقادم ويجب أن يكون التغيير من داخلنا نحن أبناء هذه الأمة ويجب أن نعترف أننا قصرنا في حق أنفسنا وامتنا سنينا فسلط علينا ربنا من يذيقنا نتاج ما فعلناه بأنفسنا ، وجعلنا نعاني ونتجرع مرارة الظلم الذي بدء بظلم أنفسنا ومن ثم ظلم كل من حولنا ولسان حالنا يقول أنا ومن بعدي الطوفان ، ثم أشرقت شمس جديدة صنع دفئها شباب اقل ما يقال عنهم إنهم صدقوا ما عاهدوا الله عليه فكتب لهم الله الفلاح وأيدهم بنصر من عنده علي الطغمة الطاغية والتي لم يتصور احد أن شباب عذل لا يملكون سوي إيمانهم وصوتهم سيستطيعون زلزلة هذا الكيان الموغل في التجبر والظلم في أيام قلائل ، لكنه الصدق مع الله والتوكل عليه والأيمان به مع توافر الثقة في نصره ، كلها عوامل أدت بهؤلاء إلي تذوق طعم النصر ، وما هذا النصر سوي بداية أذا أحسنا استغلالها ستتبعها انتصارات ونجاحات ورفعة يرنوا لها أبناء هذه الأمة ،
ومع هذا لا يجب أن ننسي في خضم انشغالنا ببناء هذه الأمة ، لا يجب أن ننسي أن أباطرة النظام السابق يجب أن يحاسبوا أولا لان هذا يحقق ميزان العدل وثانيا كي يكونوا عبرة لكل من قد تسول له نفسه مستقبلا أن يسلك سلوكهم ويمشي في طريقهم ومحاكمة هؤلاء بطريقة عادله وبشفافية ستؤكد علي أن الشباب الذي ناضل من اجل استعادة حرية هذا الوطن يعلم جيدا أن القادم يجب أن لا يلوثه وجود مثل هذه النماذج بل يجب الأخذ علي يد أي كان بمجرد ان ينسي أنه من أبناء هذا الوطن وحق عليه أن يحافظ علي ثرواته من اجل أبناء الوطن لا أن ينشغل بالسلب والنهب ويفكر في تنمية ثروته بطرق غير مشروعه لا لشيء إلا لأنه عضو بحزب ما أو أسندت له مسئولية في وزارة كما حدث من قبل ،
يجب علينا أن ندقق في اختيار من سيمثلوننا في البرلمان لأنهم هم من سيختار من بينهم أعضاء الحكومة من السادة الوزراء ، ونحن إذا قمنا بواجبنا في اختيار من نحسبه علي خير ثم قمنا بمتابعته والرقابة عليه أولا بأول نكون قد قطعنا الطريق علي بادرة فساد قد تظهر من جديد ، أمامنا كأفراد ومؤسسات عمل كثير وجهد جهيد كي نصلح ما فسد علي مدار عقود لكن أذا فهمنا هذه الحقيقة وان الإصلاح قد يبدأ بخطوه لكنه يستلزم وقتا وقدرنا له وقته وسعينا إلي تفعيل كل الجهود للوصول بالوطن إلي بر الأمان فيقيني أننا سننجح