|
أسامر الليل أهداب النجوم سرت |
لساهمٍ ببياض الغيمِ فانهمرتْ |
حطَّت على سرِّها الأنوار راشفةً |
ما شفَّ منه محيط الضوء فانتشرت |
مالتْ على كتفي والوجد يحملها |
والروح هائمةٌ للروح قد عبرتْ |
فراشةٌ حلُمتْ بالدفء يحضنها |
والدمع أندى من الغيمات ما زفرت |
ورعش حسٍّ هبوبٌ من تألمها |
إيماء لحظٍ إذا ما العين قد نظرت |
آلت تفوحُ بعطرٍ من نسائمنا |
يوم استدرَّ شفاهَ الورد ما نثرت |
وعَبرة القلب ما حنَّتْ جوارحنا |
شوقاً ووشوش بالإحساسِ ما ذكرت |
سالت مشاعرنا بالبوح واختلجت |
سحابةٌ هطلت ذكرى بها نبرت |
كيف الحنين إلى الأحلام يرجعنا |
أم ذا غفا بظلال العمر فاندثرت |
ضمّت جوانحنا ما ذاب من ولهٍ |
وروعة الحبِّ نبْضاتٌ بنا هدرت |
خذ يا رحيل النوى ما كنتُ خافيةً |
تحت الوسادة إذ شاخت وما عطرت |
واتركْ عطورك بالأرجاء عابقةً |
أغفو إليها إذا ذكراك قد عبرتْ |
صوتاً تعالى إلى الغيمات يرشقها |
همساً أثيرَ بلمس الوحي فانغمرت |
حكايةٌ عصفتْ هزَّتْ نوافذنا |
خطّتْ جروح مرايانا وما انكسرت |
كيف انثنيتُ أنا للحزن يلفحني |
كم من حزون الهوى يا قلب ما انحسرت |
أيُّ النهايات واحتارت مراكبنا |
لا السمت بان ولا الميناء قد ظهرت |
لا تنقشى الحرف بالحنّاء كاتبةً |
عهد الوئام وآلامٌ بنا اعتصرت |
لا تحفري القلب في غصنٍ ليذكرها |
أو تغمدِي السهم فالآهات قد نفرت |
لا لن يعود إلى قيد الهوى حلمي |
منك انعتاقٌ ومني الروح قد غفرت |
ترنو حروفيَ للتقوى وأندهها |
والنفسُ عودٌ وبخْرُ العود ما اعتمرت |
من لي سواك إله الكون تغمرني |
برحمةٍ منك ذا ما النفس قد عثرت |
حديث روحيَ مذ طابت مآربها |
فيها السلام بذكر الله قد عمرت |