|
يا واحة الأدب الجميل ألستِ من |
في سائر الأنحاء فاق صداها |
قد خبَّروني عن حدائقَ قصركم |
و أتيتُ في لَهَفٍ إلى لقياها |
إنِّي سئمتُ البحثَ في كُتُبٍ و لم |
أجِدِ الدليل لروضةٍ و حماها |
قد تِهْتُ بين المدَّعين و لم أجد |
شهماً كريماً عارفاً بدواها |
آهٍ و قلبي كم يئنُّ و يشتكي |
و النار في جسمي يزيد لظاها |
فَلَكَمْ يسئتُ من الدنوِّ بقارب |
من شاطىءٍ كثُرت عليه قباها |
فَسَمِعْتُ من خير الأحبَّة قولة |
هوِّن عليكَ فما بلغت مداها |
فَدَعِ السماء و ما حوَتْ من أنجُمٍ |
إن حالتِ الظلماءُ في رُقياها |
و اسلُكْ بمركبِكَ الهزيل لمن له |
علمٌ و باعٌ في العلوم يباها |
منْ حال دونَكَ و العلومِ فدعْ لهُ |
داراً بها مفتونُ بل يهواها |
يا ساكنين بواحة الأدب التي |
ما جئتُها كيما يقال أتاها |
بل جئتُ في شَغَفٍ إلى علمٍ به |
عقلٌ يُقَوَّمُ من جنونٍ تَاهَ |
إنْ كان فيكم عالمٌ و مُفّوَّهٌ |
فأنا المريد و طالبٌ لعلاها |
أُفْدِيكَ يا منْ للعلومِ مُعَلِّماً |
بالروح و العين الفؤاد تلاها |
إنِّي أتَيْتُكَ قاصداً لِتَدِلَّني |
علماً أحوز به العلا و سماها |
قَافْتحْ ذراعيكَ التي أهفُو لها |
و افتحْ لصدرٍ بالعلوم حواها |
و املأ بذاك عُقُولنا و صُدُورنا |
و امحُ الضَّلال بها فقد أملاها |