اسْقِ ثَغْرَ الغَدِ مِنْ دَمْعِ المَآقِي
وَابْتَسِمْ لِلشَّمْسِ يَا نَخْلَ العِرَاقِ
وَاسْتَمِدَّ العَزْمَ عَنْقَاءَ العُلا
مِنْ رَمَادِ الحُزْنِ قَامَتْ بِانْطِلاقِ
لا تَلُمْ لَيلًا عَلَى ظُلْمَتِهِ
كُلُّ لَيلٍ زَائِلٌ وَالنُّورُ بَاقِ
فَانْبِلاجُ الفَجْرِ مِنْ عَينِ الدُّجَى
وَمَخَاضُ البَدْرِ مِنْ رَحْمِ المحَاقِ
وَانْعِتَاقُ التِّبْرِ مِنْ إِحْرَاقِهِ
وَابْتِسَامُ الزَّهْرِ مِنْ نَزْفِ السَّوَاقِي
يَا عِرَاقَ القَلْبِ يَا لَحْنَ الأَسَى
حُزْنُكَ المَبْثُوثُ كَأْسَ المُرِّ سَاقِ
أَيْنَ مِنَّا دَارُ مَجْدٍ حَلَّقَتْ
بِجَنَاحِ العِزِّ تَعْلُو كُلَّ رَاقِ
غَرَّدَتْ فِيهَا عَصَافِيرُ المُنَى
مِنْ تَرَانِيمِ ائْتِلافٍ وَائْتِلاقِ
وَفُرَاتُ الحُبِّ يَلْقَى دِجْلَةً
عِنْدَ ذَاكِ الشَّطِّ فِي ذَاكِ العِنَاقِ
أَيْنَ مِنَّا مَوْطِنٌ فِي دَمِهِ
نَكْهَةُ التَّارِيخِ تَسْرِي بِاعْتِبَاقِ
وَرَشِيدُ المَجْدِ فِي مَجْلِسِهِ
يَجْتَبِي العِلْمَ وَيَقْضِي بِخَلاقِ
وَازْدَهَتْ بِالحَزْمِ فِيهِ دَوْلَةٌ
زَانَهَا الفَخْرُ وَأَعْلاهَا التَلاقِي
ذُلَّ لَيثُ الشَّرْقِ فِي صَوْلَتِهِ
يَومَ رَامَ العِزَّ مِنْ ذِئْبِ الشِّقَاقِ
مَنْ سَقَى الأَيَّامَ مِنْ أَتْرَاحَهَا
غَيرُ مُرِّ الغَدْرِ مِنْ كَأْسِ النِّفَاقِ
وَانْتِهَازِيٍّ وَغِرٍّ تَمْتَمَا
إِنْ يَفُتْنَا السَّبْقُ أَدْرَكْنَا البَوَاقِي
وَيح قَومٍ كَيفَ يَومًا صَدَّقُوا
أَنَّ عِزَّ الحُرِّ فِي ذُلِّ الوَثَاقِ
وَعَلامَ المَوتُ أَضْحَى زَائِرًا
لِلمَنَايَا كُلَّ يَومٍ فِي اشْتِيَاقِ
كُلُّ طِفْلٍ سَابِحٍ فِي دَمِهِ
كُلُّ شَيخٍ عَظْمُهُ وَقْدُ احْتِرَاقِ
وَإِذَا الأَحْقَادُ رَانَتْ أَخْبَثَتْ
وَسَقَتْنَا مِنْ كَرِيهَاتِ المَذَاقِ
يَا عِرَاقَ الجُرْحِ فِي خَاصِرَتِي
وَدَمٌ يَنْثَالُ مِنْ جُرْحِ البُرَاقِ
طَالَ شَوْقُ القَلْبِ هَلْ مِنْ عَودَةٍ؟
إِنَّ حَرْقَ الشَّوْقِ مِنْ حَرِّ الفِرَاقِ
مِنْ إِبَاءِ الصَّخْرِ تَنْمُو زَهْرَةٌ
بِلِحَاءِ الصَّبْرِ فِي جَذْرٍ وَسَاقِ
وَمِنِ الضِّيقِ المُسَجَّى نَزْعَةٌ
لانْعِتَاقِ الرُّوحِ فِي رَحْبِ الوِفَاقِ
فَانْتَصِبْ فَوْقَ احْتِدَامَاتِ الأَذَى
أَنْتَ أَعْلَى هِمَّةً مِمَّا تُلاقِي
سَوفَ يَخْبُو كُلُّ بَرْقٍ طَارِئٍ
وَبَرِيقُ المَجْدِ فِي عَيْنَيكَ بَاقِ
وَالمَعَالِي تَجْتَلِي أَسْبَابَهَا
وَاللَيَالِي تَبْتَلِي وَاللهُ وَاقِ