كم من مساء
كَمْ مِن مَساءٍ سَيَطوِي في عَباءَتِهِ
لِلّيلِ خَارِطَةً مِنْ وَحْيِ أَحْزَانِي
لَيْلٌ تَهَادَى بِه النَّجْمَاتُ في ألَمِي
في لُجّةِ المِوجِ تَلقَانِي،، وَتَنْسَانِي
يَا سَاهِراً يَقطَعُ السَّاعَاتِ يُحْرِقُهَا
كَالتّبْغِ، إنَّ دُخَانَ القَهْرِ أَعْمَانِي
رِفْقَاً ،، بِرَبّكَ، هَذَا الجُرْحُ أَوْقَدَنِي
نَـاراً بِـلَيْلِكَ، وَالإِعْـيَاءُ أَطْـفَانِي
فَلا تَلُومَنَّ هَذَا القَـــلْبَ إِنَّ بــهِ
مِنْ عَاصِفَاتِ الأَسَى مَا هَدَّ بُنْيَانِي
قَاضُيْتُ نَفْسِي كَأَنِّي فِي مُحَاكَمَةٍ
كُنْتُ القَضَاءَ بِهَا وَالحُكْمَ، وَالجَانِي
وَصَارَ أَمْرِي إِذَا مَا النَّاسُ أَضْحَكَهم
أَمْرٌ، تَعَاظَـمَنِي أَمْرِي فَـأَبْـكَانِي
أَقْصِر فَدَتْكَ عُيُونٌ قَدْ فُتِنْتَ بِهَا
فَالسُّهْدُ، قَدْ خُلِقَتْ لِلسُّهْدِ أَجْفَانِي
غَاصَتْ أَظَافِرُهُ فِي الرُّوحِ فاغْتَرَفَتْ
وَغادَرَتْها بِنَزْفٍ أَحْــمَرٍ قَـانِ
مِنْ فَرْطِ سَيْلٍ جَرَتْ فَي الخَدِّ أَوْدِيَةٌ
جَفَّ الفُؤَادُ لـهَا، وَالدَّمْعُ رَوَّانِي
مُقَرَّحَ الفَجْرِ،، مَوْءُودَ الصَّبَاحِ إِذَا
مَا اعْتَلَّ لَيْلٌ، تَلاهُ لَيْلِيَ الثَّانِي
مُجَنْدَلَ القَلْبِ، أُبْقِينِي عَلَى أَمَلٍ
مَا ثمَّ أَسْــعَدَنِي، إلّا وأشـقاني
وصِرتُ أحصي بأوراقي وخربشتي
صحبي ورفقةَ أيّامي وخِلّاني
كم منهُمُ صَحِبَ الأيّام غافلني..
بخنجر الغدر، في ظهري، وخَلّاني
وما كأنّ بأضلاعي لهم سكنٌ
ولا كـأنّــهمُ خـلّي ونُـدمــاني
أبكي، وليس بكائي من جوى بدمي
بل من تسرّبهم من قلب شرياني
أساير النّفس في عيشٍ بُليتُ بهِ
ما نفعُ عيشيَ في صدٍّ وهُجرانِ
أوفى خليليَّ قادتهُ الخطى أمدا
إن جاد لي الدّهرُ: ألقاهُ ويلقاني
إنّ المحبّ وإن أدمتكَ جفوتهُ
لا يفتأُ القلب في ذكرٍ وتحنانِ
12/1/2010