أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: ثقافة تصادر الحق في اختيار شريك العمر

  1. #1
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Nov 2004
    المشاركات : 231
    المواضيع : 38
    الردود : 231
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي ثقافة تصادر الحق في اختيار شريك العمر

    كنت أظن في بادئ الأمر أننا تجاوزنا هذه المسألة عبر تراكم الحريات ، فعادت الفتنة لتفتك بحضاراتنا ، وإيماناً بأنه لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى ، و أن الإسلام بريء من تلك النظرة المتعالية ( العنصرية ) التي يبدو أنها لازالت تحتل مساحة واسعة من ثقافة فئات المجتمع ، تلك النظرة التي تعظم الذات والتفوق من جانب ؛ وإشعار الآخر بالدونية من جانب آخر ؛ والتي تضعه في وضع أدنى ، للأسف هي في أحد تجلياتها نوع من الاحتقار للآخر مبني على أساس التفوق العرقي .
    وفي عالم بدأ يضيق معرفياً وثقافياً في ظل ثورة المعلومات ؛ التي جعلت من مجموع البشرية بكل أعراقها وألوانها وثقافاتها عبارة عن قرية صغيرة ، لابأس من إعادة طرح سؤال التمييز والشعور بالتفوق على أساس العرق واللون في مجتمعاتنا ؛ لذلك رأينا أن نخوض دهاليز مفهوم التفرقة لكشف تراكمتها الممتدة في ثقافتنا .
    فكان علينا أن نسال ذلك السؤال الذي قد تجبرنا إجابته إلى الدخول " للعصر الحجري" من جديد ، إذاً هو الخجل المتخبط بعرض الحجب و المسكوت عنه ، إذا ما راقبنا عيون المارة لأولئك الذين إختاروا حياتهم بكل حب ؛ فيما سهام بعضهم تطعن مشاعرهم جلداً ؛ تهم قد لا يتحملها الجلاد ، وأن تلوكهم أسئلتهم المقيمة في زمن مضى " هل يعقل أن تترك رجلا من نفس لون بشرتها وتتزوج برجل آخر ؛ إلا إذا كان بها عيوب تجبرها على ذلك ؛ فتضطر للزواج من هذا الرجل ؟ . " ،تلك هي النظرة الموجعة التي تغتال كرامتها وشرفها ؛ ألا تحتاج إلى وعي يستئصلها و يقف في وجه رماة التهم ؛ ليكون السؤال هل ذلك معقول بعد أن وصلنا القمر ؟! .
    ناهيك أن الشرع قد أوضح وبين لنا هذه المسألة ، فهي لا تحتاج إلى النقاش و ديننا أيضاً واضح ، إذاً لماذا يشكك الآخرون في مصداقيتهم و يخلق المجتمع نزاعات من شأنها أن لا تنطفيء ، ومع هذه الإضاءة لكم حق التجاوب انطلاقا من بياض قلوبكم إلى بياض أوراقنا التي سننشرها أمام القراء لنلامس جذور تلك الثقافة ، التي يستند إليها أولئك .
    ودعونا نقترب من المسألة أكثر ونسأل البعض رأيهم في ما طرحناه ؛ ولقاونا الأول كان مع :
    - ربة بيت وأم لتسع فتيات و أربع شباب و عندما سألناها هل تقبلين بأن تتزوج إبنتك من رجل ذو بشرة مختلفة اللون ؟ أجابتنا مقاطعة علامة إستفاهمنا أبداً وعندما سألنا عن السبب أتانا جوابها مغلف بدبلوماسية تأخرت عن الصغار .
    -وعندما كررنا السؤال على شاب تجاوز الثلاثين أجابنا بأنه كان على علاقة مع فتاة لها بشرة مختلفة عنه و إستمرت علاقتهم تسع سنوات و بسبب تدخل الأهل و لعدم رضاهم بأن يذهبوا معه لخطبتها كان الانتظار أليما حتى يغير أحدهم رأيه .
    و لتكرار الإجابة عند أغلبهم قررنا أن نغادر السؤال و نذهب مباشرة إلى جواب نعرفه سلفاً عند أحد الأصدقاء علنا نصدق بأننا نعيش في الألفية الثالثة فكان جوابه مرطباً لجفاف بعض السطور السابقة ، " أقبل و لما لا في حال كانت خفيفة الظل و طموحة و تعتد بنفسها و تتفهم الحياة والمهم أن لا تشعر بعدم رضا الاخرين عنها للون بشرتها .
    أكتفي هنا ببعض كسرات من أجوبة لبعضهم و إن تشابهت كلها بجواب واحد .
    وبعد :
    إذا كان الإنسان لا يختار لون بشرته فكيف لقناعات المشككين أن تحاصر الوعظ والنصيحة بلباس جاهلي ينقلب على أحكام شرعية تتيح للشعوب وللقبائل أن تتعارف ، و لا تُحرم بأن يختلط لون بآخر .
    ومع ذلك نقر أننا عندما نناقش هذا الموضوع تكون ردة الفعل عند الآخر عصبية ، والجواب حائر بين غيمة " هل ستقنع أهلك " وغيمة " إن معارضيك سوف ينبذونك و يتبرءون منك ، إذاً هو خوفنا من المجتمع ومن نظرة الأخوة ، وتعامل أطفال العائلة الواحدة ذوي البشرة المختلفة اللون ، متجاهلين أنه من حق كل إنسان أن يختار ما يعجبه و يترك ما سواه ، لذلك نحن نواجه صعوبة في تعامل الأطفال مع بعضهم البعض ، فيصبحون بذلك غير إجتماعيين ربما هي تهمة أخرى أو مخاوف أهل الفتاة أو الشاب و خصوصاً في الزواج ، فالحياة بينهما مفروض لها أن تستمر حتى نهاية مشوار العمر طال أم قصر ، فعملية الاقتران يجب أن تكون عن إقتناع تام ، ومسألة التزاوج بين أصحاب البشرة المختلفة هي في حقيقة الأمر قناعات ، بعضهم لاتجد لديه أية عقد و البعض لا يرغب في هذا كما هو الحال الآن ..!!
    فالأمر ليس محصورا بين " أوافق أو لا أوافق " رغم أنه يختلف من شخص لآخر إلا أنه بات علينا أن نحترم رأي الآخر في الاختيار ونرفع عنه الظلم و نرد كيد التهم و أن لا نرجمهم بنظرات الاستهزاء و التفريق وأن لا نتكيء على عصا الأطفال و إندماج بعضهم البعض في اللعب و اللهو وغيره .

  2. #2
    الصورة الرمزية سماح محمد أديبة
    تاريخ التسجيل : Dec 2010
    الدولة : فى حضن الوطن الأكبر
    المشاركات : 124
    المواضيع : 7
    الردود : 124
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    حياك الله أخى ..سميــــر

    دعنى أحدثك بصدق فى هذه المسألة دون اللجوء إلى أسلوب المجاملات على طرح جيد جدا لغوياً ، لأناقشك فى مضمون طرحك..
    طبيعة النفس البشرية تجبرها على السعى إلى الأفضل وتحقيق أقصى درجات السعادة لما يستتبعها من زهو وفخر وشعور بالرضا لما وصلت إليه..
    وهنا الحكم على الأخر يتم بشكل نسبى ، لأن ما قد يقززنى اليوم ، قد يعجبنى بشدة إذا اختلفت الظروف ، وإذا اختلف المكان لأننا نأخذ دائما
    فى الاعتبار نظرة المجتمع وتؤلمنا نظرات الاقارب وهمسات الأصدقاء ..
    وتزول هذه الاعتبارات تماماً إذا وصل المرء إلى حد القناعة (النابعة من الذات) - وليس مجبرا عليها لظروف معينة - بالأخر رغم اختلاف لونه.
    ولاشك أن الأخر يلعب دوراً هاما هنا فى تقبل الطرف الأول لأنه ، فكلما زادت ثقته فى نفسه ونجح فى عمله وبناء مستقبله سيفرض نفسه بقوة
    على من حوله لينتزع منهم الاحترام ثم التوقير ثم بلا إرادة يكسب محبتهم.

    وهنا أيضاً ستلعب الثقة بالنفس دورا هاما فى تقبل الطفل لاختلافه عن أقرانه واقاربه .. ولكن لا ننكر أثر الاختلاف عليه معنوياً إذا لم يستطع التأقلم عليه!

    ودعنى أهمس لك أن المادة اصبحت تلعب دورا كبيراً عند البعض فى اختيار الأخر ، بل تذلل الكثير من الصعاب وتهون الكثير من الظروف ..
    وهو الأمر الأكثر خطورة وجهلاً من تقبل الأخر أو رفضه لاختلاف لون بشرته!!

    فى النهاية وبكل الأحوال لا ينبغى أن يُهان شخص أو يُتعالى عليه بسبب لونه .



    شكرا

  3. #3
    الصورة الرمزية زهراء المقدسية أديبة
    تاريخ التسجيل : Jun 2009
    المشاركات : 4,596
    المواضيع : 216
    الردود : 4596
    المعدل اليومي : 0.85

    افتراضي

    والجواب حائر بين غيمة " هل ستقنع أهلك " وغيمة " إن معارضيك سوف ينبذونك و يتبرءون منك ، إذاً هو خوفنا من المجتمع ومن نظرة الأخوة
    والجواب بين غيمتين

    إن أمطرته الأولى أمحلت به الثانية

    فالقناعة دون رضى المجتمع لا تجدي دوما

    ومجتمع يرضى دون قناعة المعنيين لا تجدي

    فالمسألة اجتماعية بحته والدين منها براء

    تقديري
    ـــــــــــــــــ
    اقرؤوني فكراً لا حرفاً...

  4. #4
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Nov 2004
    المشاركات : 231
    المواضيع : 38
    الردود : 231
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    أختي سماح ،،

    لا ينبغى أن يُهان شخص أو يُتعالى عليه بسبب لونه و هذا ماقصدته من خلال طرحي لهذه المادة ..
    دمت بود
    سمر

  5. #5
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Nov 2004
    المشاركات : 231
    المواضيع : 38
    الردود : 231
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    أختي زهراء

    أتفق معك " فالقناعة دون رضى المجتمع لا تجدي دوما
    ومجتمع يرضى دون قناعة المعنيين لا تجدي"

    مع شكري

المواضيع المتشابهه

  1. من هو الأديب الحق؟ ومن هو الناقد الحق؟ ...
    بواسطة د. عبد الفتاح أفكوح في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 10-06-2022, 05:29 PM
  2. اختيار شريك الحياة...!!
    بواسطة ابو دعاء في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-01-2006, 05:13 AM
  3. ((شريك العمر))
    بواسطة ينابيع السبيعي في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 18-11-2005, 10:43 PM
  4. ما لك بقلبي شريك))
    بواسطة باهـ@ـى في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 22-09-2005, 04:13 PM
  5. لماذا نتزوج ؟وكيف نختار شريك الحياة؟؟؟
    بواسطة ابو دعاء في المنتدى النَادِى التَّرْبَوِي الاجْتِمَاعِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-01-2004, 10:40 PM